العمارة والتشييد > جائزة الآغا خان المعمارية

Superkilen كيف جُمِعت القارّات الخمس في مكانٍ واحد!!

استمع على ساوندكلاود 🎧

الموقع: كوبنهاغن، الدنمارك

تصميم: BIG Architects، Topotek 1، Superflex

حائز على جائزة الآغا خان لدورة 2014-2016

Superkilen ساحةٌ عامّةٌ بطولِ نصفِ ميلٍ (0.8 كم) موجودةٌ داخلَ أكثرِ الأحياءِ تنوّعًا عرقيًّا وتحدّيًّا اجتماعيًّا في الدّنمارك.

تتمثّلُ الفكرةُ الأساسيّةُ باحتواءِ معرضٍ ضخمٍ لأهمِّ الممارساتِ العُمرانيّةِ، يمكنُ تشبيهه بمجموعةِ أشياءٍ جيءَ بِها من 60 جنسيةٍ مختلفةٍ لسكّانِ المنطقةِ المحيطةِ. بدءًا من أدواتِ تقويةِ العضلاتِ الشّاطئيّةِ من لوس أنجلس إلى مجاري الصّرفِ الصّحيِّ من إسرائيل ، وأشجارِ النّخيلِ من الصّين، واللّافتاتِ النّيونيّةِ من روسيا وقطر. حيث أنَّ كلَّ عنصرٍ مرفَقٍ بلوحةٍ صغيرةٍ من السّتاينلس ستيل موضوعةٍ على الأرضِ لتشرحَ عنه، ماهيّتَه ومصدرَه باللّغة الدّنماركيّةِ وبلغةِ بلدِ المصدر.

تعكس هذه المجموعةُ السّرياليّةُ من التّنوّعِ الحضريِّ العالميِّ طبيعةَ الجوارِ المحليِّ –بدلًا من تكريسِ الصّورةِ النّمطيّةِ للدّنمارك كبلدٍ ذاتِ لونٍ واحد.

تأتي Superkilen نتيجةَ التّعاونِ الخلّاقِ بين BIG، Topotek1، و SUPERFLEX، الّذين أسّسوا اندماجًا نادرًا في العمارةِ واللاندسكيب والفن من مرحلةِ تكوين الأفكارِ الأولى إلى مرحلةِ التّنفيذ.

معرضٌ عالميٌّ في نيابو nørrebro

تدعمُ حديقةُ سوبركيلن التنوُّع. فهي معرضٌ عالميٌّ للمفروشاتِ والأشياءِ يوميّةِ الاستعمالِ من جميعِ أنحاءِ العالم، مُتضمّنةً المقاعدَ، وأعمدةَ الإنارةِ، وسلّاتِ المهملاتِ والنّباتاتِ وغيرها من المتطلّباتِ الضّروريّةِ لأيّةِ حديقةٍ معاصرةٍ والّتي ساعدَ في اختيارها زوّارُ الحديقةِ في المسقبل.

تعيد سوبركيلن صياغةَ أفكارٍ من تاريخِ الحديقة. من الشّائعِ في الحديقةِ نقلُ الأفكارِ وإعادةُ صُنعِها في مكانٍ آخرَ. فكما المراجعُ الصّينيّةُ تمتدُّ الجبالُ مع الصخورِ الصّغيرةِ، اليابانيّةُ أيضًا حيث المحيطُ مع الحصى المتموّجةِ، أو كيفَ أنَّ الآثارَ اليونانيّةَ تُعرَضُ بنسخٍ طبقِ الأصلِ في الحدائقِ الإنكليزيّةِ. لتكونَ بذلك سوبركيلن نسخةً معاصرةً حضريّةً من حديقةٍ عالميّةٍ.

ثلاث مناطقَ، ثلاثةُ ألوانٍ في حيٍّ واحدٍ

بدأت الفكرةُ بتقسيم السّاحةِ إلى ثلاثِ مناطقَ بثلاثةِ ألوانٍ: أخضرَ وأسودَ وأحمرَ. وُحِّدَت السّطوحُ المختلفةُ والألوانُ لتشكّلَ محيطًا جديدًا وديناميكيًّا للأغراضِ اليوميّةِ. تجلّت الرّغبةُ بزيادةِ وجودِ الطّبيعةِ عن طريقِ ازديادٍ مذهلٍ في الخضارِ والنّباتاتِ في كاملِ الحيِّ مرتّبةً كجزرٍ صغيرةٍ تحوي أنواعًا مختلفةً من الأشجارِ والأزهارِ بألوانٍ تتطابقُ مع المحيط.

نقاط الاتّصالِ المروريّة

لخلق بنيةٍ تحتيّةٍ أفضلَ وأكثرَ شفافيّةً عبر الحي، مُيِّزت مساراتُ الدّراجاتِ الهوائيّةِ الحاليّةِ، وأُنشئت مساراتٌ جديدةٌ تربطُ الحيَّ بالأحياءِ المحيطةِ، مع التّركيز على الرّبط بمنطقةِ Mimersgade، حيث عبّر السكّانُ عن رغبتهم بتأمينِ طريقٍ للحافلة.

هذا التّحوُّلُ ضروريٌّ لكامل الحركةِ المروريّةِ المحيطةِ بـ Norrebro، وهي جزءٌ من خطّةِ بُنىً تحتيّةٍ أكبرَ. وتتضمّنُ بدائلَ طريقِ الحافلةِ إشاراتٍ، ومسارٍ وسطيٍّ ممتدٍّ أو مطبّاتِ سرعة.

أسواق / ثقافة / رياضة – السّاحة الحمراء

كامتدادٍ للنّشاطاتِ الرّياضيّةِ والثّقافيّةِ في Norrebrohall، جاءت السّاحةُ الحمراءُ كامتدادٍ عمرانيٍّ لحياةِ المكانِ الدّاخليّةِ.

تسمحُ النّشاطاتُ الاستجماميّةُ والسّاحةُ المركزيّةُ الكبيرةُ للسّكّانِ المحليينَ بلقاءِ بعضهم البعض عن طريقِ الألعابِ والنّشاطاتِ الجسديّةِ.

يندمجُ السّطحُ الملوّنُ مع Nørrebrohall ومدخلها الرّئيسيّ الجديد بنمطٍ الألوان والمواد.

تتوحّدُ الواجهاتُ بصريًّا في المشروعِ عبر اتّباعِ لونِ السّطحِ الّذي ينطوي منظوريًّا نحو الأعلى ممّا يُعطي انطباعًا ثلاثيَّ الأبعاد.

ونجد مساحةً مفتوحةً مرفوعةً على الواجهةِ الكبيرةِ باتّجاهِ Norrebrogade، بما يشبهُ المنصّةَ تسمحُ للزّوّارِ بالاستمتاعِ بهذا المنظرِ مع شمسِ الغروب. بالإضافةِ إلى المرافقِ الرّياضيّةِ والثّقافيّةِ، تشكّلُ السّاحةُ الحمراءُ الإطارَ المحيطَ بسوقٍ مفتوحٍ يجذبُ الزّوّارَ كلَّ عطلةِ نهايةِ أسبوعٍ من كوبنهاغن وضواحيها.

يقعُ السّوقُ التّجاريُّ الخاصُّ بسوبّر كيلن في مكانِ ملعبِ الهوكي الموجودِ أساسًا. غُطِّيَت مساحةٌ كبيرةٌ من السّاحةِ بسطحٍ مطّاطيٍّ متعدّدِ الاستعمالاتِ ليسمحَ بألعابِ الكرة، والأسواقِ، والاستعراضاتِ وحلباتِ التّزلُّجِ في الشّتاء.

تتحدّد كلٌّ من نهايتَيّ السّاحة الحمراء بطريقٍ وتتحدّدُ الجوانبُ بأبنيةٍ وسياجاتٍ على طولِها. تتحرّكُ الحافّةُ داخلًا وخارجًا، ورُبطت المنطقةُ مع بعضِها عن طريقِ وصلِ أطرافِها لتعطي الخطوطَ والحوافَ الحمراءَ الكبيرة.

منطقةُ اللّياقة، والملاكمةِ التّايلنديّةِ، والملعبِ ("زحليطة" من تشيرنوبل، ومراجيحُ عراقيّة، وملاعبُ التّسلُّق الهنديّة)، نظامٌ صوتيٌّ من جامايكا، مرسمٌ لـِ Salvador Allende، العديدُ من المقاعدِ (من البرازيل، سلّاتُ القمامة الكلاسيكيّة المصنوعة من الحديدِ الصّبِّ في المملكةِ المتحدّةِ، وإيرانِ وسويسرا)، مواقفُ للدّرّاجاتِ ومواقفُ سيّارات.

أشجارٌ حمراءَ فقط باستثناءِ الموجودةِ مُسبقًا.

ملعبُ كرةِ السّلّةِ بالقرب من موقفِ السّيّارات.

غرفة الجلوس العمرانيّة – السّاحة السّوداء:

تُعتبر Mimers Plads قلبَ مخطّطِ Superkilen فهنا يجتمع السّكّانُ المحليّونَ حولَ النّافورةِ المغربيّةِ، والمقعد التّركيِّ، وتحتَ أشجارِ الكرزِ اليابانيّةِ كامتدادٍ لفراغِ المنطقةِ الدّاخليِّ. يضمّ الفراغُ طاولاتٍ دائمةً، ومقاعدَ، ومعدّاتِ الشواء تؤدي دورَ غرفةِ المعيشةِ الخارجيّةِ للاعبي الطّاولةِ والشّطرنج على مدى أيّامِ الأسبوع.

نُقِلت مساراتُ الدّرّاجاتِ الهوائيّةِ إلى الجانبِ الشّرقيِّ من السّاحةِ لحلِّ مشكلةِ اختلافِ الارتفاعاتِ جزئيًّا والسّماحِ بمنحدرٍ للدّرّاجاتِ يصلُ إلى نقطةِ تقاطعِ مساراتِ الدّرّاجاتِ. توجدُ هضبةٌ نحوَ الشّمالِ تواجهُ الجنوبَ مع إطلالةٍ على السّاحةِ ونشاطاتها.

يمكن رؤية السّاحة من اللّافتة النّيونيّةِ الكبيرةِ من الدّوحةِ، قطر.

مقاعد بار برازيليّةٌ تحت شجرةِ نخيلٍ صينيّةٍ، ساحةُ لعبٍ أخطبوطيّةٌ يابانيّةٌ بجانبِ صفٍّ طويلٍ من طاولاتِ النُّزهةِ البلغاريّةِ وعدّةُ شواءٍ أرجنتينيّةٌ، ومقاعدُ بلجيكيّةٌ حولَ أشجارِ الكرزِ، وإضاءةٌ فوقُ بنفسجيّةٌ (إضاءةٌ سوداءُ) لتضيءَ على كلِّ البياضِ من مصباحِ الاستحمامِ الأميركيِّ، إلى منفاخِ الدّرّاجاتِ ومنصبُ وقوفِ درّاجاتٍ من النّروِيج، وأشجارُ الأرز اللّيبيريّة.

على عكسِ النّمطِّ في السّاحةِ الحمراءِ، تتحرّكُ الخطوطُ البيضاءُ في Mimers Plads جميعها في اتّجاهٍ مستقيمٍ من الشّمالِ إلى الجنوب، تنحني حولَ المفروشاتِ المختلفةِ لتجنُّبِ لمسها. هنا تُبرزُ خطوطُ المفروشاتِ بدلًا من مجرّدِ المرورِ من تحتِها.

الرّياضة/اللّعب – الحديقة الخضراء

بغضِّ النّظرِ عن منشأ النّاس، بماذا يؤمنونَ وأيّةِ لغةٍ يتكلّمونَ، يمكنهم دائمًا لعبُ كرة القدم معًا. لهذا نُقلت العديدُ من المرافقِ الرّياضيّةِ إلى الحديقةِ الخضراء، مُتضمّنةَ ملعبَ الهوكي الموجود أساسًا مع ملعب كرةِ سلّةٍ متكاملٍ يخلقُ نقطةَ تجمُّعٍ تلقائيّةٍ للسّكّانِ المحليّينَ الشّباب من Mjolnerpark والمدرسة المجاورة.

تستقطبُ فعاليّاتُ الحديقةِ الخضراءِ بهضابها وأسطحها النّاعمةِ الأطفالَ والشّبابَ والعائلاتِ. حيث تجتمعُ العائلاتُ للتّنزُّهِ، وأخذِ الحمّاماتِ الشّمسيّةِ وقضاءِ أوقاتِ الفراغِ على المُسطّحاتِ الخضراءِ وساحاتِ اللّعبِ، بالإضافةِ إلى دوريّاتِ الهوكي، وألعابِ تنسِ الرّيشةِ، والتمارين الرّياضيّةِ بين الهضاب.

طالبَ الجيرانُ بزيادةِ المساحة الخَضراء فجُعِلَ المتنزَّهُ أخضرًا بالكاملِ ليس فقط بالإبقاءِ والتّأكيدِ على المُسطّحاتِ الخضراءِ المنحنيةِ، ولكن أيضًا بتلوينِ كلِّ مساراتِ المُشاةِ والدّرّاجاتِ باللّون الأخضر.

من منطقة Tagensvej في أقصى الشّمالِ، تُرحّبُ الحديقةُ بلافتةٍ نيونيّةٍ دوّارةٍ كبيرةٍ من الولاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّةِ، ثريّا إيطاليّةٌ كبيرةٌ وثورٌ أسودُ من Costa del Sol (بعد طلبٍ ثنائيٍّ من الدّنمارك والّذينَ يعيشون في المنطقة).

طاولاتُ نزهةٍ أرمينيّةٌ مع عدّةِ شواءٍ من جنوبِ أفريقيا، وساحاتٌ رياضيّةٌ على شكلِ براكينَ لكرةِ القدمِ وكرةِ السّلّة، وجناحٌ للرّقصِ من تكساس، وشاطئٌ للعضلاتِ من لوس أنجلوس مع أرجوحةٍ عاليةٍ من كابل، وطاولاتُ كرةِ تنسِ الطّاولةِ من إسبانيا وجناحٌ ليتسكّعَ فيه الأولاد.

يصل المتنزّه الأخضرُ إلى منطقة Mimers Plads على أعلى التّلةِ في الجنوب. وتُطلّ التّلّةُ على كاملِ Superkilen تقريبًا.

يستحقُّ هذه المتنزّهُ أن يربحَ جائزةَ الآغا خان لأنّه يوفّرُ كلَّ ما يتطلّبَهُ هذا الحيُّ بتكاملٍ اجتماعيٍّ وعمرانيٍّ ويُضيفُ لمسةً جميلةً على التّنوُّعِ البشريِّ الموجودِ في المنطقة.

المصادر:

1- هنا

2- هنا