الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
النعناع.. فوائده الصحية، واستخداماته، ومخاطره
عندما يدور الحوار حول أكثر الأطعمة فائدةً وغنى بالعناصر الضرورية لصحتنا، تكون الفاكهة والخضار في الصدارة. لكن، ولسوء الحظ، غالباً ما تُهمل الأعشاب الطازجة في هذه الحوارات والأحاديث.. إلّا أنها تحتوي على مجموعةٍ واسعةٍ من العناصر الغذائية وتقدم عدداً كبيراً من الفوائد الصحية، ويعدّ النعناع - الذي سنستقبل موسمه عمّا قريب - من الخضار الورقية الغنية بمضادات الأكسدة.
ينتمي النعناع إلى الجنس النباتي Mentha الذي يضم حوالي 15- 20 نوعاً مختلفاً، منها النعناع الفلفلي Peppermint، والنعناع السنبلي أو البلدي Spearmint. وتتعدّى استخدامات النعناع مجرد كونِه تابلاً أو عشبةً طازجةً تريّن أطباقَنا أو وسيلةً لتنميه فنجان الشاي الخاص بنا، إذ يستخدم زيته المنعش في صناعة معاجين الأسنان، والعلكة، والحلوى، ومستحضرات التجميل أيضاً.
ولكن هل يعني هذا أنه آمن في جميع حالات استخدامه؟ بالطبع لا، فهو قادرٌ في بعض الأحيان على التسبب ببعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، شأنه في ذلك شأن العديد من الأغذية الأخرى، فتابعوا معنا هذا المقال لتتعرفوا على الإيجابيات والسلبيات وتتعلموا كيفية استخدام النعناع بطريقةٍ صحيحةٍ تدعم صحتكم.
تنوّعت الفوائد الصحية التي أشارت إليها الدراسات المجراة حول النعناع، وتراوحت بين التأثيرات المهدّئة للجهاز الهضمي، وصولاً إلى الرضاعة الطبيعية.
الحساسية:
تحتوي أوراق النعناع على عاملٍ مضادٍ للأكسدةِ ومضادٍ للالتهابات، يُعرف بحمض الروزمارينيك Rosmarinic acid، والذي دُرِست فعاليّته في تخفيف أعراض الحساسية الموسمية، فكان الكشفُ عن علاج ٍ طبيعيٍ واعدٍ يمكن تطويرُه كي يصبح قيد الاستخدام والتطبيق.
صحة الجهاز الهضمي (عسر الهضم، والغازات، ومتلازمة القولون العصبي، وقرحة المعدة، وصحة الفم)
عرف الإنسان تأثيرات النعناع كعشبةِ مهدئةٍ منذ القدم، ويُعتقد أن دور النعناع في تحسين عُسر الهضم وتخفيفِه يعود إلى قدرتِه على زيادة من إفراز الصفراء والحثّ على تدفقها، مسرّعاً بذلك من الهضم، وداعماً لمستويات الكوليسترول الصحية في الدم. ونظراً لدور النعناع في تخفيف من ألم الغازات والنفخة، فقد شاع استخدام منقوعِه بكثرة كعلاجٍ منزليّ لهذه الآلام.
من جهةٍ أخرى، وُجد أن استعمال زيت النعناع يمكن أن يكون علاجاً فعالاً وآمناً لأولئك الذين يعانون من آلام البطن المرافقة لمتلازمة القولون العصبي، ويُنصح باستخدام كبسولاتٍ زيت النعناع المغلّفةِ بأغلفةٍ لا تذوب في المعدة، وذلك بغرض الوقاية من حرقة المعدة التي يسببها زيت النعناع.
ولوحظ في دراسةٍ على الحيوانات أن المنثول قد يساعد في حماية بطانة المعدة من الآثار السلبية للإندوميثاسين والإيثانول، مما يطرح احتمال فعاليّته تجاه منع قرحة المعدة المرتبطة باستهلاك المسكنات والمشروبات الكحولية بشكلٍ منتظم.
أخيرا، وفيما يخص صحة الجهاز الهضمي، فمن المعروف أن النعناع من أهم العوامل الطبيعية المضادة للجراثيم الفموية والتي تساهمُ بالحصول على نفَسٍ منتعشٍ وعطِر.
الزكام ونزلات البرد الشائعة
كما ذُكر آنفاً، يحتوي النعناع على المنثول، وهو مزيل احتقانٍ عطريٌ طبيعيٌ، يساعد على تفكيك البلغم والمخاط، مما يسهل عمليةَ طردِهما من الجسم. كما يساعد تأثيره المبرّد على تخفيف التهاب الحلق، خاصةً عند مزجه مع الشاي.
تخفيف الألم وتهدئة الجلد
وُجد أن استعمال مستخلصات أوراق النعناع خارجياً يرفع عتبة الشعور بالألم عند الإنسان، كما يساهم تطبيقُه موضعياً على الجلد - سواء كان ذلك كزيت، أو مرهمٍ، أو غسول - في تبريد وتهدئة البشرة المصابة بلدغات الحشرات، أو الطفح الجلدي أو أي ردودِ الفعل الخارجيةِ الأخرى.
الرضاعة الطبيعية
على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تقدم الكثير من الفوائد لكل من الرضيع والأم، إلا أنها قد تحدثٌ آلاماً ناتجاً عن تضرّر الحلمة. وفي هذا الشأن، وُجد أن مياه النعناع فعالةٌ في منع شقوق وآلام الحلمة لدى الأمهات اللواتي بدأن بالإرضاع للمرة الأولى.
القيمة الغذائية للنعناع
توفر ملعقتا طعامٍ من النعناع الطازج سُعرتين حراريَّتين فقط، تشمل 0.12 غراماً من البروتين، و0.48 غراماً من النشويات، و0.03 غراماتٍ من الدهون، و0.3 غراماتٍ من الألياف. كما يحتوي على كمياتٍ قليلةٍ من البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والفوسفور، والحديد، والفيتامين C، والفيتامين A.
كيف تستطيع الحصول على المزيد من النعناع ضمن نظامك الغذائي؟
إضافة النعناع وسيلةٌ جيدةٌ لإعطاء النكهة إلى طبقك أو مشروبك دون الإفراط في زيادة السعرات الحرارية والسكر والصوديوم. ويُنصح بإضافةِ أوراق النعناع الطرية الطازجة في مراحل الطبخ الأخيرة للحفاظ على نكهتها وبنيتها الرقيقة.
وعند شراء النعناع، ابحث عن الأوراق اللامعة الخاليةِ من الشوائب أو البقع، ثم خزنها في أكياس بلاستيكية أو لفها وضعها في الثلاجة كي تحفظها حتى سبعةِ أيام.
يُذكر أن زراعة النعناع سهلةٌ جداً، إذ تكفيه أوانٍ صغيرةٌ على جانب نافذةٍ مشمسةٍ، جرّبوا زراعته في حدائقكم لتروا فعاليته في صدّ النمل والذباب.
يستخدم النعناع عادةً لإضافة النكهة على الأطباق الشرق أوسطية، مثل لحم الضأن والحساء والسلطات. ويمكن مزج عصير الليمون الأخضر وأوراق النعناع مع السكر أو المحلي الصناعي لإضافةِ القليل من الحلاوة إلى هذا المزيج من الطعوم القوية. كما يمكن أن تضاف أوراقه الطازجة إلى الماء مع شرائح الخيار لزيادة الانتعاش أيضاً، أو أن يُحضّر منقوع النعناع في الماء المغلي ويُترك مدةَ 5 - 6 دقائق.
المخاطر الصحية المحتملة لاستهلاك النعناع
لا تستخدم النعناع لمحاولة تهدئة المشاكل الهضمية إذا كانت الأعراض تعود لأمراض ارتجاع المريء GERD، إذ يمكنه أن يؤدي إلى تفاقم الحالة بسهولة.
من جهةٍ أخرى، يعدّ زيت النعناع الفلفلي ساماً بالجرعات الكبيرة، شأنه شأن المنثول النقي (مادة من زيت النعناع) الذي يُمنع تناوله عن طريق المعدة نظراً لسميّته أيضاً.
وعلى جميع الأهااي توخي الحذر، وتجنب وضع زيت النعناع على وجه الرّضع أو الأطفال الصغار، لأن ذلك قد يسبب تشنجاتٍ تمنع التنفس لديهم.
كما يُنصح بتوخّي الحذر عند تناول منتجات النعناع إذا كان الشخص يعاني - أو عانى سابقاً - من حصوات المرارة، مع ضرورة التحدّث إلى الطبيب المختص والتأكد من عدم تفاعل أي أدوية قد يتناولها الشخص مع النعناع أو زيته العطري.
المصدر: