الطب > مقالات طبية
عمليّةُ الإِصمامِ بالَّلفائِف داخل الأَوعيةِ الدَّمويَّة؛ القثطَرةُ علاجًا فعَّالًا لأُمِّ الدَّم الدماغية
تُنفَّذُ عمليَّةُ الإصمامِ باللَّفائفِ داخلَ الأوعيةِ الدموية لعلاجِ أم الدم الدماغية؛ إذ تهدفُ هذه العمليةُ الى سدِّ أمِّ الدم وعزلِها عن الدورة الدموية دون حَصرِ الشُريِّينات* المجاوِرة أو تضييقِ الأوعيةِ الدموية الرئيسة. وتوصَفُ أمِّ الدَّمِ بأنَّها انتفاخٌ يُشبِهُ البالونَ يتشعَّبُ من نقطة ضعيفة أو رقيقة جدًّا في جدران الأوعية الدموية الدماغية، وقد يؤدّي تدفُّقُ الدمِ المتواصل إليها إلى "انفجارِ البالون" مُحدِثًا نزيفًا خَطِرًا.
وتُنفَّذُ العمليةُ بتمريرِ قثطرةٍ عبر الأوعية الدموية في الناحية الإربيةِ وصولاً الى أمِّ الدم في الدماغ، ومن ثمَّ إدخال لفائفِ البلاتينيوم عبرَ القثطرة لِتملأَ أمَّ الدم وتَسدَّها مانعةً تدفُّقَ الدم إليها.
وتتميَّزُ عمليةُ الإصمامِ باللفائف داخل الاوعية الدموية عن غيرها؛ من مثلِ وضعِ مِشبَكٍ بواسطة الجراحة على عُنُق "بالون" أمِّ الدم الدماغية؛ بأنَّها تُعَدُّ إجراءً أقلَّ غزوًا؛ إذ تعتمدُ الجراحة الأخيرةُ على فتح الجمجمة ووضعِ المِشبك من قِبَل الجرَّاح، أمَّا عمليةُ الإصمام باللفائف فلأنّها تعتمدُ على القثطرة؛ تُمكِّن من الوصول إلى أدقِّ مناطق الدماغ بطريقةٍ أقل غزوًا، ممَّا يجعلُها أكثرَ أمانًا لكبار السنِّ والمرضى ذوي الصحة السيئة والحالاتِ المرضية الخطيرة.
ولا تقترنُ عمليةُ الإصمامِ باللفائف بأيِّ مُضاعفاتٍ (نوباتُ الصرَّع مثلًا) على المدى القصير، ولكن هناكَ احتماليَّةٌ بنسبة 20% لإعادةِ هذه العملية في المستقبل لأسبابٍ عديدةٍ؛ أحدُها عدم مَلءِ أمِّ الدم كُليًّا باللفائف وازدياد حجمها. وتبلغُ نسبةُ النَّجاحِ باستخدام اللفائِفِ على المدى البعيد 80-85% ليعيشوا بعدَها حياةً طبيعية ويمارسوا أعمالهم وهواياتهم على النحو المُعتاد.
وأخيرًا؛ يجبُ التنويه إلى أنَّ اختيارَ طريقةِ العِلاج الأنسبَ - سواءٌ كانت باللفائف عن طريق القثطرة أم بالجراحةِ - يعتمدُ اعتمادًا رئيسًا على شكل أمِّ الدم الدماغية وموضعها وحجمها.
*شُريِّين: تصغيرُ شريان.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا
4 - هنا
5 - هنا