البيولوجيا والتطوّر > ألبـومـات
الأسلحة البيولوجية الأكثر فتكًا!
تتميَّز الأسلحة البيولوجية عن غيرها باستمراريتها وتجددها عند إطلاقها على مجموعة من البشر، وفي كثير من الأحيان لا نستطيع التنبؤ بماهيَّة المرض، أو سير الأعراض، أو كيفية انتشار العامل المُمرض، أو إذا كان معروفًا ومدروسًا من قبل إلا بعد فوات الأوان؛ لهذا السبب تعمل العديد من المنظمات التي تُعنى بالصحة والأمان الحيوي على تطوير طرائق وتقنيات للكشف السريع والدقيق عن أي عامل مُمرض مجهول الهوية وفي أي مكان وزمان، ولكن يبقى الأمر تحدِّيًا صعب المنال.
سببُه الجرثومة العَصوية الخبيثة؛ إذ تنتقل في حالة المرض الطبيعية من الحيوانات المصابة أو مُنتجاتها إلى الإنسان مُسبِّبةً بُقعًا سوداء اللون، ومن هنا جاءت التسمية بالجمرة تبعًا للكلمة اليونانية anthrakis التي تعني الجمر. يمكن أن تكون الأعراض جلدية أو هضمية أو تنفسية.
تُستخدَم كسلاح بيولوجي عن طريق العدوى التنفسية؛ لأنَّ لهذه الجرثومة قدرة على تشكيل أبواغ تتحمل أقسى الظروف لفترات طويلة، وتكمن خطورة الأبواغ في إمكانية خلطها مع الطعام أو الشراب، وانتقالها إلى الفرد دون أن يلحظ، فقد استُخدمت في العديد من حالات الإرهاب الحيوي أبرزها عام 2001 عندما وُضِعت أبواغ الجمرة في رسائل البريد في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ما أدَّى إلى إصابة 22 شخصًا ووفاة خمسة منهم.
تُسبِّبُه جرثومة اليرسينيا الطَّاعونية؛ إذ تنتقل في الحالة الطبيعية عن طريق البراغيث من الجرذان المصابة إلى الإنسان، فيسير المرض بَدءًا من العُقد اللَّمفية التي تُصبح متورِّمة، ثم إلى الدَّم فالرئتين، ليُصبح المرض خطيرًا جدًّا، ويُسمى عندها بالطاعون الرئوي. لا يزال هناك 2000 حالةً من الطاعون سنويًّا نتيجةً لمقاومة هذه الجرثومة للعديد من الظروف الصعبة، وقد استُخدم الطاعون كسلاح بيولوجي عن طريق العدوى بالجهاز التنفسي مباشرةً؛ ما يجعل المريض في حالة خطر مباشر ما لم يتلقَّى العلاج المناسب في الوقت المناسب.
يُعرَف أيضًا بالحُمَّى المالطية، وتُسبِّبُه جرثومة البروسيلا التي يمكن أن تنتقل عن طريق الحليب غيرِ المُعقَّم، أو عند التعامل مع الحيوانات المصابة. يتظاهر المرض بأعراض عامة وحُمَّويّة، وقد تُصيب أي عضوٍ من الأعضاء، وإنَّ فترة حضانة المرض أسبوعان أو ثلاثة أسابيع، وتكمن خطورته في إمكانية حدوثِ مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى عاهات مُزمنة، وإنَّ الشريحة الأكثر عُرضة للإصابة بالعدوى هم المَخبريُّون الذين يتعاملون مباشرةً مع العامل الممرض، وقد سُجِّلَت عِدَّة حالات إصابة في المخبر.
هو مرضٌ يُصيب عائلة الخيول (الأحصنة والبغال والحمير...)، تُسبِّبُه جرثومة Burkholderia Mallei. استُخدم في أثناء الحرب العالمية الأولى لإعاقة حركة خيول الجيوش المُعادية. أُزيلَ تمامًا في معظم الدُّول المُتقدِّمة عن طريق قتل الحيوانات المصابة. إنَّ العدوى عند الإنسان مُميتةٌ في حال لم يُطبَّق العلاج المناسب، وتكمن خطورة المرض في قِلَّة الأبحاث والتجارب السريرية في التعامل مع المرض وعلاجه نتيجة نَدرته.
تُسبِّبُه جرثومة Burkholderia pseuodomallei القادرة على العيش والبقاء ضمن المُطهرات وبدرجات حرارة مرتفعة. تتنوع التظاهرات السريرية لهذا المرض كثيرًا؛ لذلك يُدعى بالمرض المُقلِّد، وقد يكون عديم الأعراض، أو بأعراض حادَّة أو مُزمنة أو دون الحادّّة. يُصيب المرض الرئتين عادةً ومنها ينتقل إلى الدم، ومنه إلى باقي الأعضاء. تأتي خطورة المرض من ترافق إنتان الدم مع أعراض كبدية طحالية تنتهي بالموت في عدَّة أيام في حال عدم تطبيق العلاج المناسب. استُخدمت في الحروب عوامل مُمرضة شبيهة بتلك المُسبِّبة للرَّاعوم كأسلحة بيولوجية.
يحدث التسمم السُّجُقي نتيجة التعرض لِسُمِّ البوتولين الذي تفرزه جرثومة المطثية الوشيقية عند دخولها عن طريق الجهاز الهضمي أو الجروح، وقد تستوطن الأمعاءَ عند الأطفال الرُّضَّع خاصة، لتُفرز السمَّ باستمرار. يُثبِّط السمُّ التنبيهَ العصبي للعضلات؛ ما يؤدِّي إلى شلل مُنتشر يودي بحياتهم عند وصوله إلى الرئتين، واستخدامُه كسلاح بيولوجي يحدث على الأرجح عن طريق تلويث المياه والغذاء بالسم. يوجد مصل مضادٌّ لهذا السم، ولكن يجب أن يُعطى في 24 ساعة منذ بَدء الأعراض مع تهوية رئوية؛ منعًا للاختناق.
تضمُّ عائلة فيروسات الجُدري عدَّة أنواع منها Smallpox؛ وهو الفيروس الذي عانت منه البشرية إلى أن أُزيل كُليًّا. إنَّ الإصابة بفيروس Smallpox مُميتة لدى 30% من الأشخاص غير المُلقَّحين ضدَّه، و لدى 3% من المُلقَّحين، وعلى الرَّغم من اجتثاثه كُليًّا بعد الحملات المُكثَّفة من قِبَل المنظمات المعنية؛ لكنَّه لا يزال يُشكل خطرًا جمًّا على البشرية؛ لقُدرته الفائقة على الانتقال بسهولة وبسرعة بين البشر عن طريق رذاذ التنفس، ولأنَّ غالبية البشر ليست مُلقَّحة ضدَّ هذا الفيروس لكونه أُزيل تمامًا.
المصادر: