المعلوماتية > مسابقات ومؤتمرات
المسابقةُ الوطنيَّةُ الرّابعة للروبوت ARC4.
عِلمُ الرّوبوت هو العلمُ الّذي يدمج العديدَ من التخصّصات في آنٍ معًا؛ من علمِ الكهرباء والميكانيك إلى علومِ الرّياضيّات والفيزياء، ويعملُ على تحويلِها من موادَّ نظريَّةٍ يتلقَّاها الطَّالبُ في المدرسة إلى موادَّ عمليَّةٍ مرتبطةٍ بحياته اليوميَّة، ويستطيعُ رؤية نتائجِ تجاربِها على أرضِ الواقع.
أُقيمَت البطولةُ السَّنويَّة الرَّابعة للرّوبوت ARC4 في كلٍّ من لبنان وسورية لتعزيزِ مشاركةِ الطّلاب في النَّشاطات العلميَّة، وشاركت فرقٌ سوريَّةٌ عدّةٌ في المسابقة الّتي أُقيمَت في شهرِ نيسان الفائت في بيروت تحتَ عنوان "الرّوبوت في خدمة البلديَّات".
دخلت الروبوتات في مجالاتٍ عديدة، وبدأت تطبيقاتها تنتشرُ على نحوٍ واسعٍ وسريع، وتزدادُ استخداماتنا لها في الحياة اليوميّة شيئًا فشيء؛ إذْ نرى اليوم الروبوتات التي تعملُ في الفضاء وتسير على الكواكب، وتلكَ التي تعمل في المفاعلات النووية، وأخرى تعمل في المستشفيات والمدارس والبيوت، ولعلّ الاستخدامَ الأهمَّ لعلمِ الرّوبوت - في أيّامنا هذه - يكمنُ في المجالاتِ الخدميَّة، ولاسيّما في الأمورِ الّتي تُخفِّف الأعباءَ والتّكاليفَ على الإنسان، وتساعدهُ في حلّ الثّغراتِ والمشاكل الّتي قد يصعبُ حلّها على البشرِ أو تصعبُ معالجة آثارِها، ولهذا كلّه؛ كان موضوعُ المسابقةِ في هذا العام "الرّوبوت في خدمةِ البلديّات".
وتهدفُ هذه البطولةُ إلى تعزيزِ مشاركةِ طلّاب الجامعاتِ والمدارس وهواةِ التّكنولوجيا في تصميمِ وبرمجةِ الرّوبوتات لتؤدّي مهامّ معيَّنة؛ إذْ إنّ العملَ على نشرِ ثقافةِ وعلومِ تكنولوجيا الرّوبوت أمرٌ مهمٌّ في مجتمعِنا ومدارسنا لأجلِ إعدادِ جيلٍ يعتمدُ على صناعةِ المعرفة؛ فيكونُ مُنتجًا للتّكنولوجيا، وليسَ مستهلكًا لها فحسب.
وأُقيمت البطولةُ الوطنية في 7- نيسان - 2018 في صالةِ تشرين الرّياضيَّة في دمشق، وشاركَ فيها أكثر من 70 فريقًا من أغلبِ المحافظاتِ السّورية ينتمونَ إلى 20 ناديًا من نوادي الرّوبوتيك المحليّة.
الفيديو الخاصّ بالبطولة السنويّة الرّابعة للروبوت - سورية ARC 4 SYRIA
توزّعت المُسابقة إلى 3 فئاتٍ أساسيَّةٍ، وتُدرَجُ جميعُها تحت عنوان "الرّوبوت في خدمة البلديّات".
الفئةُ الأولى:
- سباقُ تتبّعِ الخطّ للمرحلةِ الإعداديَّة للطّلاب من عمر 12 - 15 عامًا.
- الفريقُ مؤلَّفٌ من 2 إلى 4 أعضاء.
- تهدفُ إلى تصميمِ وبرمجةِ روبوتٍ ذاتيّ الحركة (لا يُسمح باستخدامِ أجهزةِ التَّحكم عن بعد)، وقادرٍ على تخطّي مضمارٍ محدّدٍ موجودٍ على حلبةٍ في أسرعِ وقتٍ ممكن.
- تجري المُسابقة هذه على ثلاث مراحل، والرّوبوتُ الّذي يتخطَّى المسارَ الأوَّل بأسرعِ وقتٍ وبنجاح، يتأهَّلُ إلى المرحلةِ التَّالية، ومن ثمَّ إلى المرحلةِ الأخيرة.
صورة توضيحية للمسار في المرحلة الثَّالثة من المسابقة:
فيديو لأحدِ الرّوبوتات المشاركة في المسابقة
الفئةُ الثَّانية:
- مسابقةُ السّومو روبوت للمرحلةِ الثَّانوية، للطّلاب من عمر 16-19 عامًا.
- الفريقُ مؤلّفٌ من 2 إلى 4 أعضاء.
- هي مصارعةٌ بين روبوتَين على حلبةٍ خاصَّة، يتحرّكُ الرّوبوتان أوتوماتيكيًّا بعدَ خمس ثوانٍ من إطلاقِ صافرةِ بدءِ إعلانِ الجولة، ولا يجوزُ التَّحكم بهمَا عن بعد، والرّوبوت الّذي يخرجُ عن المسار يخرجُ من المُسابقة، ويفوزُ الرّوبوت الخَصم.
صورٌ من أجواء المسابقة في أثناءِ تشغيلِ روبوتَين لمصارعة السّومو:
الفئةُ الثَّالثة:
- مسابقةُ المشاريعِ التّكنولوجيّةِ المفتوحةِ للمرحلةِ الجامعيَّة لطلّاب الجامعات.
- الفريق مؤلّفٌ من 2 إلى 4 أعضاء .
- تخدمُ المشاريعُ فيها تنفيذَ مهمَّاتٍ لها علاقةٌ بتسهيلِ الأعمالِ البلديّةِ كافّةُ وتنظيمِها وتحسينِها؛ كصيانةِ الطّرقاتِ وتجميلِها وتنظيمِ المرور ومعالجةِ مسألةِ المواقف ومعالجةِ النّفايات والمراقبةِ الصّحية والسّلامةِ العامّة وراحةِ المواطنين وإطفاءِ الحرائق ومعالجة السيول… وغيرها الكثير.
ونُفِّذت مشاريعُ تكنولوجيَّة عن موضوعِ مساعدةِ الرّوبوت للبلديَّات في تنفيذِ أعمالها في شتَّى الميادين؛ لذا كان العملُ على مشاريعَ قابلةٍ للتَّصنيعِ ولديها قدرةٌ تنافسيَّة، وكانت تكلفةُ التَّصنيعِ ضمنَ الحدودِ المقبولةِ للمهامّ المرادِ تنفيذها، وبالإمكانِ تسويقها في البلديَّات.
صورة أحد المشاريع الجامعية المشاركة في المسابقة
ما الأدواتُ المُستخدمة في بناءِ الرّوبوتات؟
بُنيَت الرّوبوتات باستخدامِ التّجهيزاتِ التِّقنيّة من Arduino uno ومحرّكاتِ DC وحسّاساتٍ متنوّعةٍ مثل حسّاس الأشعةِ تحتِ الحمراء IR وحسّاسات إضاءة Light sensors، في حينِ أنّ هيكلَ الرّوبوت كانَ مسألة اختياريّة للفريق (جميعُ المواد الّتي يُريدها الفريق مسموحةٌ، من خشبٍ أو حديدٍ أو بلاستيك) لبناءِ تصميمِهم الخاصّ، وعلى أساسه اختيرَت الفرقُ الفائزةُ بجائزةِ افضلِ تصميم.
ولمعلوماتٍ إضافيّة عن لوحة Arduino يمكنُك قراءةُ مقالاتِنا الآتية هنا و هنا.
وتعتمدُ مسابقاتُ الرّوبوت الوطنيّة والإقليميّة على تنفيذِ مشروعاتٍ تكنولوجيَّةٍ تُعبِّر عن أفكارٍ إبداعيَّةٍ للمساعدةِ في حلّ العديدِ من المُشكلاتِ وجعلها قابلةً للتّطبيق.
وفي نهايةِ المُسابقةِ الوطنيّة؛ تأهلّت تسعةُ فرقٍ سوريَّةٍ - الفرقُ الفائزةُ بالمراكزِ الثّلاثة الأولى عن كلّ فئة - للمشاركةِ في منافساتِ أكبرِ بطولةٍ عربيَّةٍ في مجالِ الرّوبوت معَ 147 ناديًا لبنانيًّا؛ والّتي أُقيمت في كليَّةِ العلومِ في الجامعةِ اللّبنانيَّة في بيروت 21 نيسان 2018.
صورة الفرقِ السّورية المشارِكةِ في البطولة الوطنيَّة الرّابعة للرّوبوت ARC 4 في بيروت.
وبالتّدريبِ المكثَّفِ والمستمِرّ؛ أحرزتِ الفرقُ إنجازاتٍ ونجاحاتٍ مميَّزة؛ إذْ حازت ثلاثةَ كؤوسٍ في البطولةِ السَّنوية الرّابعة للرّوبوت ARC 4 في بيروت.
1- كأسُ المركزِ الأوَّل في مُسابقة Open Sumo لفريقِ Mega-Bot من الجمعيَّة العلميَّة السّورية للمعلوماتيَّة - اللاذقية، بالإضافةِ إلى منحةٍ دراسيَّةٍ لأعضاءِ الفريقِ من جامعةِ بيروت الدّوليّة.
2- كأسُ المركزِ الثَّاني في مسابقةِ المشاريع للفئةِ الجامعيَّة لفريقِ Challenge SY من المعهد العاليّ للعلوم التطبيقيَّة والتّكنولوجيا.
3- كأسُ المركزِ الثّاني لأفضلِ تصميمٍ في مسابقةِ تتبّع الخطّ Line Race لفريقِ Future من الجمعيَّة العلميَّة السّورية للمعلوماتيَّة - طرطوس.
وهذه السّنة هي الرّابعة على التّوالي لمسابقةِ الـ ARC، على أملِ التّوسّع بها نحوَ العالميَّة، إذْ إنَّه من المُتوقَّع مشاركةُ كلٍّ من مصرَ وسلطنةِ عمان والعراق وإيران في العام المُقبل.
وإنَّ لهذهِ النَّشاطاتِ أهميَّةٌ كبيرةٌ في إبرازِ طاقاتِ اليافعين وقدراتِهم، وهيَ تفتحُ آفاقًا جديدةً أمامَهم للتخصّص في فروعِ الهندسةِ الحديثةِ نسبيًّا والتمكّن من مهاراتِ القرن الواحد والعشرين..
وتهدفُ البطولةُ إلى توفيرِ بيئةٍ مناسبةٍ لتبادلِ الخبراتِ في مجالِ تعليمِ الرّوبوت؛ ما يُساهِمُ في نشرِ ثقافةِ علوم الرّوبوت، وتُساعدُ في تنميةِ وتعزيزِ مهاراتٍ تربويَّةٍ علميَّةٍ أساسيَّة، كالعملِ الجماعيّ والإبداعِ والتّفوّقِ وحبّ التّكنولوجيا والعلومِ والرّياضيات الهندسيَّة.
الفيديو الخاص بالبطولة السنوية الرابعة للروبوت - لبنان ARC 4
المصدر:
الجهة المنظمة للبطولة - جمعية كلمات هنا;