الطب > متلازمات طبية
متلازمة داون: حقائق وخرافات
متلازمة داون هي اضطرابٌ وراثيٌّ يولَد الشخصُ تبعاً له بنسخةٍ إضافيةٍ من الصبغيّ21، إذ تُغيِّرُ هذه المادةُ الجينيةُ الإضافيةُ مسيرةَ تطوُّرِه، وتُسبِّبُ ظهورَ الصفاتِ المُرتبطةِ بمتلازمة داون.
وهناك كثيرٌ من الخرافاتِ عن متلازمةِ داون التي لا تزالُ تطفو على السطح حتى اليوم، ويتولّى مقالنا هذا مَهمّةَ إيضاحِها؛ فلنقرأْهُ...
الخرافةُ الأولى :متلازمةُ داون مُعديةٌ! أو يُمكِن لشخصٍ مُصابٍ بها أن ينقلَها لك!
متلازمةُ داون ليستْ مرضاً مُعدياً؛ ولا تُوجَدُ طريقةٌ تؤدّي إلى الإصابة بها بعدَ الولادةِ لأنَّها حالةٌ وراثيةٌ ناتجةٌ عن وجودِ صِبغيّ21 إضافيّ؛ أي إنَّها تتحدَّدُ بالتركيب الجيني كما يتحدَّدُ لون عينَيك، ولون شعرك، أو مدى طولك، والسببُ الدَّقيقُ للصِبغيّ الزائد الَّذي يؤدّي إلى "متلازمة داون" غيرُ معروف.
الخرافةُ الثانية: كلُّ الأطفالِ المُصابِين بمتلازمة داون يولدون للأمَّهاتِ المتقدِّمات في السن!
على الرغم من أنَّ فرصةَ إنجابِ امرأةٍ لطفلٍ مُصابٍ تزدادُ مع تقدُّمِ العُمر؛ فإنَّ 80٪ من هؤلاء الأطفال يولَدون لنساءٍ دون سن الـ 35، وذلك لأنَّ معدّلاتِ الولاداتِ أعلى لدى هذه الفئة العمرية.
الخُرافةُ الثالثة: جميعُ الأشخاصِ المصابين بمتلازمة داون سعداء!
كثيرٌ من الناسِ يعتقدون أنَّ الأشخاصَ المُصابِين بمتلازمةِ داون سُعداءُ دائماً، ولكن خلافاً لهذا الاعتقاد الشائع؛ فهُم ليسوا كذلك، بل إنَّهم يختبرون كلَّ عاطفةٍ نختبرُها من حزنٍ وفرحٍ وخوفٍ وغيرها.
الخرافةُ الرَّابعة: الأشخاصُ المُصابون بمتلازمة داون لا يعيشون أعمارَ الناسِ الطبيعيين!
كانت هذه الأسطورةُ صحيحةً في الماضي؛ إذ كان العُمرُ المتوقَّعُ لهم 25 عاماً، ولكن بسببِ التقدُّم في الطب - وخاصَّةً القُدرةَ على كشفِ عيوبِ القلب وعلاجِها - وصلَ متوسُّطُ حياتِهم إلى 58 سنةً، وعلى الرغم من ذلك يعيش العديد منهم أكثرَ من 60 عاماً، فأكبرُ مصابٍ في المملكة المتحدة يبلغُ من العمر 72 سنة.
الخرافةُ الخامسة: الأشخاصُ المصابون بمتلازمة داون لا يستطيعون التعلُّم!
اعتُقِدَ في الماضي أنَّ الأشخاصَ المصابين بمتلازمة داون غيرُ قادرينَ على التعلُّم؛ لأنَّ التطوُّرَ الروحيَّ الحركيَّ يتطلَّبُ زمناً أطول عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون؛ أي يتأخَّرونَ في الوصولِ إلى محطاتٍ مهمَّةٍ مثلَ الجلوس والحبوِ والمشي والكلام وغيرها، ولذلك لم يحصلوا على أيِّ نوعٍ من التعليم الرسمي، وأمَّا الآن فالعديدُ من البالغين المصابين بمتلازمة داون يدرسون في المدارسِ، ولديهم مِهَنٌ، ويشاركون في النشاطاتِ الترفيهية، وحتى يُمكِن لهم أن يتزوَّجوا؛ فضلاً عن أنَّ شكلَ الشخصِ المصاب لا يُحدِّدُ قدراتهِ المعرفية؛ أي إنَّ امتلاكَ الشخصِ العديدَ من السماتِ الشكليةِ المميِّزةِ لمتلازمة داون لا يعني أنَّ لديه معدَّلَ ذكاءٍ أقلّ، والعكس صحيح؛ أي تختلفُ كيفيةُ تأثيرِ المتلازِمة بين مصابٍ وآخر.
الخرافةُ السادسةُ: المصابون بمتلازمة داون لا يُمكِنُ لهم أن يتحمَّلوا عبءَ المِهَن!
يُمكِنُ للمرضى بالمتلازمة تأديةُ أعمالِهم على أكملِ وجه، فهم يشغلون مجالاً واسعاً من المِهَن؛ متضمّنةً المكاتبَ والمقاهيَ والمحلَّاتِ التجاريةَ على سبيل المثال لا الحصر، وفي كثيرٍ من الحالات؛ قد يكونُ الافتقارُ العامُّ إلى فُرصِ العمل هو المشكلة والعائق أمام العمالة.
الخرافةُ السابعة: المصابون بمتلازمة داون يرتادون مدارسَ مُخصصَّةً لهم!
يختلفُ مدى تأثُّرِ الأشخاصِ بالمتلازمة، وقد يكون من المناسبِ للطفل ارتيادُ مدرسةٍ مناسِبةٍ تؤمّنُ له الرعايةَ اللازمةَ، ولكن مع ذلك؛ فالعديدُ من الأطفالِ المصابين يذهبون إلى المدارس العادية كأقرانهم الأصحّاء.
الخرافةُ الثامنة : الأطفالُ المصابون بمتلازمة داون لا يستطيعون ممارسةَ الرياضة!
يُمكنُ للأطفالِ المصابين ممارسةُ الرياضة، ويجب ألَّا يمتنعوا عن المشاركةِ في الأنشطةِ الرياضيةِ أو الجماعيةِ، وقد فازَ بعضٌ منهم بالميداليات في الرياضةِ التي اختاروها.
الخرافةُ التاسعة: يُمكِنُ لِمتلازمةِ داون أنْ تكونَ وراثيةً!
يُمكِن للشذوذِ الصِّبغي أن يورَّث للأبناء من الآباء إذا كانوا يحملون الصِبغيَّ المُعدَّل، ولكن يُعتَقدُ أنَّ معظمَ حالاتِ متلازمةِ داون تكونُ ناجمةً عن طفراتٍ جديدةٍ وليست وراثيةً.
وفي النهايةِ؛ فإنَّ الأشخاصَ المصابين بمتلازمةِ داون هم أناسٌ لهم كيانُهم المميَّزُ الخاصُّ بهم، ولا تُحدِّدُ المتلازمةُ كينونتَهم أو مقدراتِهم، بل هي ببساطةٍ جزءٌ ممّا هم عليه.
المصادر: