الطب > معلومة سريعة
هل سنقولُ وداعاً لحُقََن الأنسولين؟
أعلنَ معهدُ أبحاثِ السُّكَّري The Diabetes Research Institute التابعُ لجامعةِ ميامي نجاحَ أوَّلِ عمليةِ زراعةِ خلايا مُنتِجةٍ للأنسولين وفقَ تقنية الهندسة الحيوية.
ففي الحالةِ الطبيعيةِ يرتفعُ سُكَّرُ الدمِ بعدَ تناولِ وجبةٍ طعاميةٍ؛ فيُدخِلُ الأنسولين - المُفرَز من المعثكلة - السُّكَّرَ إلى خلايا الجسم لكي تَستخدمَه هذه الخلايا في توليد الطاقة، وأمَّا عند مرضى السكري من النمط الأوَّلِ؛ يهاجمُ الجهازُ المناعيُّ خلايا (بيتا) المُتخصِّصةَ بإفراز الأنسولين والموجودةَ في المعثكلة (البنكرياس) ويقضي عليها، وهذا ما يُفسِّرُ حاجتَهم الدائمةَ لأخذ الأنسولين عبرَ الحُقَن.
ولكن؛ وبعد عقودٍ من البحث؛ تمكَّنَ المعهدُ من تطويرِ عضوٍ صغيرٍ يحاكي البنكرياس ويُفرِزُ الأنسولين طبيعياً عندَ مرضى السُّكَّري من النمط الأول، ومن ثَمَّ زراعةُ هذا العضو في الثَّرْب omentum (وهو نسيجٌ غزيرُ الترويةِ الدمويةِ؛ ويغطِّي أحشاءَ البطن)، وقد اعتمد باحثو المعهدِ هذا الموقعَ بهدفِ التقليل من الارتكاسِ الالتهابيّ الَّذي يُصاحِبُ زراعةَ الخلايا في الكبد (وهو الموقع المعتمَد في زراعةِ خلايا بيتا البنكرياسية)؛ فضلاً عن أنّه يؤمِّنُ سهولةً نسبيةً في الوصول إليه جراحياً، ممَّا يقلِّلُ من مَشقَّةِ العملية الجراحية وفترةِ نقاهةِ المريض.
ويعيش مرضى السكري من النمط الأول حياةً مضبوطةً بجدولٍ دقيقٍ يحكمُه نمطُ التغذية وجُرعات الدواء، لذلك فإنَّ هذه التقنيةَ قد تجعل حياة المريض أقلَّ تعقيداً وأكثر أماناً، وسوف يستمرُّ كادرُ المعهد بالعمل حتّى يَصِلوا إلى التقنيةِ الأمثل دونَ الحاجةِ الدائمةِ للمعالَجةِ المُثبِّطةِ للرَّفضِ المناعيّ.
المصدر: