الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
"التيار النفاث" وتأثيره على تبدلات الطقس
درجات الحرارة المنخفضة غير مسبوقة يللي شفناها بالولايات المتحدة، الدفء النسبي غير المعتاد بشتاء بعض مناطق الدول الاسكندنافية، الطقس يللي عميتغير بشكل عام ويختلف عن السنوات السابقة... يا ترى شو السبب؟؟
وفقاً لما تقترحه الأبحاث فإن النظام الرئيسي الذي يساهم في تحديد طقس شمال كل من أوروبا وأمريكا قد يتغير.
أظهرت دراسة أخيرة تم عرضها خلال الاجتماع السنوي لـ "الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم" في شيكاغو أن ما يسمى بـ "التيار النفاث Jet Stream" قد بدأ يتخذ على نحو متزايد مساراً متعرجاً طويلاً، وهذا ما سبب بقاء الطقس على حاله لفترة طويلة.
يمكن أن هذه الملاحظة تكون نتيجة لارتفاع درجات الحرارة الذي حدث مؤخراً في منطقة القطب الشمالي، فقد ارتفعت مرتين إلى ثلاث مرات هناك أسرع من بقية أنحاء العالم. يبدو بأن هذا يشير إلى أن أنماط الطقس تتغير، فالناس يلاحظون أن الطقس في مناطقهم لم يعد كما اعتادوه قبل.
يعتقد أن التيار النفاث المتعرج هو سبب الطقس العاصف فوق المملكة المتحدة و بقاء الشتاء القارس في أواسط وغربي الولايات المتحدة لفترة أطول من المعتاد، ويمكننا أن نتوقع المزيد من الشيء نفسه وأن يحدث بشكل متكرر أكثر.
ما هو التيار النفاث ؟؟
كما يوحي اسمه هو تيار الهواء عالي السرعة في الجو الذي يحمل معه حالة الطقس، ويغذى جزئياً عن طريق الفرق في درجة الحرارة بين منطقة القطب الشمالي وخطوط العرض الوسطى، فإذا كان الفرق كبيراً فسرعة التيار أعلى ومثله مثل النهر الذي يتدفق أسفل التلال المنحدرة فإن التيار النفاث ينساب باتجاه مناطق الضغط المنخفض ملتفاً خلال ذلك حول مناطق العقبات التي يكون فيها الضغط عالياً. سيضعف التيار النفاث -وضوحاً- إذا انخفض الفرق الحراري بسبب ارتفاع حرارة القطب الشمالي.
تميل أنماط الطقس الناتجة عن التيار النفاث لأن تصبح عالقة فوق المناطق لأسابيع من الزمن. كما أنها أيضاً تدفع الطقس البارد جنوباً والطقس الدافئ شمالاً. ومن الأمثلة الأخيرة ما حدث في ألاسكا وأجزاء من الدول الاسكندنافية والتي واجهت ظروف دافئة استثنائية هذا الشتاء.
تعاني المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وأستراليا لفترات طويلة من الطقس المتطرف (غيرالمعتاد) وقد أثير الجدل حول مسببات نمط الطقس الأخير؛ فهل هو عائد للاختلافات الطبيعية البسيطة أو أنه ناتج لتغير المناخ المفتعل بسبب نشاطات الإنسان؟؟ يـُـعتقد أن التكهن الآن سابق لأوانه.
ارتفعت حرارة القطب الشمالي بسرعة خلال الـ 15 سنة الأخيرة، ومع أن البيانات المتوفرة والتي تعنى بهذا التأثير محدودة جداً ويصعب الحصول منها على إشارة واضحة، إلا أننا سنبدأ برؤية تأثير تغير المناخ قريباً.
"انتقام سانتا":
اسم أطلق على فكرة أن التغيرات في القطب الشمالي يمكن أن تؤثر على طقس خطوط العرض الوسطى والتي باتت مجالاً جديداً للبحث والجدل إلى حدٍ ما مع وجود الحجج التي تدعم كلا الرأيّين المؤيد والمعارض.
قد يكون الاحترار الشديد والذي يسبب كل هذا مرتبطاً بفقدان الغطاء الجليدي الذي نراه، لأن الغطاء الجليدي يعمل كعازل بين المحيط والجو الأكثر برودة، فإذا أزلنا الغطاء فإننا نضخ كل هذه الحرارة في الغلاف الجوي وهذا جزء لا بأس به من الحرارة التي نشهد ارتفاعها والتي يمكن أن تكون المسبب لبعض هذه التغييرات.
المصدر: