حجمٌ صغيرٌ؛ لمفعولٍ كبيرٍ

تُعَدُّ الاكتشافاتُ الطبيةُ والدوائيةِ من أكبرِ حلباتِ السباقِ في القرنِ الحادي والعشرين؛ إذ يتنافسُ الباحثون لتحسينِ الطرائقِ العلاجيةِ الحاليَّةِ وتطويرها وابتكارِ وسائلَ جديدةٍ لمداواةِ المرضى، ويُعدُّ مفهومُ الجُرعاتِ الدقيقةِ من المفهومات المُهمَّةِ والحديثةِ في عالمِ الطبِّ والصيدلةِ؛ لأنَّه يَسمحُ بتطويرِ أدويةٍ ذاتِ كفاءةٍ عاليةٍ بتكاليفَ أقلَّ؛ نتيجةً لتوسيعِ أُفُقِ التجارِبِ الدوائيَّةِ على البشرِ من ناحيةِ السلامةِ والأمانِ.

فيتطلبُ ترخيصُ أيِّ دواءٍ إجراءَ تجارِبَ سريريةً على البشرِ للتأكدِ من فعاليتِه وعدمِ خطورتِهِ على المريضِ، وتُسبَقُ هذه التجارِبُ بدراساتٍ مكثَّفةٍ وبعددٍ كبيرٍ من الفحوصِ المكلفةِ التي تستغرقُ وقتًا طويلًا لتحديدِ سُمِّيَّةِ الجُرعةِ العلاجيةِ للدواءِ قبلَ إعطائِه للمرضى الموافقِين على تجرِبتِه والمُنضَوين في تجارِبَ سريريةٍ منظمةٍ ومرخصةٍ.

وهنا يأتي دورُ الجُرعاتِ الدقيقةِ؛ إذ تُخفِّضُ هذه الجرعاتُ احتماليةَ حدوثِ أيِّ تأثيراتٍ جانبيةٍ غيرِ مرغوبٍ بها؛ فإنَّ الجُرعةَ الدقيقةَ المستعملةَ في التجارِبِ السريريةِ قد تعادلُ جزءًا واحدًا من مئةِ جزءٍ 1/100 من الجُرعةِ العلاجيَّةِ؛ أي تُمكِّنُ الجُرعاتُ الدقيقةُ الباحثِين من دراسةِ آليةِ عملِ الدواءِ على خلايا الجسمِ بطريقةٍ منخفضةِ الخطورةِ، ومن تقليلِ مدةِ اختباراتِ السُّمِّيةِ وتكاليفِها التي تُجرَى قبلَ الاختباراتِ السريريةِ، وهنا تتبلورُ أهمَّيةُ الجُرعاتِ الدقيقةِ في مجالِ الاكتشافاتِ الطبيَّةِ والصناعاتِ الدوائيَّةِ.

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا