الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
المنتجات الحيوانية وخطر الإصابة بالسرطان
وجدت إحدى الدراسات التي ألقت نظرة واسعة على المخاطر البيئية المحتملة على الصحة أن السرطانات على امتداد العالم ترتبط بثلاث أمور مضرة هي : التدخين ، منتجات اللحوم ، المواد الكحولية. قامت هذه الدراسة بتحليل البيانات منذ عام 2008 وذلك لتظهر كيف حدث 21 نوعاً من السرطانات في 157 بلداً ، 87 منها لديه بيانات موثقة لحالات الإصابة بالسرطان.
القائم بهذه الدراسة هو وليم غرانت مدير مركز Sunlight Nutrition ومركز البحوث الصحية في سان فرانسيسكو ، أراد أن يعرف ما إذا كانت هذه النسب من الإصابة بالسرطانات مرتبطة بعوامل الخطر المتعددة مثل العمر،نوع الطعام، والمنتجات الإجمالية للبلد.
أظهرت البيانات التي تم توفيرها من قبل الدول 87 أن التدخين واستهلاك المنتجات الحيوانية مسؤولة عن أكثر من نصف حالات الإصابة بالسرطان ، وهناك بعض الاختلافات بين الرجال والنساء حيث أن التدخين يؤثر على الرجال أكثر بمرتين من تأثير تناول منتجات الحيوانات، بينما أظهرت النساء عكس هذا الأمر. وباستثناء سرطانات الرئة فإن التدخين وتناول منتجات الحيوانات تعد مسؤولة عن 70% من حالات الإصابة بالسرطان في هذه البلدان.
30% من حالات الوفاة بالسرطان والتي كانت عام 2008 تقدر بحوالي 7،5 مليون شخص كانت بسبب خمسة من التصرفات والأطعمة الأساسية : البدانة( ارتفاع مؤشر كتلة الجسم) ، قلة الخضروات والفواكه، قلة الحركة، التدخين، الكحول.
للمنتجات الحيوانية علاقة قوية مع عدة أنواع من السرطانات لأن هذا النوع من الأغذية يحفّز نمو الجسم كما يفعل مع الأورام، وأنواع السرطانات المحتملة نتيجة هذه الأغذية : سرطان الثدي و المبيض والكلية و البروستات و الخصى والغدد الدرقية .
وأشار غرانت إلى اليابان كمثال على أن تغيير نوعية الغذاء تؤثر على كل من نمو الجسم والإصابة بالسرطان، فبينما كبار السن اليابانيون أقصر بكثير من نظرائهم في الغرب فإن الجيل الشاب أصبح أطول بكثير وذلك نتيجة زيادة عدد السعرات الغذائية التي يحصلون عليها من المنتجات الحيوانية والتي هي عادة غذائية غربية، وتبعاً لهذا الأمر فإن أنواع السرطانات التي كانت شائعة في الغرب أصبحت نسبها في ارتفاع في اليابان خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقد قدمت منظمة الأغذية والصحة التابعة للأمم المتحدة بيانات الأغذية التي سمحت بتقييم تغيرات العادات الغذائية التي بدأت عام 1980، حيث كان لهذا الأمر أهمية كبيرة لأن مقدار الوقت المقدر بين تغيير العادات الغذائية وانتشار السرطان يقدر بعشرين عام.
وعلّق "نيل برنارد" من كلية الطب البشري في "جامعة جورج واشنطن" على هذه الدراسة بأنها هامة جداً لأنها تظهر علاقة قوية بين تناول المنتجات الحيوانية وارتفاع أخطار الإصابة بالسرطان ، وأن هذا يعد درساً واضحاً من أجل السياسات الغذائية المتبعة.
كما علق "ماك مكارتي" مدير مؤسسة "Catalytic Longevity" للأبحاث غير الربحية على هذا الأمر قائلاً بأن: "هذه الدراسة أوضحت بشكل كبير العلاقة بين التدخين واستهلاك المنتجات الحيوانية كمحدد بيئي لانتشار أمراض السرطان، وأن الإتهام موجّه للمنتجات الحيوانية كأحد أخطر عوامل حدوث السرطان، وأضاف أن الجانب الجيد في هذا الأمر أنه يمكن التحكم به لأنه ناتج عن خيارات الناس الغذائية."
وبالعودة لعام 1907 فإن الدراسات وجدت علاقة بين الأنظمة الغذائية والإصابة بالسرطان حيث وجد الباحثون أن الجماعات التي تتناول اللحوم بكميات كبيرة كالألمان و الإيرلنديين والسلوفاكيين و الاسكندنافيين لديها معدلات سرطان أعلى بكثير من تلك الشعوب التي تكثر من الخضراوات كالإيطاليين والصينيين.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا