الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين
كم تحتاج من التمارين الرياضية أسبوعياً لتبدأ خسارة الوزن؟
من المؤكَّد أنَّك قد لاحظت التناقض في الدعايات التجارية عن أساليب خسارة الوزن، فإذ يعِدُكَ أحد الإعلانات التجارية بجسمٍ مثاليٍّ إن تناولت منتجاتهم دون ممارسةِ تمارينَ رياضية، يروّج إعلانٌ آخرُ لأحدث التقنيات والتجهيزات الرياضية ودورها في فقدان الوزن.
ولا يقتصر الأمر على التناقض بين المُسوِّقين، ففي عام 2008 نصّت التوصيات الفيدرالية على أن 150 دقيقةٍ أسبوعياً من التمارين المعتدلة كافيةٌ للحصول على نتائجَ صحيةٍ ملحوظة، في حين بقيَ معهدُ الطب the Institute of Medicine متمسكاً بتوصيات عام 2002 التي تفيد بأنَّ 420 دقيقة (ساعة يومياً) على الأقل من التمارين المعتدلة هي الحد الأدنى لمنع اكتسابِك وزناً زائداً أو إصابتك بالبدانة. ويبقى السؤال المحير: هل للنشاط الجسدي أهميةٌ كبيرةٌ في خسارة الوزن أو الحفاظ على شكلٍ مثالي؟ وإذا كان كذلك فما مقدار التمارين التي عليك أن تقوم بها لتحقيق هذا الهدف؟
للإجابة عن هذا السؤال أُعِدَّت دراسةٌ ضخمةٌ قادَتها البروفيسور I-Min Lee من جامعة هارفرد، إذ تحرَّت مع فريقها البحثي فُرصَ تغيُّرِ الوزن لدى 34000 امرأةٍ على مدى 15 عاماً وعلى عدة مستوياتٍ من النشاط الجسدي مترافقاً مع حميةٍ قياسية، وقسّموا النساءَ المشاركاتِ إلى ثلاثِ مجموعات: الأولى تشمل من يتدرَّبن أقلَّ من 150 دقيقةٍ أسبوعياً (الحد الفيدرالي الأدنى)، والثانية من يتدربن لمدة 150-420 دقيقةٍ أسبوعياً، وأمَّا الثالثة فتشمل من يتدربن أكثَر من 420 دقيقةٍ أسبوعياً (توصيات المعهد الطبي).
وقد توصَّل الباحثون إلى نتيجتَين مثيرتَين للاهتمام: الأولى؛ أنَّ النساء في المجموعتَين الأقل نشاطاً كسبوا وزناً أكبر خلال التجربة من المجموعة الأكثرِ نشاطا، وكان الفرق بين المجموعتَين الأقلِ نشاطاً مُهمَلاً ممَّا يعني أن التمرين أكثرَ من 150 دقيقةٍ لكن أقلَّ من 420 دقيقة لا يقدِّمُ فائدةً ملموسةً إحصائياً أكثرَ من التمرين أقلَّ من 150 دقيقةٍ أسبوعياً.
والنتيجة الثانية تفيدُ بأن النساءَ ذوات مؤشر كتلة الجسم BMI الأقل من 25 هُنَّ اللواتي كسبن وزناً أقل عندما تدربن فترةً طويلةً فقط؛ وبمعنىً آخر؛ فإنَّ التمرين لدى النساء زائدات الوزن أو البدينات لم يساعدهنَّ على فقدان الوزن.
وبحسب فريق البحث؛ فإنَّه وبمجرد أن تصل إلى مرحلةِ فرط الوزن فرَّبما يكون الأوان قد فات، لأنَّ التمارين الرياضية وحدَها لن تساعدك على فقدان الوزن، بل ينبغي اقترانُها مع حميةٍ صحيةٍ متوازنةٍ ومدروسةٍ لخسارة الوزن، وتُبيِّنُ هذه الدراسة أنَّ التوصياتِ الفيدرالية بـ 150 دقيقةٍ أسبوعياً تُعدُّ غيرَ كافيةٍ للوقاية من اكتساب الوزن، ولكنَّها كافيةٌ لتقليل خطر الأمراض المزمنة.
وكما معظمُ القضايا المتعلقةِ بالصحة، تعتمد الإجابة الدقيقةُ على حالتك، وتختلف من شخصٍ إلى آخر.
المصدر:
الدراسة المرجعية:
43. Lee، I.M.، et al.، Physical activity and weight gain prevention. JAMA، 2010. 303(12): p. 1173-9.