الطب > مقالات طبية
هل تفعل المنظفات برئتَيكِ ما يفعله التدخين ؟
يُعرَفُ مرض الـ COPD المُزمِنُ بأعراضه التي تشمل أعراضَ مرضِ النُّفاخ الرَّئويِّ Emphysema، وأعراضَ التهاب القصباتِ المُزمِن Chronic Bronchitis إضافةً إلى أعراض مرض الرَّبو Asthma. ويحتلُّ كذلك المرتبة الثالثة من حيث عدد الوفيّات في الولايات المتحدة الأمريكية.
للمزيد حول مرض الانسداد الرئوي المزمن وأعراضه وعلاجه يمكنك العودة لقراءة مقال سابق كنا قد نشرناه على موقعنا:
فهل هناك علاقةٌ بين الـ COPD واستخدام المطهرات المنتظم؟
وفقاً لدراسةٍ طويلة الأمدِ أُجريت في المعهد الوطني الفرنسيّ للبحوث الطبية والصّحية (INSERM)، حدَّد الباحثون أنواعاً معينةً من المطهّرات يؤدي استخدامها أسبوعيّاً إلى رفع خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي بنسبةٍ بلغت الثُّلُثَ تقريباً.
وقد أجريت الدراسة ذاتها على ممرِّضين في الولايات المتحدة الأمريكية خلال ثماني سنواتٍ بين (2009-2017) إذ اختار الباحثون 55185 شخصاً من الممرضين العاملين في المشافي الأمريكية ممَّن لا يعانون من انسدادٍ رئويٍّ مزمن وأخضعوهم لفحوصاتٍ منتظمةٍ خلال السنوات الثمانية اللاحقة وقد شُخِّصَ 633 منهم بمرض COPD لاحقاً خلال فترة التجربة.
وكذلك قام الباحثون بالاعتماد على استبياناتٍ لتحديد نوع المواد وسبب استخدامها، فكانت النتائج كالتالي:
- غلوتار ألدهيد: مطهر قوي للأدوات الطبية.
- المبيضات
- بيروكسيد الهيدروجين
- الكحول
- مركبات الأمونيوم الرباعية
ولاحظ الباحثون ارتفاع معدل الإصابة بهذا المرض بمعدّل 22% لدى 37% من المرضى الذين يستخدمون هذه المطهرات أسبوعياً بانتظام، بينما يبلغُ معدل الإصابة 24-32% في حالة الاستخدام المفرط؛ آخذين بعين النظر وجودَ عواملَ أخرى مُسبِّبة للانسداد الرئوي مثل التدخين والعمر والعِرق وكتلة الجسم BMI.
وقد أشار الباحثون إلى وجود عدة دراسات سابقة ربطت المطهرات بمشكلات في التنفس عند العاملين في مجال الرعاية الطبية بما في ذلك الربو، ولكنَّهم أكَّدوا في الوقت ذاتِهِ أنَّ هذه الدراسة لا تشكِّلُ دليلاً قاطعاً للسببية؛ (أي إنَّ هذه الدراسة لا تجزم بأنَّ المطهرات هي سبب الانسداد الرئوي في هذه الحالة) وإنما تظهر ارتباطاً بينهما وحسب.
ولا بدَّ أن ننوِّه لما بيَّنته Sheena Cruickshank الطبيبة المحاضرة في علم المناعة في جامعة مانشستر من طبيعة الانسداد الرئوي المزمن كمرضٍ معقّدٍ؛ ومدى ارتباطه بالتدخين، وأنَّه يصعُبُ جداً معرفة مدى أهمية هذه الدراسة في وقتنا الحالي.
المصدر: