كيف نُسعِفُ الحروقَ؟

على الرغم من تطوُّرِ الطب على نحوٍ سريع ودخولِ مختلفِ التقنياتِ إلى المشافي والعيادات؛ لم تقلَّ أهميةُ معرفة مبادئِ الإسعاف الأولي أو إتقانِها، والذي يتألفُ من مجموعةِ إجراءاتٍ يمكنُ تنفيذُها باستخدامِ أدواتٍ بسيطةٍ، ونستطيع بواسطتها تقديمَ المساعدةِ للمصابِين حتّى يصلَ المسعفون المتخصصون أو يُنقَلَ المصابُ إلى أقربِ مشفى.

وتُعدُّ الحروقُ من أكثر الإصاباتِ حدوثاً، ويُشاعُ العديدُ من المبادئِ الخاطئة عن إسعافِ الشخصِ المُصابِ بها، وما علينا بدايةً إلّا إبعادُ الشخصِ المصابِ عن مُسبِّباتِ الحرق والتأكُّدُ من عدم وجود أيِّ شيءٍ مهدِّدٍ للحياة،  ومن ثمَّ إبعادُ الثيابِ المُحيطةِ بمنطقةِ الحرق أو المغطيّةِ لها، معَ الحِرصِ على عدم إزالةِ أيِّ جزءٍ من القماشِ المُلتصِقِ بها.

وفي حال كان الحرق سطحياً؛ علينا أن نقومَ بتبريدهِ عن طريقِ غمرِه بالماء البارد أو وضعِه تحتَ صنبورٍ من الماءِ الجاري مدَّةَ ٢٠ دقيقة، وأمَّا إذا كان الحرق عميقاً فإنَّ غمرَ منطقةِ الإصابةِ بالماء يُعدُّ إجراءً خاطئاً، وقد يؤدّي إلى انخفاضٍ كبيرٍ في درجةِ حرارة المصاب، ويُعَدُّ وضعُ الثلج على منطقة الإصابة خاطئاً أيضاً؛ لأنَّه قد يزيد من تضرُّرِ الأنسجة.

وبعد ذلك لابدَّ من تغطيةِ الحرق بضمادٍ رطبٍ مُعقَّمٍ أو بأيّةِ قطعةٍ من القماش الرَّطبِ الذي لا يلتصقُ بالجلد، وذاك مع رفعِ منطقةِ الإصابةِ إلى مستوىً يعلو مستوى القلب إن أمكن.

ويجبُ الحرصُ على عدم إزالة أيِّ جزءٍ من الجلد المقشور بسبب الحرق أو إحداثِ ثقبٍ في أيٍّ من النفطاتِ (البثرات) المُتشكِّلةِ المملوءةِ بالماء؛ وفضلاً عن ذلك يجب التحقُّقُ من حفاظِ المريضِ على دفئه عن طريق تغطيتهِ ببطانيةٍ مع الحرصِ على عدم مُلامَسةِ البطانيةِ لمكانِ الحرق.

إذا كان الحرق سطحياً يُمكِنُ المتابعةُ بتطبيقِ كريم مُرطِّبٍ على الحرق بعد تبريدِه بالماء، و من ثمَّ تضميده بشاشٍ مُعقَّم، أو يمكنُ تناولُ المُسكِّناتِ المأخوذةِ دون وصفة over-the-counter كالبروفين والباراسيتامول لتخفيف الألم أيضاً، و يجب الجلوسُ على نحوٍ مُنتصِبٍ لتخفيفِ التورُّم إذا ما كان الحرقُ في منطقةِ الوجه والعينَين.

وأمَّا إذا كان الحرق عميقاً فيجبُ مراقبةُ المريض - بعد تغطيةِ منطقةِ الحرق - لتحرّي أيّةِ علامةٍ من علاماتِ الصدمة shock (كفقدانِ الوعي، والشحوبِ، والتنفُّسِ السطحي).

المصادر:

هنا 

هنا 

هنا 

هنا