الطب > أمراض نسائية وتوليد
أمٌّ بلا رَحِم
(AUFI) (absolute uterine factor infertility) أو ما يُعرَف بالعُقم الناجمِ عن مُسبِّبٍ يتعلَّقُ بالرَّحِم؛ أي هو العُقمُ الّذي يعودُ إلى غيابِ الرَّحِم كليّاً أيّاً كان السببُ، أو إلى عيبٍ تشريحيٍّ أو وظيفيٍّ فيه يمنعُ تعشيشَ البيضة الملقحة وإتمام الحمل، ومن ضمن هذه الحالاتِ متلازمةُ ماير-روكيتانسكي-كوستر-هوسر (MRKH) ( Mayer-Rokitansky-Küster-Hauser)، والتي تجمع ما بينَ عُسرِ تصنُّعِ ثُلثَي المهبلِ العلويَّين وتشوُّهاتِ قناتَي فالوب المختلفة؛ والتي يمكنُ أن تتضمَّنَ تشوُّهاتٍ في الفقرات والقلب والطرق البولية العلوية والأذن.
ولقد وُضِعَ برنامجُ زراعةِ الرَّحِم لمريضاتِ AUFI قيدَ التنفيذِ في جامعة بايلور في السنوات الأخيرة، وكانت معظمُهنَّ مريضاتِ MRKH، وقد أجرى المركزُ قرابةَ 8 تجارُبَ من أصلِ 10، وقد باءت ثلاثُ تجارُبَ مُجراةٍ من أصل ثمانٍ بالفشلِ؛ في حين كُلِّلت إحداهنَّ بالنجاح.
وتقولُ تايلور سيلر (وهي ممرضةٌ في مستشفى دالاس بعمر 36 عاماً): "إنَّ إنجابَ طفلٍ هو أفضلُ قرار اتخذتُه في حياتي"، وقد قرَّرتِ التبرُّعَ برَحِمها - بعد إنجابها طفلَين - إلى سيّدةٍ تعاني من MRKH، والتي رفضَتِ التصريحَ عن هويتها، وخضعت تايلور قبلَ العملِ الجراحيّ لتقييمٍ نفسيٍّ وفيزيائيٍّ مُكثَّف، وقد استغرَقَ إخراجُ الرَّحِم الحيّ قرابة 5 ساعاتٍ، واستغرقت عمليّةُ إعادةِ زراعتِه 5 ساعات أُخرى، وفي النهاية تكلَّلتِ العملية بالنجاح.
وبعدَ زرعِ الرَّحِم؛ لا يربطُ الأطباءُ المَبيضَين إليه؛ لذلك فمن الخطواتِ الأساسيةِ أن يُجرى الإخصابُ ضمن الزجاج IVF حتّى يحدثَ الحمل، ثم توضعُ البيضة الملقّحة في الرّحِم المزروع، ولكنْ بعدَ الطَّمثِ الأوّل (طرحِ الظهارةِ الرّحمية القديمة) الذي يحدثُ بعدَ الزَّرع بقرابةِ أربعةِ أسابيع.
وقد نجحَت ولادةُ الطفلِ بعمليّةٍ قيصريّةٍ وهو بصحَّةٍ جيدةٍ يوم الجمعة بتاريخ 1/ كانون الأول (ديسمبر)/2017.
ويذكَرُ أنَّ أوَّل عملياتِ زرعِ الرَّحِم قد أُجريَت في مستشفى جامعة سالغرنيسكا في السويد، وكانت نتيجتُها ثماني ولاداتٍ ناجحةٍ، وليست هذهُ العمليةُ هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أُجريَت أوَّلُ عمليةٍ من مُتبرِّعةٍ مَيتةٍ في شباط 2016 في كليفلاند-أوهايو، لكنَّها باءت بالفشلِ بسبب إنتانٍ فطريّ .
المصدر: