الكيمياء والصيدلة > تأثير أدوية
ACEIs أم ARBs في علاجِ الأمراضِ القلبية الوعائية؟
أظهرت مراجعةٌ جديدةٌ نُشِرَت في Journal of the American College of Cardiology أنَّ الأسبابَ الطبيَّةَ لاستخدامِ مُثبِّطِ الإنزيم المُحوِّلِ للأنجيوتنسين ACEI عوضاً عن مُضادِّ مُستقبِل الأنجيوتنسين ARB - المُساوي له بالفعالية وذي الآثار الجانبية الأقلّ - هي قليلةٌ؛ هذا إن وُجِدت.
وبعدَ مراجعةِ العديدِ من التجارِب السريرية العشوائية على أكثر من نصف مليون مريض؛ لم يتضّح أيُّ اختلافٍ بينَ هذين الصِّنفَين فيما يتعلَّقُ بالتأثير على ضغط الدم والنقطة النهائية البديلة لضغط الدم أو الوفياتِ الناجمة عن أمراض القلب الوعائية (احتشاءِ عضلة القلب، وقصورِ عضلة القلب، والسَّكتة) والفشل الكلوي في مراحله النهائية. ويتمثّلُ الفارقُ الوحيد في الآثار الجانبية لاستخدامِ مُثبِّطِ الأنزيم والمُحوِّل للأنجيوتنسين ACEI كالكُحَّةِ والوذمة الوعائية التي قد تؤدي إلى الوفاة، وهي أكثرُ انتشارًا لدى المرضَى ذوي البشرة الداكنة، وبذلك يُعَدُّ استخدامُ الـ ARB أكثرَ أمنًا.
وعلى الرغم من ذلك؛ ما زالَ الـ ACEI هو الخيارَ الأوَّلَ في علاجِ مرضى ضغط الدم، وأمَّا الـ ARB فيُعَدُّ البديلَ إذا لم يتحمَّلِ المريضُ الآثارَ الجانبيَّةَ الناجمةَ عن الـ ACEI.
وقد انقسمتِ آراءُ المُختصِّين بشأن استخدام الـ ACEI عوضًا عن الـ ARB إلى مُؤيِّد ومُعارِض، إذ أوضحَ الطبيبُ المسؤولُ عن المُراجعةِ أنَّه لا يوجدُ أسبابٌ مُقعنِةٌ للاستمرار باستخدام الـ ARB، وبالمقابل؛ لم يؤيّد بعضُ الأطباء ذلك على الرغم من إيضاحِهم أنَّ الدراساتِ والمعلومات المُتعلِّقة بالـ ACEI أكثرُ وأشمل. ولا يوجدُ إلى الآن دراساتٌ شاملةٌ عن ARB خصوصًا فيما يتعلَّقُ باستخدامهِ في علاجِ قصورِ عضلةِ القلب Heart Failure، إذ منَ الصعبِ إنجازُ تجربةِ مراقبةٍ للدواء الوهمي، وبذلك فإنَّ استخدامَ الـ ACEI سيبقى أساسيًّا ومُفضّلًا.
وكان لأحدِ المختصين وجهةُ نظرٍ أخرى بعيدًا عن التأييد أو المعارضة؛ إذ أوضحَ أنَّه طالما أنَّ استخدامَ أيٍّ من هذه الأدوية في علاجِ المرضى المحتاجين للعلاج؛ فإنَّ مسألةَ اختيار أحد الصنفَين هي مسألةٌ ثانوية. وأضاف أنَّه على الرغم من تفضيلِ الـ ARBs فيما يتعلق بالآثار الجانبية؛ لكنَّ التكلفةَ ستؤدّي دورًا وخصوصًا في البلدان منخفضةِ أو متوسطة الدخل، وبذلك فإنّه يُفضَّلُ أن يُترَكَ خيارُ اختيار أيٍّ من هذَين الصنفَين للطبيب والمريض بناءًا على التكلفة التي يستطيع تحمُّلَها، ونوَّهَ أخيرًا إلى أنَّ المشكلة الأساسيَّة تكمنُ في الحاجة للبحثِ عن طريقةٍ مناسبةٍ للتحكُّم في ضغطِ الدم بتكلفةٍ مناسبة، ممَّا سيجنِّبُ المرضى أمراضَ القلب الوعائية وكثيرًا من المُضاعَفات.
المصدر: