الطب > معلومة سريعة
البِيكَا وَ أَثَرُهَا على الْحَوامِل
يُسرِعُ النَّاسُ عادةً في تلبيةِ كلِّ ما تطلبُه المرأةُ الحامل، فيحضرونَ لها ما تشتهي نفسُها من أطعمةٍ، لكنَّ ذلك في بعض الأحيان قد يمثّلُ خطرًا على صحتها!
ذُكِرَت في إحدى المقالات حالةٌ سريريةٌ مُميَّزةٌ عن سيَّدةٍ في الشهر التَّاسع من الحمل تشكو من الإنهاك الشديد والدوخة، وبعدَ نقلِها إلى المشفى وإجراء مُختلِف التحاليل؛ تبيَّنَ أنَّها تعاني من مشكلاتٍ قلبية كاضطرابِ النَّظمِ القلبي، ومن نقصٍ شديدٍ في مستوياتِ البوتاسيوم في الدم، إضافةً إلى إصابتِها بِما يُسمَّى "انحلالَ الربيدات Rhabdomyolysis" (وهو حالةٌ من التدرُّك السريع للعضلاتِ الهيكلية).
ولم يعرفِ الأطبَّاءُ السببَ وراء هذا التدهور الصحي حتَّى اعترفتِ المريضةُ بأنَّها -ومنذ مدَّةٍ طويلةٍ- تتناوَلُ يوميًّا علبةً كاملةً من بيكربوناتِ الصوديوم أو "البيكينغ صودا"! وتُعرَفُ هذه الحالة باسمِ "شهوةِ الأشياءِ الغريبة Pica"؛ وهي اضطرابٌ غذائيٌّ يميلُ الشخص فيه إلى تناولِ موادَّ ليسَ لها أيّةُ قيمةٍ غذائيةٍ؛ مثل الطِّلاء أو التراب.
وقد مكثتِ السيدةُ في المشفى عدَّةَ أيَّامٍ، فاستمرَّت بتناولِها للبيكينغ صودا حتَّى لجأَ مُقدِّمو الرعاية إلى مراقبتِها في أثناءِ ما تبقَّى من فترة إقامتها، والتي تضمَّنت ولادَتها في اليوم الخامس.
ووجدتِ الدراساتُ ارتباطًا وثيقًا بين شهوةِ الأشياء الغريبة والحمل؛ إذ إنَّه وعلى الرغم من عدم قدرة الأطباءِ حتَّى الآنَ على تحديد سببٍ مُعيَّنٍ لحدوثه عند الحوامل؛ لكنَّ البعضَ يعزو ذلكَ إلى نقصِ أنواعٍ من المعادن والفيتامينات في الوارد الغذائي، ويتكهَّنونَ بأنَّ الرغبةَ الشديدةَ بتناولِ مثلِ هذهِ المواد تكونُ ناجمةً عن محاولةِ الجسم تعويضَ ذلك النقص.
و أخيرًا؛ ننوِّهُ إلى ضرورةِ تسليطِ الضوءِ على هذا الاضطراب، ولا سيَّما في أثناء الحمل؛ إذ لا يلقى كثيرًا من الاهتمامِ من مُقدِّمي الرعاية الصحية على الرغم من العواقبِ الَّتي قد تنتجُ عنه؛ كما في هذه الحالة.
وللمزيدِ من المعلومات عن متلازمةِ شهوةِ الأشياء الغريبة؛ يمكنكم مراجعةُ المقالَ الآتي:
المصادر: