عمليَّةُ "الليزك" لتصحيحِ البَصر

مَا هي عَمليّةُ الليزَك ؟

عمليةُ الليزك هي تَعديلُ شَكْلِ القرنيّةِ بِاستعمالِ اللّيزر لعلاجِ الأشخاصِ الّذين يُعانونَ من حَسرِ البَصَرِ أو من مدّ البصرِ أو من اللابؤرية.

يُعِيدُ الطّبيبُ تَشكيلَ القرنيّةِ (القُبّةِ المُدوَّرة الموجودةِ في القسمِ الأمامي من العين) إذ يُمكِنُها تَركيزُ الضوءِ على نحوٍ صحيح على الشَّبَكيّةِ الواقعةِ في الجزءِ الخَلفيّ من كُرَةِ العين.

ما هي الحالاتُ المَرضيّةُ الّتي تُعالِجُها عمليةُ الليزك؟

حَسرُ البصرِ: هي الحالةُ الّتي يَرى بها المُصابُ الأشياءَ القَريبَةَ بِوضوحٍ، ولكنَّ الأشياءَ البعيدةَ قد تظهرُ غير واضحةٍ، وتَحدُثُ عندما تَكونُ كُرَةُ العَينِ أطولَ قليلاً من الحدودِ الطّبيعيةِ أو عندما تَتحدَّبُ القرنيةُ بِشدةٍ ممّا يَجعَلُها تُرَكِّزُ أشعةَ الضّوءِ أمامَ الشّبكيّةِ وتَطمسُ الرّؤيةَ البعيدةَ؛ إذ يُمكِنُ للمُصابِ أن يرى الأشياءَ القريبةَ على نحوٍ أكثر وضوحاً، ولكن لا يمكنه رؤيةُ الأشياء البعيدة.

مدُّ البصر: هي الحالةُ التي يرى بها المصابُ الأشياءَ البعيدةَ بوضوح، ولكنَّ الأجسامَ القريبةَ تكون غير واضحة، وذلك عندما تكون كرةُ العين أقصرَ من الحدود الطبيعية أو القرنية مُسطَّحةً جداً؛ فيُركَّزُ الضوء وراءَ شبكيةِ العين بدلاً من أن يكون تركيزُه عليها، ممَّا يجعلُ الرؤيةَ القريبةَ غيرَ واضحة.

اللابؤرية: تُسبِّبُ اللابؤريةُ الرؤيةَ الضبابيةَ الشاملةَ، وتحدثُ عندما تتحدَّبُ القرنيةُ أو تتسطَّحُ على نحوٍ غيرِ متساوٍ أو غيرِ مُنتظمٍ، والنتيجةُ هي اللابؤريةُ؛ ممَّا يجعل رؤيةَ القريبِ والبعيدِ مُضطرِبةً.

كيف تجرى عملية الليزك؟

بدايةً تُخدَّرُ العينُ ببضعِ قطراتٍ من مُخدِّرٍ موضعيٍّ، ثم يوضَعُ حاملُ الجفنِ بين الجفنَين للحفاظِ عليهما في وضعيةِ الفتحِ فيُمنَعُ المريضُ من الطَّرفِ بعينه، ثم تُوضَعُ حلقةُ امتصاصٍ حولَ القرنية لرفعِها وتسطيحِها؛ فتساعدَ على منعِ العين من الحركة، وقد يشعرُ المريضُ بالضغطِ من حاملِ الجفن وحلقةِ الامتصاص على نحوٍ مُشابِهٍ لإصبعٍ تضغطُ بقوَّةٍ على الجَفن.

منَ اللحظةِ التي تُوضَعُ فيها حلقةُ الامتصاص على العين حتَّى إزالتها تكونُ الرؤيةُ قاتمةً أو سوداءَ، وحالما تتسطَّحُ القرنيَّةُ تُنشأُ سديلةٌ (طبقةٌ رقيقةٌ من الخلايا) باستخدامِ جهازٍ آليٍّ من أنسجةِ القرنية بواسطةِ الليزر أو المَشرَطِ، ثم تُرفَعُ هذه السديلة وتُطوَى فيوضَعُ جهازُ الليزر فوق العين؛ ويُدعَى الإكزيمر excimer، والذي يكونُ مُبرمَجاً مُسبقاً على قياساتِ عين المريض.

يتحقَّقُ الجراحُ من وضعِ الليزر على نحوٍ صحيح، ويطلُبُ من المريضِ النَّظَرَ إلى ضوءٍ مُحدَّدٍ خاصٍّ في أثناءِ قيامِ الليزر بنحتِ أنسجة القرنية، وبعدَ الانتهاءِ من عمليةِ التصحيح؛ يعيدُ الجرَّاحُ السديلةَ إلى مكانِها ثمَّ يُنعِّمُ الحواف. وتلتصقُ السديلةُ على أنسجةِ القرنيَّةِ في غضون دقيقتَين إلى خمسِ دقائق، ولا يعودُ هناك من حاجةٍ للقُطَبِ أو الغَرزات.

يجبُ أن يرافِقَ المريضَ شخصٌ يوصِله إلى منزلِه بعد العملية، لِيأخذَ قيلولةً أو لِمُجرَّدِ الاسترخاء.

وللمساعدةِ في حمايةِ القرنيَّةِ في فترةِ شفائِها؛ قد يضعُ الجرَّاحُ واقيًا شفَّافًا على العينِ للحمايةِ من الصدماتِ العرضيةِ ولتذكيرِ المريضِ بعدمِ حكِّ العين، وقد يحتاجُ المريض إلى ارتداءِ الواقي عند النوم فقط. وسوفَ يَصِفُ الطبيبُ القطراتِ العينيةِ للمساعدةِ في شفاءِ العين وتخفيفِ جفافِها.

ويُمكِنُ أن يستغرقَ تحسُّنُ البصرِ الكامِل وشفاؤُه والتخلُّص من كلِّ الآثار الجانبيةِ للعمليّةِ من ثلاثةِ أشهرٍ إلى ستة.

ما مخاطرُ عمليةِ الليزك؟ وما آثارُها الجانبية؟

عمليّةُ الليزك - مثلُ أيَّةِ عمليةٍ جراحيَّةٍ - لها مخاطرُ ومضاعفاتٌ مُحتمَلةٌ ينبغي لنا أخذها بالحُسبان، ومع ذلكَ فمُعدَّلُ المضاعفاتِ الإجماليةِ مُنخفِضٌ، ولكنَّ كلّاً من الالتهابِ أو الإنتانِ هما احتمالانِ واردانِ مثلَ أيِّ إجراءٍ جراحيٍّ، ويُمكِنُ علاجُها عادةً بالأدوية.

وهناك آثارٌ جانبيةٌ أُخرى مُمكِنةُ الحدوثِ؛ كالرؤيةِ غيرِ الواضحةِ وخاصةً في الليل، أو جفافِ العين، أو رؤيةِ الهالاتِ والبُقَع، أو الإحساسِ بالألمِ أو الحكَّة.

وفي بعض الأحيان؛ قد تكونُ هناكَ حاجةٌ إلى عمليةٍ جراحيةٍ ثانيةٍ، وتُدعَى هذه الحالةُ "إعادةَ المعالجةِ" أو "التعزيزَ" لتحقيقِ تصحيحِ الرؤيةِ المطلوب.

المصدر:

هنا

هنا

هنا