مدينة منبج السوريَّة: اكتشاف آثار كنيسةٍ مسيحيَّةٍ عمرها 17 قرناً

"كنت متحمسا جداً، لا يمكنني وصفُها حقا ً"؛ هذا ما صرَّح بهِ عبد الوهاب شيكو؛ رئيسُ لجنةِ الاستكشافِ في دائرةِ آثارِ منبج لصحيفةِ فوكس نيوز بخصوص الاكتشافِ الجديد، والذي يُعتَقَدُ أنَّه ملجأٌ مسيحيٌّ قديم أو كنيسة؛ إذ يعود إلى قرونٍ قريبةٍ من وجودِ المسيح خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية.

وكدلالةٍ على الأهمية البالغةِ للموقعِ المُكتشف، عُثِرَ بين القطع الأثرية على رفاتٍ بشريَّةٍ ضمن مدافن لأشخاص سكنوا المكان، بالإضافة إلى العديد من الصُلبان المحفورة في الأعمدةِ والجدرانِ والكتاباتِ المنقوشةِ على الحجرِ. وتُقثَطَعُ الساحة ُ الأثريَّةُ بأنفاق ضيّقة رفوفها محدّدةٌ بشكلٍ يسمحُ للضوء بالدخولِ وتوفيرِ النور للمصلِّين.

وتوجدُ كذلك أحجارٌ كبيرةٌ كأبوابٍ مخفيَّة، وعددٌ كبيرٌ من الطُرُقِ ضمن الأنفاق إضافةً إلى ثلاث درجاتٍ من الحجرِ الخام المؤدية إلى ما يُعتقدُ بأنه مذبَحٌ استُخدِمَ لفترةٍ مؤقتةٍ!

إن اكتشاف الكنيسةِ التي سُمِّيت بـ "الكنيسة السرية" والعائدةِ  إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي يُعدُّ اكتشافا ً مهما ً وفقاً لما ذكره أحد علماء الآثار الأمريكيين البارزين.

"يشير هذا الاكتشافُ إلى وجودِ عددٍ كبيرٍ من المسيحيين في المنطقة، والذين شعروا بحاجةٍ لإخفاء أنشطتهم"، هذا ما قاله البروفيسور John Wineland  أستاذُ التاريخِ وعلمِ الآثار في جامعة Southeastern الأمريكية، كإشارةٍ إلى اضطهادِ الحكومةِ الرومانيَّةِ لمعتنقي المسيحيَّةِ والذي كان شائعاً في تلك الفترة.

وقد أضاف Wineland  أنه واستنادًا إلى الصورِ الفوتوغرافيةِ التي عرضَتْها عليه فوكس نيوز، يبدو أن الأشرطة المنحوتة في الجدران بجانب التصاميم الهندسية المتسقة مع العصر الروماني قد أضيفت لاحقًا وذلك بعد ازديادِ القبولِ للعقيدةِ المسيحيَّةِ في المنطقة.

منبج: مدينةٌ سوريةٌ تقعُ في شمالِ شرقِ محافظةِ حلب بالقُربِ من الحدود التركيَّة، وتبعد  18 ميلاً غربَ الفرات، وتُعدُّ واحدةً من أقدمِ المُدُنِ في سوريا وأكبرها قيمةً، بالنظر إلى شهرةِ المنطقةِ في القرون التي تلت تأسيسَ المسيحيَّةِ.

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا