الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين
من الأسرع في الركض: الرجال أم النساء؟ ولماذا؟
يُعد الجري أحد الرياضات التي تُحسِّنُ ممارستُها من صحة الجهاز القلبي الوعائي، إضافةً إلى تعزيز فرصِ خسارة الوزن الزائد، سواءٌ أكان هذا الجري بضعة كيلومترات أو في ماراثون، أو في سباق تتابعٍ أو غيره، وبغض النظر عن طبيعة السباق؛ فإنَّنا نرى الرجال يركضون أسرع من النساء غالبًا؛ فعلى سبيل المقارنة؛ قطعَ أسرعُ رجلٍ في العالم Usain Bolt سباق المئة متر في غضون 9.58 ثانية؛ أي أقل قرابة ثانيةٍ من Florence Griffith Joyner's؛ أسرعِ امرأةٍ في العالم.
والسؤال هنا، لماذا يقطع الرجال المسافة ذاتَها في فترةٍ زمنيةٍ أقل من النساء حتى وإن كان كلاهُما يتمتعان باللياقة البدنية ويحظيان بالمستوى ذاته من التدريب؟
على الرغم من أنَّ لهذا السؤال إجاباتٍ عدة صائبة، لكنَّنا لا يمكن أن نتجاهل دور كتلة الجسم والهرمونات في هذا السياق، فعلى سبيل المثال؛ تُعدُّ رئتا النساء أصغر حجمًا من رئتي الرجال؛ أي معدل تنفسٍ أقل لديهنَّ بمقدار 9 مل/كغ/دقيقة عند مقارنة شخصين غير رياضيَّين من الجنسين، لذا فإن ذلك يتطلب منهن مجهودًا أكبر لإدخال الأوكسجين إلى أجسادهنَّ بواسطة عملية الشهيق، وكذلك يؤثر الفارق في حجم قلب كلٍ منهما –والذي يتفوق فيه الرجال أيضًا- على أكسجة الدم المتدفق منه إلى أعضاء الجسم المختلفة، ومن ثَمَّ انخفاضُ تدفقه لدى النساء، وهو فارقٌ لا يستطيع كلٌّ من ارتفاع معدل ضربات قلبهن وزيادة كمية خضاب الدم haemoglobin -الناقل للأوكسجين إلى أعضاء الجسم- عن الرجال معادلتَه، مع الإشارة إلى عاملٍ ثانويٍ يعيق ركض النساء على نحوٍ أسرع ألا وهو زيادة حجم الورك.
وفيما يتعلّقُ بدور الهرمونات، فوفقًا للدكتورة Emily Kraus فإنَّ هرمون التستوسترون testosterone -ذا المستويات الأعلى بكثيرٍ لدى الرجال مقارنةً بالنساء- يعملُ على زيادة الكتلة العضلية لديهم على نحوٍ أكبر، وتساعدُ هذه الكتلة العضلية الأعلى الرجال على الركض أسرع، إذ تزيد الكتلة العضلية في ساق الرجل عنها في ساق المرأة قرابة 20%، إضافةً إلى ارتفاع معدل تقلص الألياف العضلية لديهم عن النساء، مما يجعلُهم يركضون أسرع، وخلافًا لذلك فإنَّ ارتفاع هرمون الإستروجين estrogen لدى النساء عنه لدى الرجال هو المتسببُ في زيادة الكتلة الدهنية في أجسادهن مما يؤثر سلبًا على أدائهن الرياضي.
ولكن على الرغم من كلِّ ما ذُكر آنفًا، فهذا لا ينفي عزيزي الرجل ما تمثِّلُه المرأة من منافسٍ شرسٍ كثيرًا ما يظفر بأوَّل المراكز حتى وإن كنت أنت خصمها في المنافسة!
المصادر: