العمارة والتشييد > البوم معماري
الباوهاوس Bauhause مذهبٌ جماليّ للفنونِ والحرف
الأمر الملفت عند النظر إلى مبنى الباوهاوس Bauhause في العاصمة الألمانيَّة برلين جدليَّةُ الارتباطِ بين البناء والفكرة وبين أداةِ العرض وموضوع العرض؛ إذ يرتبطُ التَّصميمُ الخارجيّ للمتحف ارتباطاً وثيقاً بمضمونِ المتحف نفسه ليكون تحفةً فنيَّةً معروضةً إضافةً إلى كونه مكاناً للعرض.
صُمِّم المبنى من قِبل مؤسِّس مدرسة الباوهاوس Bauhause والتر غروبيوس Walter Gropi بتكليفٍ من مجلسِ مدينة ديساو Dessau إذ موّل المجلس المشروع وقدَّم موقع البناء أيضاً.
ووضِعَت مسودةُ التَّصاميم في مكتب غروبيوس Gropius الخاص وصُنِعَت التَّجهيزات الدَّاخليَّة في ورش الباوهاوس Bauhause.
كانت الباوهاوس Bauhause مدرسةً في فايمارWeimar في البداية، لكنَّ تزايُدَ العداءِ السِّياسيّ من قِبَلِ الاشتراكيين الوطنيِّين أرغمَها على الانتقال إلى ديساو Dessau، واستغلَّ غروبيوس Gropius هذه الفرصة ليبني مدرسةً تعكسُ أمنياته بالتَّعليم الذي سيُعطى ضمنَ أسوارِها.
كانَ التَّصميمُ تطوُّراً لفكرةِ غروبيوس Gropius بتشييدِ مصنع فاغوس Fagus قبلَ الحربِ العالميَّةِ الأولى في منطقةِ Ahlfeld an der Leine، إذ نجدُ في كلا المبنَيين واجهةً زجاجيَّةً محمولةً على الهيكلِ الإنشائي تؤمِّنُ رؤيةَ الفعاليَّات التي تحدثُ في الفراغات الداخليَّة، وتوفِّرُ رؤيةً واضحةً للعناصرِ الإنشائيَّة الحاملة في جناحِ ورشةِ العملِ في ديساوDessau.
صمّمَ غروبيوس Gropius الأقسامَ المتنوّعة من البناء على نحوٍ مختلفٍ مقسِّماً إيَّاهم بانتظام تبعاً للوظيفة، فقد وزَّعَ الأجنحةَ على نحوٍ غير متناظر، فلا يمكنُ إدراكُ التَّكوين الشكليّ غير المركزيّ للمبنى إلَّا بالتحرُّكِ حوله.
تتضمَّن الإنشاءاتُ المنتشرةُ المتراميةُ الأطراف في مخطّطات الباوهاوس Bauhause في ديساو Dessau فراغات التَّدريس ومبيت الطلّاب وأعضاء الهئية التدريسيَّة وقاعة اجتماعات ومكاتب اندمجت جميعها معاً على هيئةِ حلقةٍ دائريّة.
يتألَّفُ المبنى من ثلاثة أجنحةٍ تتّصلُ بواسطة الجسور، إذ ترتبطُ المدرسة مع فراغات الورشة عن طريقِ جسرٍ ضخمٍ مؤلَّفٍ من طابقين ويحوي في طابقهِ الأوَّل الغرفَ الإداريَّة.
وتتَّصلُ وحدات المبيت ومبنى المدرسة عن طريق جناحٍ يؤمِّنُ سهولةَ الوصولِ إلى قاعةِ الاجتماعات، وغرفِ الطّعام، ويحتوي الجناحُ التّعليميّ الإدارة والقاعات التدريسيّة وغرفة الكادر ومكتبةً ومختبراً فيزيائيَّاً، كما جُهِّزَ القبو بالكامل إضافةً إلى طابقٍ أرضيٍّ محمول وطابقين عُلويّين.
كان غروبيوس Gropius مهتمّاً بالهيكليّة الشّاملة والتّطوّرِ التقنيّ، وصمَّمَ هذه المدرسة الثّوريّة لطلَّاب الهندسة المعماريّة والتّصميم.
يمكنُ ألَّا يعجبَ هذا المبنى الكثيرين، لكنَّه ثورةٌ في عالمِ العمارة، وعملٌ تناقله واقتبس منه كل المعماريّين من مشارقِ الأرضِ ومغاربها، ولكنَّه لم يُنقل من أحد واستطاعَ تغيير شكل العمارة في العالمِ كلِّه.
مصادر المقال :