المعلوماتية > مسابقات ومؤتمرات
المؤتمر العالميّ للهواتف النّقّالة في برشلونة MWC 2018
إنّ ما دفعَك لتفتحَ الرّابط وتقرَأ هذا المقال ليس لهُ وجودٌ فيزيائيّ كما أنّه لم يوجد بعد.. فهل هذه أحجيةٌ أم ماذا؟
للعام الثّاني على التّوالي يخطف الجيلُ الخامسُ لشبكاتِ الهاتفِ النّقال أو كما تُعرَف اختصاراً بـ 5G الأنظارَ في هذا المُؤتمر، إضافةً إلى تطبيقاتِه في مجالاتٍ عديدةٍ: كإنترنت الأشياء IoT والمدن الذّكيّة والبيانات الكبيرة Big Data والواقعِ الافتراضيّ والمعزّز Virtual & Augmented Reality والصّحة والطّائرات بدون طيّار Drones والسّيّارات ذاتيّة القيادة Autonomous Cars والذّكاء الصّنعيّ AI. وقد قامت العديدُ من الشَّركات في استعراض نماذج لمشاريعٍ استَخدمَت نموذج شبكة اتّصالات الجيل الخامس. وهذا ما فعلته شركة إنتل Intel في جناحها أيضاَ، إذْ قدّمت نموذجاً أوّليّاً يسمحُ لكلٍّ من المشاركين والحضور بأداء تجربةٍ لما يمكن للحياة أن تكون عليه عند اتصال كلّ شيء بشبكةٍ من الجيل الخامس.
يتَوقّعُ الخبراء أنّه بحلول عام 2020 سيكون هناك قرابة 20.8 بليون جهازٍ متّصلٍ بالإنترنت. وبالتّالي تهتمّ الـ5G بالسّعة والسّرعة بالقدْر نفسه.
في بداية التّسعينيات كانت الاتّصالات الخلويّة تدعم المكالمات الصّوتيّة، وكان الاتّصال عبر الشّبكاتِ من الجيل الأوّل G1 فقط، في حين أنّها بدأت تدعم الرّسائل النّصّية عند ظهور الجيل الثّاني 2G. أمّا الجيل الثّالث 3G فهو الذي سمح لنا - إضافةً إلى إجراء المكالمات الصّوتيّة وإرسال الرّسائل- بتصفّح الإنترنت باستخدام أجهزةٍ وُصِفَت بالذّكيّة. ثمّ ظهر الجيل الرّابع 4G الذي مكّننا من رفع وتحميل ملفّات الفيديو إضافةَ إلى الميّزات السّابقة التي توفّرت في الجيل الثّالث. وأخيرًا ظهر الجيل الخامس 5G ليقدّم لنا تقنيّة الشّريحة الصّغيرة Small Cell Technology.
خلافًا لحال الشبكات اليوم؛ والتي بُنيت باستخدام أبراجِ كبيرةِ يفصل بين الواحدِ والأخر منها بضعةُ أميال، يَتطلّب الجيلُ الخامسُ نَشرُ تقنيّةِ الخلايَا الصّغيرة على نطاقِ واسع. وذلك من أجلِ تمكينِ الشّبكة من التّعاملِ مع النّموّ المتسارِع لنقلِ البيانات، والتي ستكون أكثرَ كثافة.
ستؤسَّس شبكةُ الجيل الخامس اعتماداً على نوعين من الخلايا وهما: الميكرويّة Micro والماكرويّة Macro التي يمكن ترقيتها بسهولة.
متطلّباتُ الجيلِ الخامس
تتمثل المتطلّبات بـ:
- اتّصال بسرعة 1-10 Gbps
- تأخير بمقدار 1 ميلي ثانية عند نقل بيانات بين طرفيّ الاتّصال.
- زيادة عرض النّطاق التّردديّ بمقدار ألف ضعف في واحدة المساحة.
- زيادة عدد الأجهزة المتّصلة بمقدار يتراوح بين عشرة أضعافٍ إلى مئة ضعف.
- توافر الخدمة بنسبة 99.999%.
- تغطية شبكيّة بنسبة 100%.
- تخفيض استخدام طاقة الشّبكة بمقدار 90%.
- عمر بطاريّة أطول من عشر سنوات للأجهزة منخفضة استهلاك الطّاقة.
لتحقيقِ هذهِ المتطلّبات طُرِحَت في السّنوات الأخيرة رؤىً عدّة حول البنية التي ستكون عليها شبكات الـ 5G، وقد استُقرّ على رؤيتين وهما:
- الاتّصالية الضّخمة Hyper Connected: تهدف هذه الرّؤية إلى شمل تقنيّات 1G، 2G، 3G، 4G، Wi-Fi والأنظمة اللاسلكيّة الأخرى لتأمين تغطيةٍ أفضل إضافةً إلى الشّبكات الأكثر كثافة. وبصرف النّظر عن وجود متطلّبات لتوفير الخدمات التّقليديّة، إلّا أنّ أحد الاختلافات الرّئيسة هو تمكينُ الخدمات الجديدة مثل آلة إلى آلة (Machine to Machine (M2M وإنترنت الأشياءِ وتطبيقاتِه. وهذا ما قد يتطلّب تقنيّة راديويّة جديدة ذات طاقةٍ منخفضة، وأجهزة ذات عمر بطاريةٍ طويلٍ يصلُ إلى عشر سنواتٍ أو أكثر.
- تقنيّة الجيل القادم للنّفاذ الرّاديوي Next generation radio-access technology: تحدّد هذه الرؤية مواصفات معدلّات البيانات، كالتّأخير والمحدّدات الرّئيسة الأخرى. وستتيح هذه المتطلّبات لـ 5G ترسيماً واضحاً بين 4G أو الخدمات الأخرى والنّظام اللاسلكيّ 5G الجديد.
يتوقّع الكثيرون - نتيجة التغيّر في متطلبات التّقنيات المختلفة - أن يكون النّظام اللاسلكيّ الجديد مظلّة تمكّن عدداً من شبكات النّفاذ الرّاديويّ المختلفة أن تعمل معاً، ليلبّي كلّ منها مجموعة من الاحتياجات.
المصادر: