الفنون البصرية > فن وتراث
لماذا قام فنسنت فان غوخ بقطع أذنه؟
1- لماذا اختار فنسنت فان غوخ طريق الفن؟
بحلول العام 1878 كان فان غوخ قد مر بثلاث تجارب عملٍ فاشلةٍ، فقد عمل كتاجرٍ فني ومدرِّس وبائعِ كتب، وفي الفترة ما بين عامي 1878-1880 مرّت حياته بأحداث هامة حيث ترك دراسة اللاهوت حتى قبل أن يبدأ بحضور الدروس، كما تم رفضه ليصبح مبشراً في بروكسل، ولم يتم تجديد تعيينه كواعظ (وهو منصب لا يتطلب أي تدريب رسمي).
عانى فنسنت في تلك الفترة من الاكتئاب الحاد لمدة عام تقريباً وذلك بسبب وضعه المادي السيء، إلى أن قرّر في نهاية المطاف أن يأخذ بنصيحة أخيه ثيو ويصبح فناناً.
كان فنسنت يستمتع دائماً بالرسم ولطالما أحب الفن. ولكن فكرة أن الفن لم يكن موهبة فطرية لديه كانت تقلقه.
2- هل درس فان غوخ الفن؟
اعتمد فان غوخ بشكلٍ أساسي على تعليم نفسه الرسمَ حيث درس مجموعةً من الكتب حول تقنيات الرسم والمنظور والتشريح. وابتكر برنامج دراسة خاصاً به يعرض له أمثلة لا حصر لها من الرسومات.
تقدم في عام (1880) بطلب دراسة في أكاديمية الفنون في بروكسل ثم أكاديمية أنتويرب عام (1886) ولكن تعليمه في الأكاديميتين لم يدم طويلاً. لم يكن المعلمون مولعين بأسلوبه القوي وبالمقابل لم يهتم فان غوخ كثيراً بأساليب التدريس التقليدية.
قضى فان غوخ حوالي ثلاثة أشهرٍ من عام (1886) في باريس في العمل مع زميله الفنان فرناند كورمون في "أتيليه ليبر" حيث درس الفنانان هناك نماذجَ لأناسٍ عراةٍ وآخرين متدثرين، وكان القائم على الأتيليه يدعى مرة واحدة في الأسبوع لتقديم النصائح.
باختصار، لم يتلقَ فان غوخ الكثير من التعليم الرّسمي في مجال الرسم.
3- لماذا قام فان غوخ بقتل نفسه؟
كثيراً ما ذكر فنسنت الموت في رسائله بعد إقامته في مستشفىً للأمراض النفسية في سان ريمي. بدأ طموحه وثقته بحالته الصحية بالتراجع تدريجياً كما أنه كان خائفاً من تكرار معاناته من النوبات العصبية.
في المقابل، كان طموح شقيقه ثيو بلا حدود. حيث كان متزوجاً وفيما بعد أباً كما كان يخطط لبدء عمله الخاص. بينما كان فنسنت لا يزال يعتمد على ثيو تماماً من الناحية المادية وربما شعر وكأنه حجر عقبة بحياة أخيه. أو ربما كان قلقا من أن ثيو لن يكون قادراً على الاستمرار في إرسال ما يكفي من المال في المستقبل.
وربما... لن نعرف أبداً الحقيقي وراء انتحاره.
4- لماذا يظهر اللون الأصفر كثيراً في رسومات فان غوخ؟
رسم فنسنت فان غوخ ما أصبح من أشهر أعماله تحت أشعة الشمس في آرل منها: لوحة "عباد الشمس"، "غرفة نوم"، "البيت الأصفر"، والمناظر الطبيعية الواسعة حول حقول القمح والزراعة والحصاد تحت أشعة الشمس المتلألئة. حتى ارتبط فن فان غوخ في أذهاننا باللون الأصفر حيث اعتاد على رسم ضوء الجنوب والطريق إلى الحياة اليومية.
ولكن بطبيعة الحال استخدم فان غوخ الكثير من الألوان الأخرى. وبالنظر لرسوماته في فترة إقامته في هولندا فقد كان يستخدم اللون البني والرمادي والأخضر بكثرة وبملاحظة أعماله في باريس نجد أنها أصبحت أكثر إشراقاً وتنبض بالحياة بشكل ملحوظ.
5- بمَ كان يتميز والداه؟
أفضل ما كان يتصف به والدا فنسنت الاحترام والوفاء. كانت آنا كورنيليا كاربنتوس وثيودوروس فان غوخ من أسر ميسورة الحال في لاهاي، ولكنهما انتقلا إلى المناطق الريفية في برابانت في جنوب هولنداعندما تم تعيين ثيودوروس وزيراً محلياً.
وهكذا، لعبت البروتستانتية دوراً هاماً في حياة الأسرة. وتلقى الأولاد رعايةً جيدةً ومشورة حكيمة من أبويهم مركزين الاهتمام على عيش حياة مسيحية جيدة.
وعلى الرغم من ذلك لم يشعر فنسنت بأن والديه يفهمانه. وكتب مرةً في رسالة إلى ثيو: "أبي وأمي لا يفهمانني - لا بأخطائي ولا بسلوكي الجيد - لا يستطيعون تقمص مشاعري ونقاشي معهم يؤدي دائما إلى الخلاف".
6- ماذا نعرف عن تقنية فان غوخ بالرسم؟
بدأ فان غوخ حياته المهنية كمصمم فني ولم يمض ثلاث سنوات حتى بدأ بالرسم. علّم فنسنت نفسه الرسم من خلال دراسة الكتب عن التشريح والمنظور، ولكنه في البداية أعطى اهتماماً كبيراً و كرّس الكثير من الوقت لنسخ أعمال فنية موجودة.
في ذلك الوقت، كانت إعادة رسم اللوحات من الكتب ومن أعمال الفنانين المشهود لهم سمة مشتركة في التعليم في أكاديميات الفنون. استخدم فنسنت قلم الرصاص، الفحم والحبر وذلك قبل الفرشاة والقلم المخصص للرسم.
معظم أعماله المهمة أنجزها في آرل، حيث كان إنتاجه غزيراً، وذا أسلوبٍ متنوع.
7- لماذا قام فان غوخ بقطع أذنه؟
قام فنسنت فان غوخ بقطع أذنه اليسرى عندما شبَّ خلافٌ بينه وبين بول غوغان، الفنان الذي عمل معه لفترة قصيرة في آرل.
بدا مرض فان غوخ واضحاً حيث بدأ بالهلوسة وعانى من نوبات صرع فقد فيها الوعي. وخلال إحدى هذه النوبات استخدم السكين وقطع أذنه ولم يتذكر بعد ذلك شيئاً عن الحادث.
8- هل قام فان غوخ بابتكار أسلوبه الخاص بالرسم؟
قام جون غوف راند بابتكار أنبوب الطلاء في عام 1841. حيث أن ما يميز الرسم من خلال الأنبوب مباشرة بأنه لا يجف بسرعة، كما أنه يتميز بالثبات والألوان تكون أكثر كثافة مقارنة بأسلوب الرسم الذي يستخدمه الرسامون عادة.
وفي الوقت الذي استقر فيه فان غوخ في عمله كرسامٍ في منتصف عمره عام (1883)، كان استخدامه لأنابيب الطلاء هو الأساس. حيث كان يشتري حاجته من الطلاء بنفسه أو يرسل له أخيه ثيو بسخاءٍ كلَّ ما يحتاجه.
9- من هو ملهم فان غوخ الأول؟
تطلَّع فان غوخ لأعمال أهم الرسامين مثل الرسام الفرنسي أوجين ديلاكروا الذي كان لديه أسلوبٌ غير مسبوق باستخدام الألوان، وريمبراندت الهولندي الأصل، صاحب لوحة "العروس اليهودية" الذي قال عنها مرة أنه يمكنه التحديق في هذه اللوحة لمدة أسبوعين متتالين مع إعطائه بعض الخبز والماء، ولن ننسى أحد أكبر ملهمي فان غوخ الرسام الفرنسي جان فرانسوا ميليت، الذي كان يحب رسم الفلاحين أثناء ذهابهم لأعمالهم اليومية.
إذا حدث وقرأت رسائل فان غوخ، فستكتشف وجود عدد من الأبطال الأدبيين بالنسبة له مثل: ديكنز، زولا، هوغو، رابلايس وغيرهم.
-10 ما نوع الطلاء الذي استخدمه فان غوخ؟
استخدم فان غوخ الطلاء الزيتي، والأصبغة الطبيعية بالإضافة إلى الطلاء الصناعي الذي كان لا يزال حديث العهد آنذاك، وبذلك يكون فان غوخ قد عاصر التقدم العلمي الثوري بما فيه من تحديث الألوان لصناعة الغزل والنسيج.
وفي القرن التاسع عشر انتشرت صناعة الألوان الجاهزة وكانت ذات شعبية بين رواد تلك الفترة التي ينتمي إليها فان غوخ في باريس. وقد استخدم ألوانا جديدة مثل جيرانيوم ليك ولكنها كانت سرعان ما تبهُت عند تعرضها للضوء.
ومهما كان أسلوب فان غوخ وأيّاً كانت تفاصيل حياته الشخصية والمهنية، يبقى واحداً من أبرز الفنانين الذين لا يختلف اثنان على موهبته وتميّزه في الرسم وبصمته الفنيّة التي مازالت محفورة في أذهاننا وستبقى لأجيالٍ قادمة.
المصدر: هنا