منوعات علمية > منوعات

كيف تكتب ورقة بحثية (أجزاء الورقة البحثيّة)

استمع على ساوندكلاود 🎧

وصلنا إلى المقالِ الثالثِ في السلسة، وهو الجزءُ الّذي سنتعمقُ من خلالهِ أكثر ًفي صلبِ الموضوع؛ لأنّنا سنذكرُ  الأجزاءَ الأساسيّةَ الّتي تتكونُ منها أيُّ ورقةٍ بحثيةٍ ومن ثمَّ سنحددُ الأمورَ الواجبُ مراعاتها عندَ كتابة ِكُلِّ جزءٍ منها.

محتوى الورقة البحثّية:

سنبدأُ مع الملخّص (Abstract)؛ لأنّهُ يملكُ أهميةً خاصةً كونهُ الجزءُ الذي سيُقرأ أولاً عند تصفحِ أيِّ مقالٍ من قبلِ المهتمين ويقوم هؤلاء بالاعتمادِ على الملخص في تحديدِ جدوى قراءةِ الورقةِ من عدمه، وهذه هيَ فرصةُ مؤلّفِ البحث لجذبِ القرّاء للدّراسة ودفعهم لقراءةِ بقيّةِ البحث. والملخّصُ بالتعريف هو موجزٌ للدراسةِ مكتوبٌ بضميرِ الغائب ِمما يجعلُ القارئَ يحصل ُعلى نظرةٍ سريعةٍ لمحتوى الدراسة. تُعتبرُ كتابة الملخّص تحدّياً كبيراً لكونه يجبُ أن يكونَ مختصراً ودقيقاً جداً، ولذلك فعادةً ما يكونُ الملخّصُ هو آخرُ جزءٍ ُيكتبُ من الورقةِ البحثيّة.

*تذكّر أنَّ الملخصَ يجبُ أن يكونَ مفهوماً بمفرده ويجبُ أن يكونَ مختصراً وبليغًا قدرَ الإمكان.

الجزءُ الثاني الّذي سنتكلمُ عنه هو المقدمة (Introduction ) والمراجعةُ الأدبيّة العلميّة (literature Review)، حيثُ يجبُ أنّ يحتوي هذا الجزءُ على أربع محاورٍ على الأقل وهي:

1- أهميّةُ موضوعِ البحث.

2- إظهارُ نقصِ المعلوماتِ الموجودةِ حالياً في الأدبياتِ العلميّةِ المتعلقةِ بالموضوع.

3- لمحةٌ حولَ المحتوى العلميّ الحاليّ بشكلٍ يدعمُ الأسئلةً التي يطرحُها البحث.

4- كتابةُ أهدافِ البحث والافتراضاتُ التي يقومُ عليها. احرصْ أنّ تكونَ صادقاً عندَ استعراضك للمحتوى العلميِّ الحاليّ الذي يخصُّ موضوعَ بحثك، وألّا تُفرطَ في استعراضكَ للمحتوى العلمي فلا تتحدث مثلاً عن معلوماتٍ لا تتعلقُ ببحثكَ بشكلٍ مباشر.

 

الجزءُ الثالثُ هو منهجُ البحث (Method):و  يجبُ أن يُبيّنَ هذا الجزءُ تصميمَ الدراسة، وأن يحوي وصفاً واضحاً ودقيقاً لكلِ الإجراءاتِ المتّبعة . يتمثّلُ الهدفُ من تقديمكَ للتفاصيلِ الكافية بأنّ يكونَ أيُّ شخصٍ مُدرّبٍ بشكلٍ صحيحٍ قادراً على إعادةِ تجاربك. و يجبُ أن يحتوي هذا القسمُ المعلوماتِ التالية:

1- الأدواتُ والأشخاصُ المشاركينَ في التجربة.

2- كيفيّةُ تحضيرِ الأشخاصِ والتجهيزات وتفاصيلُ الإجراءات خلال التجربة.

3- البروتوكولُ المتّبع.

4- النتائجُ والطُرقُ التي قيست بها.

5- طرقُ تحليِل البيانات.

    يجبُ أنّ يتضمّنَ المقطعُ الأولُ من هذا القسم المعاييرَ التي تمَّ بها قبولُ واستبعادُ الأشخاصِ المشاركينَ في التجارب مِما يساعدُ القارئَ على فهمٍ أعمقَ لهذه التجارب. كما يجبُ أنّ يحتوي المقطعُ التالي وصفاً دقيقاً للإجراءاتِ المُتّبعة في الدّراسة. و كذلكَ يفضّل شرحاً وافياً للبيانات فمثلاً: كيف جُمعت هذه البيانات؟ و أين ومتى ُجمعت ؟ وهكذا.

من المفيدِ أنّ يذكرَ مؤلّفُ الدراسةِ تبريراً لإجراءاته المتّبعة (كموثوقية الاختبارات) حيث ُترفقُ هذهِ المعلومات في قسمِ المناقشة Discussion وليس في قسم المنهج Method. ويتضمنُ المقطعُ الأخير من هذه الفقرة الطرقَ الإحصائيّةَ المُتّبعة في تحليلِ البيانات. هذا و تُناقشُ النتائج في قسمٍ خاصٍّ هو قسمُ المناقشة الّذي سنذكرهُ تالياً.

أخيراً سنتكلمُ عن النتائج Results ومناقشتها Discussion وكذلكَ عن الخلاصة Conclusion. منِ المهمّ التمييزُ بين النتائجِ والمناقشة الخاصةِ بها، وتفصِلُ معظمُ المجلّاتِ قسمَ النتائجِ عن قسمِ المناقشة. حيثُ يتضمنُ قسمُ النتائجِ وصفاً للنتائجِ فقط. بينما توضَعُ هذه النتائجُ في سياقٍ أكبر في قسمِ المناقشة.

سجّلْ نتائجكَ بحياديةٍ مطلقة كما وجدَتها. ناقش بحذرٍ النقاطَ التي تتشابهُ أو تتميزُ بها نتائجُ دراستكَ مع دلائلٍ أخرى منشورة مع تفسيرِ سبب ذلك. و ُتعتبر المبالغةُ في تقديرِ أهميِة نتائجِ دراستك في قسم المناقشة من الأخطاءِ الشائعة عندَ كتابةِ البحث، فمثلاً من الأفضلِ أن تقول: "توحي نتائجُ الدراسة بأنَّ..." أو "تدعمُ نتائجُ الدراسةِ..." من أن تقول: "تثبتُ نتائجُ الدراسة أنَّ...". حافظْ على تواضعك، واستخدمْ كلماتٍ من قبيل : "من المحتملِ" أو "من المرجح" أو "يوحي" عند الحديث عن نتائجِ دراستك. وعند إدراجكَ لرأي ما، احرصْ على أن تكتبَ بوضوحٍ أنَّ ذلكَ ليس إلّا رأيُ مؤلّفِ الدراسة.

أخيرًا الخُلاصة تكونُ بكتابة مقطعٍ من ثلاثِ إلى خمسِ جمل يُلَخّصُ فيها كل نتائجِ البحث. يمكن للباحث هنا أن ُيظهِرَ أهميةَ دراستهِ من خلال ربِطها بالأبحاثِ المستقبلية.

بالحديثِ عن الخُلاصةِ نكونُ قد وصلنا إلى نهايةِ رحلتنا الّتي حاولنا من خلالها تسليطَ الضوءِ قدرَ الإمكانِ على أهمِ ركائزِ الأوراقِ البحثيّة، ونشددُ هنا أنَّ هذه السلسلة بأقسامها الثلاثة ما هيَ إلّا تعريفٌ بسيطٌ ومقدمةٌ مختصرةٌ بحاجةٍ لتوسّعٍ من المهتمين.

 المصدر:

هنا