اللغة العربية وآدابها > ألـــبـــومات

جذورٌ ومَعانٍ عربيَّة: (ض ح ا)

تقومُ مُعظَمُ كلماتِ اللغةِ العربية على الجذور اللغوية ومشتقَّاتها، وتتباين معاني الكلمات بحسب نوع المشتق ووزنه الصرفي والسياق الذي يَرِدُ فيه؛ مع بقائه مرتبطًا بالمعنى الأصلي على نحو أو آخر..

(جذورٌ ومعانٍ عربيّة) سلسلةٌ نقدّم إليكم فيها بعضَ هذه الجذور اللغوية ومعاني الكلمات المرتبطة بها، محاولين أن ننتقي دائمًا ما يقوّي معرفتكم باللغة والثقافة العربيَّتَين، وما يفيدكم في استعمالات الحياة اليومية والعلمية والأدبية، وفي أيام الأضحى؛ فلنتعرّف إلى معاني كلمة (الأضحى) وغيرها من الكلمات والمصطلحاتِ المُستِندة إلى الجذر (ض ح ا)...  

الضاد والحاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ واحدٌ

يدلُّ على بروز الشيء. (1)

الضَّحْوة: ارتفاع أوّل النهار، بعد طلوع الشمس.

الضُّحَى: بعد الضَّحوة؛ إشراقُ الشمس (أي سطوعُها)، وصفاءُ ضوئِها.

الضَّحاء: عند ارتفاع النهار الأعلى. (2)

الضَّحَاء: الغداء، وهو الطعامُ الذي يُتغدَّى به،

وسُمِّي بذلك لأنَّه يؤكل في وقت الضَّحاء.

يتضحّى: يتغدّى. (3)

ضحا: برز وظهر.

الضاحي مِن كل شيء: الظاهر البارز الذي لا يسترك منه حائطٌ ولا غيره.

ضواحي الإنسان: ما ضحا منه للشمس وبرز، كالمِنكَبِين والكتِفين. (4).

ضاحية كلِّ بلد: ناحيته البارزة، يقال: هم ينزلون الضواحي؛ أي أطراف البلاد.

وفعلَ ذلك ضاحيةً؛ أي علانيةً. (5).

ضحّى بـالشاة: نحرها وقت الضُّحى في يوم النحر، وتصحُّ لكل الأوقات.

ضحّى عن الشيء: رفق به، تمهّل، تأنّى.

ضحّى عن الأمر: أظهره وبيّن المخفيَّ منه. (6).

الأضحى: جمعُ أُضحاة، وهي الشاة الَّتي يُضحَّى بها، وبها يُسمَّى يوم الأضحى.

والأضحى: مذكّر إذا قصدت اليوم (العيد)، ومؤنّث إذا قصدت الأضحى بوصفه جمعًا لأُضحاة. (7).

والأضحى من الخيل: الأشهب. (8).

أضحى: (فعل تام)، دخل في وقت الضحى وبلغه، (أقمت بالمكان حتى أضحيت).  (9).

أضحى: (فعل ناقص)، بمعنى صار. أضحى المكانُ جميلًا (10).

نَؤُومُ الضُّحى

يقول امرؤ القيس متغزّلًا بإحدى محبوباته في معلّقته:

ويضحي فتيتُ المسك فوق فراشِها .. نؤومُ الضُّحى لم تنتطِقْ عن تفضُّل

يُضحي: يدخل في الضحى؛ أي يبقى فتاتُ عطرِها في فراشها حتّى الضحى، نَؤوم الضحى: كناية عن الرفاهية والجاه، فهي مكرّمة، ولها ما يكفيها من الخدم؛ إذ تنام إلى وقت الضحى ولا تهتمُّ بشيء، لم تنتطق عن تفضُّل: لم تشدُّ إزارها للعمل، وهي تلبس ثوب النوم. (11).

المصادر:

[1] ابن فارس، أبو الحسين أحمد، (1979م)، معجم مقاييس اللغة، ط2، تحقيق وضبط: عبد السلام هارون، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج3، ص 391.

[2] ابن منظور الإفريقي المصري، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، (د.ت)، ط2، لبنان، بيروت، دار صادر، ج14، ص 475.

[3] نفسه، ص 475.

[4] نفسه، ص 478.

[5] الحِميَري اليماني، نشوان بن سعيد، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، (1999م)، ط1، تحقيق: حسين بن عبد الله العمري، مطهر بن علي الأرياني، يوسف محمّد عبد الله، سورية، دمشق، دار الفكر، ج6، ص 3932، 3933.

[6] ابن منظور الإفريقي، لسان العرب، ج14، ص 475، 476، 480.

[7] الحِميَري اليماني، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، ج6، ص 3930، 3931.

[8] ابن منظور الإفريقي، لسان العرب، ج14، مادة، ص 480.

[9] نفسه، ص 475، 476.

[10] الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر، (2004م)، المُفصَّل في علم العربية، ط1، دراسة وتحقيق: فخر صالح قدارة، عمّان، دار عمار للنشر والتوزيع، ص 267.

[11] امرؤ القيس، الديوان وملحَقاته؛ بشرح أبي سعيد السكري، (2000م) ط1، تحقيق: أنور أبو سويلم، محمد الشوابكة، الإمارات العربية المتحدة، العين، إصدار مركز زايد للتراث والتاريخ، ص 224، 225.