الطب > سؤال طبي
هل من الطبيعي أن يُولَدَ الطفلُ برأسٍ منبعِج ومتطاول؟
أجل - عزيزتي الأمّ- قد يُولَدُ طِفلُكِ برأسٍ غيرِ متناظرٍ و متطاولٍ، ويكونُ ذلكَ أمرًا طبيعيًّا لا يدعو إلى لقلقِ؛ إذ إنَّ رأسَ الوليدِ يعودُ إلى الشكلِ الدائريِِّ عادةً في غضونِ الأُسبوعِ الأوّلِ من ولادتِه، وقد تلاحظين بعضَ التورّمِ في أعلى رأسِ وليدِكِ أيضًا؛ والذي ينتجُ بدورِهِ عن تجمُّعِ الدمِ تحتَ الفروةِ، وهو ما قد يُعدُّ أمرًا طبيعيًّا أيضًا إلاّ إذا كانَ التورّمُ شديدًا؛ فيجبُ حينها مراجعةُ الطبيبِ.
وتحدثُ كلتا الحالتَين عادةً جرَّاءَ الولادةِ الطبيعية؛ إذ ينضَغِطُ رأسُ الوليدِ عند عبورهِ قناةَ الوِلادةِ المِهبليّةِ، ولأنَّ عظامَ جُمجمةِ الوليدِ ما تزالُ غيرَ ملتحمةِ الدّروز (وهو ما يُدعَى باليوافيخ والتي نَجدُها في منطقتَين أعلى رأسِ الوليدِ)؛ فإنَّ ذلكَ يمنحُها المرونةَ والقدرةَ على التقولبِ، ممّا يُسَهِّلُ عبورَ رأسِ الجنينِ في أثناءِ الولادةِ، وقد لا يحدثُ هذا الانضغاطُ في حالةِ المجيء المِقعديِّ للطفلِ، ولا يُشاهَدُ في حالةِ الولادةِ القيصريّة.
ومنَ الجديرِ بالذّكرِ وجودُ بعضِ الحالاتِ التي يَتغيّرُ فيها شكلُ رأسِ الوليدِ بعدَ الولادةِ بفترةٍ زمنيّةٍ معيّنةِ، ويحدثُ ذلكَ نتيجةَ نومِ الرّضيعِ على ظهرهِ ممّا يَزيدُ الضغطَ على مؤخرةِ رأسِهِ، وقد يحدث نتيجةَ الاستلقاءِ المتكرّرِ على الجانبِ نفسِه أيضًا؛ لأنَّ عظامَ جُمجمةِ الرَّضيع ما تزالُ مرنةً؛ مما قد يؤدِّي إلى عدمِ تناظرِ شكلِ رأسِه، ويمكنُ ملاحظةُ عدمِ التَّناظرِ عند النَّظرِ إلى رأسِ الطفلِ من الأعلى؛ فنجد تَسطُّحَ مُؤخّرةِ الرّأسِ في جهةٍ أكثرَ من الجهةِ الأخرى.
ولا يدعو عدمُ تناظرِ رأسِ الوليدِ إلى القلقِ؛ فهو لا يؤدِّي إلى أيَّةِ أذيّةٍ دماغيّةٍ لطفلِك وكذلك لا يؤثّرُ على تَطوّرِه؛ ولكنْ قد يُنصَحُ ببعضِ الإجراءاتِ للتَّخفيفِ من ذلكَ؛ كحمْلِ الطِّفلِ وهو مُستَيقِظٌ لتخفيفِ الضَّغطِ عن رأسِه، وكذلكَ التّغييرِ المستمرِّ لوضعيّةِ الطِّفلِ في أثناءِ نومهِ، وقد يُفيدُ في ذلك وضعُ الرّضيعِ فترةً معينةً على أرضية متينة بوضعيّة الاستلقاءِ البطنيِّ.
وانطلاقًا من ذلكَ؛ يسعُنا القولُ أنَّهُ عِوضًا عن القلق إزاءَ شكلِ رأسِ وليدِك؛ يُمكنك الآن - عزيزتي الأم - أن تبدئي بالاستمتاعِ بشعور الأمومة بعيدًا عن تلك المخاوف.
وأخيرًا؛ نؤكدُ على وجوبِ متابعةِ طبيبٍ للطفل، ومراجعتِه عندَ حدوثِ أيِّ عرَضٍ أو تغيرٍ؛ ومن ثَمَّ الالتزامُ بتعليماتِه.
المصادر: