الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
غزوُ القصاصاتِ الملوَّنة للبحارِ والمحيطات
تُصنع القصاصاتُ الملوَّنةُ منَ اللّدائنِ الدقيقة، وهي عبارةٌ عن قطعٍ من البلاستيك أبعادُها أقلّ من 5 ميليمتر طولاً، وهي مصنوعةٌ تحديداً من قطعٍ صغيرةٍ من بوليمر يدعى بولي إيتيلين تيرفثالات (PET)، والذي يعرف بـ "مايلر" كاسمٍ تجاريّ.
ومعَ أنّه من الممكنِ تصنيعُها بالقياساتِ كافّة، لكنْ تكونُ أبعادُ القصاصاتِ الملوَّنةِ عادةً مجرّد ميليمترٍ واحدٍ أو ما يقاربُ ذلك.
تشكِّلُ اللّدائنُ الدقيقةُ نسبةً كبيرةً من تلوّثِ المحيطات، وقد قَدَّرت دراسةٌ أُجريَت عام 2014 في مجلّةِ Plus One أنّ قرابة 5.25 مليارَ قطعةٍ من البلاستيك -الّتي تزنُ ما مجموعهُ 268.940 طنّاً- تطفو في بحارِ العالم، وشكّلتِ اللّدائنُ الدقيقة نسبةَ 92.4 بالمئة من المجموع الكلّيّ.
وقد وجدتِ الدراسةُ أنّ معظم هذه اللّدائنِ الدقيقةِ عبارةٌ عن رقائقَ سقطَت من موادّ بلاستيكيّةٍ أكبرَ حجماً، مثل زجاجاتِ المياه، ومعدّاتِ الصيد، وأكياسِ التسوّقِ البلاستيكيّة.
وتشكّلُ اللّدائنُ الدقيقةُ خطراً كبيراً على الحياة البحريّة نتيجةَ خطأ الكائناتِ البحريّةِ في اختيارِ غذائِها من بين الجسيمات العالقة في المياه.
فعلى سبيل المثال؛ غالباً ما تختارُ يرقاتُ سمكةِ الفرخِ الأوراسيّة أن تتغذّى على الموادّ البلاستيكيّةِ بدلاً من نظامِها الغذائيّ المُعتاد؛ وذلك وفقاً لدراسةٍ أُجريَت عام 2016 في مجلّة "Science".
وبالتأكيد فإنّ النظامَ الغذائيّ القائمَ على اللّدائن لا يعودُ بالفائدةِ على صحّةِ الأسماكِ على المدى الطّويل ولا يضمنُ بقاءها على قيد الحياة، وقد لُوحظَ أن العوالقَ الحيوانيّة "Zooplankton" -وهي قاعدةُ السلسلةِ الغذائيّةِ للمحيطات- تتغذّى بدورها على اللّدائن أيضاً.
وهنا يكمنُ السؤال؛ هل سنتوقّف عن تداول هذه القصاصاتِ الملوّنةِ على الرغم من الجمالِ الّذي تُضفِيه على أعيادنا؟ وهل سنتمكّن من إيجادِ قوانينَ بيئيّةٍ تُساهم في الحدّ من انتشارها؟!
المصدر: