الطب > معلومة سريعة
عندما يتوقَّف القلب؛ هل يَزيد الأدرينالين في فرصةِ النجاة؟
يُعَدُّ توقُّفُ القلب أحدَ أكبر التحديات التي يواجهها كلٌّ من أطباء القلب والمسعفين؛ إذ تودي بحياة 325000 شخصٍ في الولايات المتحدة في كلِّ عامٍ، ممَّا يجعلُها مسؤولةً عن قرابة نصف الوفيات لأسبابٍ قلبية في أمريكا. ويعود سببُ توقف القلب في معظم الحالات إلى اضطرابات في نظم القلب، وخاصة الرَّجَفان البُطيني؛ إذ يعجز القلب عن ضخ الدم إلى أنحاء الجسم، وقد تُسبِّبُ هذه الحالة الوفاة في دقائقَ إن تُرِكَت دون معالجة. وهذا ما يؤكد ضرورة الإسعاف السريع لهذه الحالة، الذي يتضمن كلًّا من الإنعاشِ القلبي الرئوي CPR واستعمالِ مزيل الرَّجَفان AED في العديد من الحالات. وأحيانًا تُستعمَل بعض الأدوية الأُخرى أيضًا. ولكن؛ طالما انتشرت التساؤلات عن نتائج استعمال الأدرينالين في حالات توقف القلب لدى المرضى الموجودين خارج المشفى، وهنا برزتِ الحاجة إلى إجراء دراسة شملت 8014 مريضًا في إنكلترا، ولم يكن أيٌّ منهم موجودًا ضمن مشفىً أو أيّةِ مؤسسة طبية عندما تعرَّضوا لِحالة توقُّفٍ في القلب. وقد أعطى المسعفون المختصون الأدرينالين لـ 4015 مريضًا في حين تلقّى المرضى الآخرون -الذين بلغ عددهم 3999 مريض- محلولَ السَّالين بوصفِه بديلًا غُفلًا (وهميًّا)، واتُّبِعت خطواتُ العناية الطبية الأساسية المطلوبة في كلٍّ من المجموعتين أيضًا.
وعند متابعة هؤلاء المرضى بعدَ ثلاثين يومًا؛ بقي 130 مريضًا من المجموعة الأولى على قيد الحياة؛ أي ما يعادل 3.2% من مجموع المرضى الذين تلقَّوا الأدرينالين، بالمقارنة بـِ 94 مريضًا من المجموعة الثانية؛ أي 2.4% من مجموع المرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي. ولكن إضافةً إلى ذلك؛ لوحظَ وجودُ ضررٍ عصبيٍّ شديدٍ مجهولِ السبب (مُقدَّر بــ 4 أو 5 على مقياس رانكن المعدل mRS) لدى 31% من المرضى الناجين الذين تلقوا العلاج بالأدرينالين (39 مريضًا من 126)، وذلك بالمقارنة بـ 17,8% (16 مريض من 90) من مرضى المجموعة الثانية الناجين الذين أخذوا الدواء الغُفل.
وبعد أن بيَّنت هذه الدراسة -وفق الأرقام السابقة- بعضَ الارتفاع في معدَّل نجاةِ المرضى عند استعمال الأدرينالين؛ أظهرَت مقدارَ الضرَّر العصبيّ الحاصل لدى كل من المجموعتين، وبنسبةٍ ربّما تكون أعلى في مجموعة الأدرينالين. ولذلك؛ يبقى السؤال المطروح في هذه الحالة: هل تستحق هذه الزيادة الطفيفة في معدل النجاة تحمُّلَ الضرر العصبي الحاصل؟!
يبقى هذا السؤال مُعلَّقًا، ولذلك كان واجبًا على المختصين -في أثناء الممارسة السريرية- الموازنةُ بين طرائق العلاج المختلفة واختيارُ الأفضلِ منها؛ بهدف تحقيق النتيجة المثلى لدى المرضى. وتبقى هذه الدراسة وغيرها دونَ توصيةٍ واضحة موثوقة بالطريقة المثالية، ممَّا قد يجعلنا بحاجة إلى دراساتٍ وأبحاث مُوسَّعة أُخرى.
المصادر:
amedic2_results_leaflet_paramedics.pdf'>هنا" target="_blank" rel="noopener noreferrer">هنا