الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال
بين الأنواع المختلفة للحليب.. ما هو الأفضل لطفلك لنموٍ سليمٍ ؟
تُعدُّ صحة الطفل وسلامة نموه الجسدي والعقلي أكثر ما يشغل بال والدَيه في السنوات الأولى من حياته، ونجد ذلك أكثر وضوحًا لدى الأمهات اللواتي يقعن في حيرةٍ أمام أنواع الحليب العديدة المتوافرة في الأسواق، خاصةً وقد أصبحنا نجد بدائل نباتية للحليب ظهرت لتحلَّ محلَّ مصادرِه الحيوانية.. فكيف على الأم أن تختار بين هذين الصنفين، وما تأثير كلٍّ منهما في نمو أطفالكم؟
وُجِد في بحثٍ علميٍ جديدٍ أنَّ الأطفال الذين يعتمدون على بدائل الحليب النباتية أو حليب الحيوانات الأخرى من غير الأبقار يكونون أقصرَ من الأطفال الذين يستهلكون الحليب البقري التقليدي، وذلك وفق ما نُشر في دورية American Journal of Clinical Nutrition؛ إذ يبدو أنَّ كلَّ كوبٍ يتناوله الطفل يوميًّا من أنواع الحليب الأخرى يجعلُه أقصر بمقدارِ0.4 سم من متوسط الطول لمن هم في العمر نفسه، في حين يؤدي تناولُ كوبٍ من حليب الأبقار يوميًّا إلى زيادة الطول بمقدار 0.2 سم عن المتوسط، ويرتفع الفارق في الطول بين الحالتين إلى 1.5 سم عند تناول 3 أكوابٍ من الحليب يوميًّا. ممّا يشيرُ إلى أنَّ تناول حليب الأبقار ساعد على زيادة طول الأطفال وتحسين نمو هيكلهم العظمي.
وعن مزائج الأنواع المختلفة من الحليب؛ فقد وُجِد أنَّ الأطفال الذين شربوا مزيجًا من حليب الأبقار مع نوعٍ آخر من الحليب يوميًّا كانوا أقصر من المعدل الوسطي لمن هم في عمرهم أيضًا؛ أي أنَّ إضافة حليب الأبقار لم تكن قادرةً على عكس التأثير القويِّ لأنواع الحليب الأخرى، وعلى الرغم من عدم إيلاء جزءٍ من الدراسة لتحديد السبب وراء هذه العلاقة المذكورة، لكنَّ المؤلفين يميلون إلى احتمال وجود علاقةٍ بين نوع الحليب المستهلك ومدخول الطفل من البروتينات والدهون، إذ كان الأخير أخفض لدى الأطفال الذين يستهلكون حليبًا من غيرِ حليب الأبقار، مما انعكس على انخفاض معدل النمو والطول.
وبالنظر إلى التركيب الكيميائي للأنواعِ المذكورة نجد أنَّ هذا التفسير منطقيٌّ جدًا؛ إذ يحتوي كوبان من حليب الأبقار على 16 غم من البروتين؛ أي ما يُعادل 100% من الاحتياج اليومي لطفلٍ عمره 3 سنواتٍ، في حين يحتوي كوبان من حليب اللوز على 4 غم من البروتين، وهي كميةٌ لا تتجاوز ربع المدخول اليومي للطفل، ما يؤكد أنَّه لن يحصل في هذه الحالة على كفايته من البروتين الغذائي.
يُؤكِّد ما سبق أنَّ الدراسات لم تتوصل حتى الآن إلى دلائل جديدةٍ تشيرُ إلى وجوب تغييرِ نوع الحليب المقدم للطفل في الفترات العمرية المُهمَّة لنموه الجسدي والعقلي إلا في حال كان يعاني من حالةٍ صحيةٍ تُعيق هضم أو استقلاب مكونات حليب الأبقار، وفيما عدا ذلك يبقى حليبُ الأبقار متفوقًا بوضوح على أنواع الحليب الأخرى، وعلى الأهل الاستمرار بتقديمه لأطفالهم لما له من أهميةٍ كبيرةٍ في تغذيتهم وإمدادهم بالعناصر الضرورية لبناء أجسامهم.
المصدر:
الدراسة المرجعية: