الطب > مقالات طبية
أُفُقٌ جديدٌ في تشخيصِ داءِ السكَّري
شهدَت أعدادُ المصابين بالسكَّريّ ازديادًا ملحوظًا في العقودِ الأخيرةِ بحسبِ إحصائياتِ منظمة الصحة العالميَّة؛ إذ سُجِّلَت إصابةُ 108 مليون شخصٍ في أنحاء العالمِ عام 1980 ليبلغَ الرَّقمُ 422 مليون إصابةٍ عام 2014.
ما مرضُ السكَّريّ؟
السكَّريُّ Diabetes مرضٌ مزمنٌ يحدثُ عندما لا يُنتجُ البنكرياس كميةً كافيةً من الأنسولين Insulin أو عندما لا يتمكَّنُ الجسمُ من استخدامِ الأنسولين بكفاءة.
والأنسولين -كما نعلم- هو الهرمونُ الذي يُنظم سكرَ الدم.
ويَنتُج ارتفاعُ سكرِ الدمِ Hyperglycemia عن السكَّريّ غير المضبوط، ويسببُ على المدى الطويلِ أذيَّاتٍ شديدةً لعددٍ كبيرٍ من أجهزةِ الجسم، ونذكرُ منها الأعصابَ والأوعيةَ الدمويَّةَ خاصةً.
كيف يُكشَف عن الإصابةِ بالمرض؟
- اختبارُ السكرِ الصياميّ (دونَ تناولِ الغذاءِ مدَّةَ ثماني ساعاتٍ على الأقلّ): كميةُ الغلوكوز في الدمِ أكبرُ أو تساوي 126 ملغ/دل
- اختبارُ السكرِ في أي وقتٍ من اليومِ: كميةُ الغلوكوز في الدمِ أكبرُ أو تساوي 200 ملغ/دل
- اختبارُ تحمُّلِ السكرِ الفمويّ
- الهيموغلوبين المرتبطُ بالسكرِ HbA1c: أكبرُ أو يساوي 6.5%
ويُنتَجُ HbA1c عندما يرتبطُ الهيموغلوبين (بروتين موجودٌ في كرياتِ الدمِ الحمراءِ مسؤولٌ عن نقلِ الأوكسجين إلى خلايا الجسم) بالسكرِ في الدم.
وبقياسِ HbA1c يتشكَّلُ لدى الطبيبِ المعالجِ صورةٌ شاملةٌ عن مستوى السكرِ في دمِنا في الأشهرِ الثلاثةِ السابقة.
وكلما ارتفعت قيمةُ HbA1c لدى المريضِ؛ يزدادُ خطرُ حدوثِ المضاعفاتِ المرتبطةِ بالسكَّريّ.
وتحتاجُ طرائقُ التشخيصِ السابقةُ إلى زيارةِ الطبيبِ وزيارة المختبراتِ المختصَّةِ والانتظارِ حتى ظهورِ نتيجةِ التحاليلِ ثُمَّ مراجعةِ الطبيب وإبلاغه بالنتيجةِ لوضعِ خُطةٍ علاجيَّةٍ في حالة تشخيصِ المرض.
هل هناك طريقةٌ أسرعُ لتشخيصِ الإصابةِ بالسكَّريّ؟
ولكن؛ مع تقدمِ الزمنِ وتطورِ الطبِّ؛ أصبحَ بالإمكانِ الآن اختصارُ جميع الخطواتِ السابقةِ بخطوةٍ واحدةٍ؛ فقد وافقت إدارةُ الأدوية والأغذية الأمريكيَّةُ على إطلاقِ الاختبارِ بطريقةِ Afinion HbA1c Dx Assay وهو أوّلُ اختبارٍ سريريٍّ سريعٍ لتشخيصِ السكَّريّ وتقييمِ احتماليَّةِ إصابة المريض به مستقبلًا.
وتُظهِرُ هذه الطريقةُ نسبةَ الهيموغلوبين المرتبطِ بالسكرِ HbA1c باستخدامِ كاشفِ Afinion AS100 Analyzer؛ وقد أظهرَت في الدراساتِ السريريَّةِ نتائجَ دقيقةً ومطابقةً للطرائقِ المخبريَّةِ التقليديَّة.
وتمتازُ هذه الطريقةُ عن سابقتها؛ بأنَّ النتائجَ تظهرُ في دقائقَ؛ ممَّا يسمحُ للمريضِ بأن يتناقشَ بخُطته العلاجيَّةِ مع الطبيبِ في الزيارةِ نفسِها، وهذا مريحٌ خاصّةً للمرضى الذين لا يستطيعون أن يتحركوا بسهولة أو قد يواجهون صعوباتٍ في الزيارات المتعددةِ للطبيبِ ومختبراتِ التحاليل.
ويمكنُ عملُ هذا الاختبارَ في المركزِ الصحيِّ؛ من مختصِّ الرعايةِ الصحية.
مَن الأشخاصُ الذين يجب أن يخضعوا لاختباراتِ الكشفِ عن السكَّري؟
- الأشخاصُ الذين تجاوزوا الـ45 عامًا من العمر.
- الأشخاصُ الذين لم يبلغوا الـ45 عامًا من العمر ويمتلكون BMI مُشعرَ كتلةِ الجسمِ أكبرَ أو يساوي 25 كغ/م2.
- وجودُ أقاربَ من الدرجةِ الأولى مصابين بالسكَّري (أب، أم، إخوة).
- وجودُ إصابةٍ بأمراضٍ قلبيَّةٍ وعائيَّة.
- بلوغُ قيمةِ ضغطِ الدمِ ما يساوي أو أعلى من 140/90 ملم زئبقي، أو تناولُ أدويةِ معالجةِ ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاعُ نسبةِ الشحوم في الدم.
- تبنِّي نمطِ حياةٍ خامل.
- الإصابةُ بمتلازمةِ المبيضِ مُتعدِّدِ الكيسات.
وأخيرًا؛ لا بدَّ من التشديدِ على أهمِّيةِ المتابعةِ والالتزامِ بتعليماتِ الطبيب؛ للحصولِ على أفضلِ النتائج الممكنة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا