المعلوماتية > عام
هل تريد معالجاً قويّاً لحاسوبك؟ عليك بـ core i9 الجديد!
كان إطلاقُ معالجاتِ الحواسيبِ المكتبيّةِ في السّنواتِ الأخيرةِ مُملًّا وثابتًا، فأنت تعرف عمومًا أنَّ كلَّ الّذي ستحصل عليه، هو قوةٌ وكفاءةٌ أكثرُ بقليلٍ.
وفي حين أنَّ تحديثَ شركة إنتل الجديدَ لا يُعيدُ اختراعَ رُقاقةِ المعالجِ، لكنّه يُوفّرُ القوةَ الّتي كانت غائبةً في الوقت الّذي كانَت الحاجةُ إليها والاهتمام فيها في ازديادٍ.
تفوّقت سلسلة Core-X على مكاسبِ تحسين الأداءِ المعتادة، بادِّعاء شركةِ إنتل أنَّ أداءَ المعالجِ في تنفيذ أوامرَ متعدّدةِ المساراتِ أسرعُ بـ 10% من المعالجاتِ الأقدمِ وأسرعُ بـ 15% في تنفيذِ الأوامرِ ذاتِ المسارِ الواحدِ.
ولأنَّ التّركيزَ يصبُّ على الأفضلِ، أطلقت شركةُ إنتل اسمًا جديدًا على رقاقةِ حاسوبٍ مكتبيٍّ قويّةٍ جدًّا وسمّتها: core i9.
نواةٌ غيرُ شائعةٍ
التّسميةُ الجديدةُ لمعالجِ core i9 قد تبدو خدعةً تسويقيّةً، ولكنّها ليست كذلكَ أو على الأقلِّ ليست كذلكَ كليًّا، فمعالج core i9 الخاصُّ بإنتل هو الأوَّلُ من نوعِهِ كمعالجِ حاسوبٍ مكتبيٍّ للمستهلكِ يضع 18 نواةً و36 مسارًا في قطعةٍ صغيرةٍ من السّيليكونِ، ميزةٌ تسمحُ لنا بأداءِ المهمّاتِ الّتي قد تكونُ صعبةً بالنّسبةِ للمعالِجاتِ الأخرى، وتُلبّي متطلّباتِ العالَمِ المليء بفيديوهاتٍ بدقّةِ 4k وفيديوهاتِ الواقعِ الافتراضيِّ.
فكلّما احتوت وحدةُ المعالجةِ المركزيّةِ الواحدةِ على نوىً ومساراتٍ أكثرَ، كلّما استطاعت إنجازَ مهمّاتٍ مُخصّصةٍ في وقتٍ واحدٍ دونَ أن تُضحّي بقوّةِ الأداءِ.
فهل ستكفي 18 نواةً و36 مسارًا لمعظمِ الأشخاص؟ بالطّبعِ! ولكن لبعضِ التّطبيقاتِ المُعيّنةِ ستكونُ كإنقاذٍ للحياةِ.
يقول باتريك مورهيد، -وهومحللٌ صناعيٌّ ومؤسسُ مور للبصريّاتِ والاستراتيجيّات-: "عندما يعود الأمر للأشخاصِ الّذينَ يقومون بأيِِّ شكلٍ من تعديل الفيديو، فهذا كحلمٍ يتحوّلُ لحقيقةٍ، إنّه أمرٌ هامٌّ".
وتعديلُ الفيديو ليس الاستخدامَ الوحيدَ لوحدةِ المعالجةِ المركزيّةِ الخاصّةِ بإنتل والّتي تكلِّفُ 1700 دولارًا.فأيضًا ستستفيدُ ترجمةُ الشيفرة البرمجيّةِ وتشغيلُ تجربةِ واقعٍ افتراضيٍّ قويّةٍ من هذا التّحسين، والفائدةُ الحقيقيّةُ ستكون للأشخاصِ الّذينَ يعملونَ على عدّةِ مهمّاتٍ متداخلةٍ في وقتٍ واحدٍ، مثل العابِ الفيديو الّتي تُبثُّ مباشرةً.
"البثُّ على منصةِ تويتش ليس بالمهمّةِ السّهلةِ" يقول مورهيد، "أنتَ لا تلعب فقط ألعابَ الفيديو؛ أنت تستخدم من 2 إلى 4 مساراتٍ وتسجّلُ الفيديو وتبثّه مباشرةً على الإنترنت. وبعدها إن كنت تتحدّثُ مع أصدقائك في الوقتِ نفسه، فهذا غالبًا يعني مسارًا إضافيًّا آخرَ".
يجب على خطّ إنتاج core X الجديد أن يحتوي على فوائدَ تتناسبُ مع الأشخاصِ الّذين ليسوا بحاجةٍ لسرعةٍ خياليّةٍ، كما أنَّ إنتل قد حدّثت تقنيّةَ دفعةِ التّوربو، والّتي تختارُ الآن النّواتَينِ الأفضلَ في الأداءِ للمهامِّ الّتي تتطلّبُ مسارًا واحدًا أو عدّةَ مساراتٍ بسيطةٍ مثل الألعابِ البسيطةِ أو التّطبيقاتِ المكتبيّةِ الأساسيّةِ.
ما تزال القوّةُ هي العاملُ الأهمُّ، فهي تقدم أكثرَ من حقوقِ التّفاخرِ للشّركةِ المُصنّعَةِ، فقيادةُ الحاسوبِ الشّخصيِّ الخاصِّ مهمةٌ للمستهلكِ لأنّه في النّهايةِ، هي الشّيءُ الوحيدُ الّذي سيبقى.
كتب ميكاكو كيتاغاوا محلّلُ شركةِ غارتنر: "البائعونَ الّذينَ ليس لديهم حضورٌ قويٌّ في سوقِ العملِ سيواجهونَ مشاكلَ عدّة، وسيضطرّون للخروجِ من سوقِ الحواسيبِ الشّخصيّةِ في السّنواتِ الخمسِ القادمةِ".
يقول مورهيد: "سوقُ الحواسيبِ المكتبيّةِ القويّةِ مطلوبٌ جدًّا، بمعنى أنّه أكبرُ بـ 30% ممّا كانَ في السّنواتِ الخمسِ السّابقةِ. فهذه نقطةٌ مهمّةٌ جدًّا في هذه الصّناعةِ".
ينبع هذا التّقدُّمُ من الاهتمامِ بمنصّاتِ Oculus-ready، ولكن أيضًا سهولةُ الوصولِ الجديدةِ للفيديوهاتِ بتقنيّةِ الـ 4k وفيديوهاتِ الـ 360 درجةً. وغالبًا، إنّها النّوعُ الوحيدُ المتبقّي من الحوسبةِ الّتي ستتطلّبُ منكَ حاسوبًا تقليديًّا.
وفي حين أنَّ لشركةِ إنتل الحقُّ في رؤيةِ مستقبلها يكمنُ في توفيرِ الرُّقاقاتِ الّتي تدعمُ الحوسبةُ السّحابيّةُ، فهي لن تتنازلَ في أيِّ وقتٍ قريبٍ عن أيّةِ صناعةٍ للحواسيبِ الشّخصيّةِ تستحقُّ الدّفاعَ عنها، وتستطيعُ أن ترى هذا الدّافعَ لدى الشّركةِ، في جهودها الأخيرةِ لتحفيزِ تبني Thunderbolt 3.
وبازديادِ عددِ البياناتِ المسرّبةِ، فإنَّ الواجهةَ العتاديّةَ الوحيدةَ الّتي يحتاجها المستخدمُ حقًّا هي الّتي تستطيعُ العملَ بتردّدِ 40Gbps 40 غيغابت في الثّانية.
لن يكونَ معظمُ مالكي الحواسيبِ الشّخصيّةِ اليومَ قادرينَ على الاستفادةِ من الـ 18 نواةً والـ 36 مسارًا، ولكن ليس هذا هو الهدفُ.
فأهميّةُ معالجِ core x هي أقلُّ بالنّسبةِ للحاضرِ ممّا هي عليه للمستقبل، فسيصبح الشّيءُ المتطرِّفُ الآنَ عاديًّا في المستقبلِ، فلا شيء آخرَ قد تبقّى.
المصدر: هنا