الطب > مقالات طبية
الجراثيمُ المكوَّرةُ العنقوديَّةُ المقاوِمةُ لِلميثيسيلِّين (Methicillin resistant Staphylococcus aureus (MRSA
اكتُشِفَ أوّلُ صادٍّ حيويّ في النصف الأول من القرن الماضي، وعُرِفَ باسم البنسيلين، وقد عولِجت مختلفُ الإصابات بالمكورات العنقودية بواسطته بنجاحٍ تامٍّ، ولكنَّ الاستخدامَ المفرطَ والخاطئَ لهذا الصادِّ أدَّى إلى تطوُّر ذراريٍّ من المكوَّرات العنقودية المقاوِمة له.
ولمواجهة تلك المشكلةِ؛ ظهرَ الميثيسيلِّين –و هو أحد أشكال البنسيلين- وشاعَ استخدامُه لعلاجِ الإصابات بهذه الذراريِّ المقاوِمة، ولكن مع مرور عدَّةِ سنواتٍ برزَت إلى الساحةِ الجراثيمُ التي قد تطوَّرت مجدّداً لِتقاومَ الميثيسيلِّين أيضاً، وأُطلق عليها اسم " المكوَّراتِ العنقوديةِ المقاوِمةِ للميثيسيلِّين Methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA)"
يُطلق تعبير MRSA على أحد ذراريّ الجراثيم المكوَّرات العنقودية المُذهَّبة Staphylococcus aureus (هي عبارةٌ عن جراثيمَ ذاتِ شكلٍ مُكوَّر تتجمعُ بعضُها مع بعضٍ كعناقيدِ العنب، وتفرز أصبغةً ذهبيةَ اللون عند زرعها في الأوساط المُغذِّية).
تكون هذه الذراريُّ مقاومةً للعديد من الصادَّات؛ ممَّا أكسبَها لقبَ "الجرثومة الخارقة Superbug"، وهي تُسبِّبُ التهاباتٍ متنوعةً في الجسم؛ لا سيَّما في الجلد والرئتين، ويحملُ ٢٪ من الأشخاص الأصحّاء هذه الجرثومةَ على نحوٍ طبيعيٍّ.
قد تتظاهر التهاباتُ الجلد التي تسببها MRSA على شكلِ بروزاتٍ صغيرة حمراء، وقد تتشابه مع لدغات بعض الحشرات كالعنكبوت - لتأكيد الإصابة؛ يقوم الأطباء عادةً بسؤالِ المريض إن كان قد رأى العنكبوتَ أم لا - و تتشابهُ مع بعض أنواع الطفح الجلدي، وتترافق هذه الالتهابات الجلدية مع شعورٍ بالألم في المنطقة المصابة وتورُّمٍ وارتفاعٍ في درجة الحرارة.
عند الشك بحدوث التهاب جلدي بـ MRSA ؛ قم بتغطية مكان الالتهاب بضَمَادٍ نظيفٍ، واتَّصِلْ بالطبيب لأنَّ الكشف المبكِّرَ يقي من ازدياد خطورة الإصابة، وفي حال التأخُّرِ بتقديمِ الرعاية المناسبة؛ قد يتطوَّرُ الالتهابُ الجلدي إلى خُرَّاجٍ (كتلة قيحية تحت الجلد).
قد تصيب جراثيمُ MRSA الطبقاتِ الجلديةَ العميقةَ مُسبِّبةً التهابَ الهَلَل cellulitis الذي يشبه بشكله الحُرق الشمسي.
وتتفاقمُ الالتهاباتُ التي تسببها MRSA في بعض الحالات، فتنتقل إلى الأعضاء الداخلية مسببةً ذات الرئة والإنتانات الدموية والتهابات المفاصل ….
مَن هم الأكثرُ عرضةً للإصابة بالتهابات MRSA؟
يُعدُّ مرضى المشافي والقاطنون في دُور الرعايةِ أكثرَ عُرضةً للإصابة بالعدوى، ويتزايدُ انتشارُ الالتهاب في الأماكن حيث يكون الناس على مقربةٍ بعضِهم من بعضٍ (كالمدارس والنوادي الرياضية ومراكز رعاية الأطفال).
وأشارت الدراساتُ إلى وجود MRSA بكثرةٍ في الشواطئ، وإلى انتقال الالتهابات من الحيوانات المنزلية كالقطط و الكلاب إلى البشر.
كيف اكتسبت هذه الجراثيم مقاومتها؟
تطوَّرَت جراثيم MRSA نتيجةَ الاستخدام الخاطئ والمُفرِط للصادات الحيوية؛ إذ يؤدّي هذا الاستخدامُ إلى ظهور ذراريٍّ مقاوِمة لها، لأنَّها لا تقضي على الجراثيم قضاءً كاملاً؛ مما يؤدي إلى اكتساب الجراثيم المتبقية القدرةَ على الممانعة، ونظراً لمقاومة MRSA للعديد من الأدوية المعروفة كالميثيسيلّين والأموكسيسلين والسيفالوسبورينات؛ يلجأُ الأطباءُ لاستخدامِ الكليندامايسين والتريميتوبريم سلفاميثوكسازول واللينوزوليد والفانكومايسين- وكذلك فقد وافقت الـ FDA (إدارةُ الأغذية والعقاقير) مؤخَّراً على ٣ أنواع من الصادات لمعالجة التهابات MRSA.
وبما أنَّ "درهمَ وقاية خيرٌ من قنطار علاج" فاتّباعُ قواعدَ بسيطةٍ للنظافة الشخصية كفيلٌ بوقاية الإنسان من الإصابة بالتهابات MRSA:
-غسلُ اليدين بالماء والصابون على نحوٍ متكرر.
-استخدامُ المطهِّرات الحاوية على الكحول.
-مسحُ السطوحِ قبلَ مُلامَستِها.
-الابتعادُ عن مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين.
-تغطيةُ الجروح والخدوش جيّداً.
توصيات هامة للمصابين بالعدوى:
يؤكد الأطباء باستمرارٍ على ضرورةِ إكمالِ المريض لكاملِ جُرعاتِ الأدوية الموصوفة له حتّى عند زوال الأعراض؛ إذ يؤدّي التوقُّفُ المبكِّرُ عن تناولِ الدواء إلى النُّكس وعودة الالتهاب وزيادةِ مقاومة الجراثيم للأدوية ذاتِ التأثير.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا