التعليم واللغات > اللغويات
التعليم اللا إلزامي
حركة التعليم اللا إلزامي التي تساعد الطلاب في الانخراط مجددًا في عملية التعليم.
وفقًا للبحث الذي أجراه الدكتور الباحث (توماس ستيليك) من جامعة جنوب أستراليا من الممكن أن تُقدِّم البرامجُ المدرسية البديلة نتائجًا تعليميةً أكثر للطلاب الذين يعانون صعوباتٍ في مدارسهم؛ إذ يقول الدكتور (ستيليك) في البحث الذي قدمه في مؤتمر التعليم والتنمية الجديدة في بودابست في شهر حزيران/يونيو ٢٠١٨ إن حركة التعليم اللا إلزامي تقف في وجه الحدود التي تضعها المدارس التقليدية والتي تعتمد على المنهج الموحد الذي يناسب جميع الطلاب، وهو ما يُعدُّ أمرًا غير ناجح.
ويضيف (ستيليك): "يُعدُّ التعليمُ الإلزامي مسؤوليةً أساسية من مسؤوليات المجتمع المدني، ومع ذلك تُعدُّ المدرسةُ بالنسبة إلى العديد من الطلاب تجرِبةً محدودةً؛ إذ تحد من إمكانياتهم. علينا البدء بالنظر إلى التعليم من وجهة نظر الطالب. فمنهج حركة المدرسة اللا إلزامية يقوم على تشجيع الممارسات والمبادرات التعليمية المختلفة والتي تخرج عن النطاق التقليدي لتقدم للطلاب خبراتٍ تعليميةً يستمتعون بها".
وبالإضافة إلى البرامج التعليمية جميعها التي تحدث خارج نطاق المدرسة، تُغطي حركةُ المدرسة اللا إلزامية النشاطات كافة بدءًا من المبادرات التي تعتمد على الفنون وصولًا إلى التعليم المنزلي، ويمكن لمعلمي الطلاب البالغين والعمالِ الشباب والعاملين في مجال تنمية المجتمعات والأهل أن يمارسوا التعليمَ اللا إلزامي، الذي يُعدُّ تعليمًا غير رسمي.
ويضيف (ستيليك): "وفقًا للنتائج المتوصَّل إليها في تقرير (غونسكي أستراليا ٢٠١٨) التي تذكر إن منهج التعليم الضخم اليوم قد أصبح باليًا، وعلى الرغم من الدعوات إلى التغيير على مدى طويل لم يحدث إلا تغيير طفيف". ويؤكد الباحث: "لدى الطلاب مواهبٌ واحتياجاتٌ تعليمية فردية مختلفة لذلك لن تنجح محاولةُ وضعهم جميعًا ضمن نموذج مدرسي موحد".
ويمكن للتجارب التعليمية المختلفة أن تمنح خياراتٍ إضافيةً للطلاب الذين لا يستجيبون جيدًا في البيئات المدرسية التقليدية بما فيها المهنُ البديلةُ والمسالكُ الأخرى التي يمكن أن يتوجهوا إليها بعد المدرسة بالإضافة إلى المساهمة في تطوير حس الهوية والنجاح عندهم. يقول (ستيليك): "لنأخذ سنة الانقطاع عن الدراسة؛ إذ ينقطع طالب من بين أربعة طلاب أستراليين عن الدراسة سنةً بعد المدرسة الثانوية، وعلى الرغم من أنه يُعدُّ وقتًا مستقطعًا خارجَ أوقات الدراسة فهو إيجابيٌّ بصفته وسيلةً للحصول على بعض الخبرات من العالم الحقيقي". ويقول الدكتور (ستيليك) إن أستراليا بحاجة إلى التمعن أكثر وعلى نطاق أوسع في كيفية إيصال التعليم وخاصة بعد ازدياد الطلب على الابتكار والإبداع والخبرات الأخرى المتعلقة بالقرن الواحد والعشرين والتي من البديهي أنها تتطلب مناهجًا غير تقليدية، ويضيف: "بالنظر إلى الاستخدام المتزايد لمنهجيات التعلم الإلكترونية فإن ما يثيرُ الدهشة عدمُ الاهتمام ببدائل طرق التدريس المباشر في قاعات التدريس. يُعدُّ الابتكار أمرًا حساسًا بالنسبة إلى العمل الناجح المستدام، ولكن هذا الأمر يبدأ بالتعليم، وما لم نكن متفهمين لهؤلاء الطلاب الذين لا تناسبهم هذه الطريقة فيمكننا القول إننا نغض النظر عن قِطاع كامل من المفكرين والمبدعين".
نحن على دراية بأن المنهجَ التعليمي الموحد للجميع لا يناسب الجميع، وحان الوقت كي نسأل أنفسنا "ماذا علينا أن نفعل أيضًا من أجل ذلك؟" يعتمد هذا البحث على فصلٍ من فصول كتاب الدكتور (ستيليك) الجديد "فلسفة التعليم عند مدرسي القرن الواحد والعشرين" Educational Philosophy for 21st Century Teachers، الذي نشرته دار (بالغريف ماك ميلان)، والذي يقدم تحليلًا عميقًا ومراجعةً للخيارات التعليمية البديلة، كما يناقش المنهج التعليمي الحالي والممارسات التي يقوم على أساسها.
المصدر: