الطب > معلومة سريعة
علاجُ السُّكَّري بالميتفورمين قد يُسبِّبُ عَوَز فيتامين B12
يؤدّي الفيتامين B12 "أو الكوبالامين Cobalamin" دوراً مهمّاً جدّاً في أجسامِنا، فهو يساعدُ في تركيب الـDNA الخاصِّ بالكريّاتِ الحُمْرِ على سبيل المثال، ولأنَّ أجسامَنا تُخزّنُهُ بكمياتٍ محدودةٍ؛ فمنِ المُهمِّ الحصولُ عليه بانتظامٍ من المواردِ الغذائيّةِ الحيوانيّةِ كالبَيضِ والسَّمكِ واللحومِ الحمراءِ والدَّواجن، أو مِن المتمِّمات الغذائية؛ إذ يؤدّي عَوَزُ هذا الفيتامين إلى فقرِ الدم من النمط كبيرِ الخلايا، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات العصبيّة.
ولكن هل ثمّةَ رابطٌ بين عَوَزه ومعالجةِ الداءِ السُّكَّري بدواءِ الميتفورمين؟!
ربطت العديدُ من الدراساتِ بين العلاج بالميتفورمين وتطوُّرِ عوز B12 مُستقبَلاً، ومنها دراسةٌ أُجرِيَت على 3200 بالغٍ ذوي خطورةٍ عاليةٍ للإصابةِ بالسُّكَّري، وتلقَّوا ثلاثةَ أنماطٍ من الوقاية:
أحدُهم دوائيٌّ بالميتفورمين، والثاني دوائيٌّ بالبلاسيبو (دواءٌ وهمّيٌّ يُشابِهُ الدواءَ الحقيقيَّ في خواصِّه الفيزيائية دون أن يكون لهُ تأثيرٍ دوائيِّ؛ ويُسمَّى بالغُفلِ أيضاً)، وأمَّا نمطُ العلاجِ الثالث فتمثَّلَ في التغييرِ الجذريّ لنمطِ الحياة وتحسينِ المستوى الصحي في سيرِ الحياةِ اليوميةِ، وطبعاً دونَ استخدام أيِّ دواءٍ.
وقد استمرَّتْ هذه الدراسةُ مدَّة ثلاثِ سنواتٍ، وبعدَ انتهائِها دُعِيَ المشاركونَ إلى المتابعةِ في دراسةٍ أخرى للمراقبةِ مدَّةَ خمسِ سنوات أُخَر، وبعد مِضيِّ السنوات الخمس؛ كانت نسبة شيوع عَوَز B12 أعلى لدى المُعالَجين بالميتفورمين مقارنةً بمجموعةِ البلاسيبو على نحوٍ ملحوظٍ ومهمٍّ.
ومع أنَّه لم يُلحَظْ تغيُّرٌ في حجمِ الكريات الحُمْر الوسطيّ MCV أو أيِّ تَظاهراتٍ عصبيّةٍ، فقد تنبَّه الباحثون إلى ارتفاعِ مستوياتِ "الهيموسيستئين" التي يَقترنُ ارتفاعُها عادةً بِعَوَزِ فيتامين B12.
المصادر: