الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة

نباتُ الفتنة (Plumeria)

ينتمي جنسُ Plumeria إلى الفصيلة الدفلية (Apocynaceae)، وموطنه الأصلي هو أمريكا الاستوائية، ويضمّ أحدَ عشر نوعاً من الشجيرات والأشجار الصغيرة، التي تتمايز فيما بينها من ناحية الشّكل ومتطلبات النّمو، ويُزرع بعضُها كنباتاتِ زينةٍ في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع أنحاء العالم للتمتّعِ بأزهارها الجذّابة ورائحتها العطِرة، وتحمل اسمَين شائعَين في اللغة الانكليزية Plumeria و Frangipani، ويعودُ اسم Frangipani إلى اسم النبيل الإيطاليّ الذي صنع عطراً ذو رائحةٍ مماثلةٍ لها في القرن السادس عشر، وتُعد الآن نوعاً متأقلماً ينمو طبيعياً في آسيا وجزر المحيط الهادئ.

لنباتِ الفتنةِ فروعٌ عصاريّةٌ مُتباعدةٌ على نحوٍ كبير ولحاء رماديّ رقيق ونسغ حليبيّ يمكن أن يهيِّج العينين ويُسبّب التهابَ الجلد لدى الأفرادِ الحسّاسين، وتحمل أوراقاً جلديّةً أو لحميّةً متطاولةً في مجاميع قربَ أطرافِ الفروع.

ولها أوراقٌ ذات ترتيب متناوب على الأفرع، وحواف مستديرة أو مدبّبة، وسطح أملس أو مموّج، ولونٍ أخضر باهت أو لامع. وتبعاً للنّوع أو الصّنف؛ قد تكون نبتة الفتنة منتصبةً ومتراصّة (كثيفة)، أو مفتوحةً ومتباعدة الأطراف، وتوجد أنواع متساقطة وأنواع دائمة الخضرة، وتوجد أنواع قزمة منها أيضاً تحملُ أوراقاً دائمة الخضرة وتعطي فروعاً حديثة بعد الإزهار ِأو الإصابة فقط.

وتحملُ أزهاراً شمعيّةً أنبوبيّةَ الشكل في مجموعاتٍ طرفيّةٍ على الساق والأفرع من بداية الصيف حتى الخريف، وبتلاتُها الخمسة المتراكبة بيضويّة الشكل واسعة أو ضيّقة.

وتشملُ ألوانُ الأزهارِ اللّون الورديّ والأحمر والأبيض والأصفر أو ألواناً ثنائيّة رقيقة، ولها رائحةٌ فوّاحة جداً، مع مزيجٍ من عطر الياسمين والحمضيّات والغاردينيا، وتبدأ الأزهار بإطلاق عطرها مساءً لتجذب عثث أبو الهَول (الصقرية) ليلية النشاط لتلقيحها، ويختلف عدد الأزهار في كل عنقودٍ اختلافاً كبيراً؛ إذ تُنتِج بعض الأصناف قرابة 200 زهرة، فيما يُنتِجُ بعضها 50 زهرة على امتداد عدَّة أشهر، وتتفاوت النّسبة المئويَّة لقمم الفروع التي ستزهر تفاوتاً كبيرًا؛ إذ تتراوح بين (10-60)٪، مع إمكانيّة إزهار ونموّ النباتات المتراصّة أكثر من النباتات ممتدَّة الأفرع عموماً، ويختلفُ الوقتُ الذي تحدث فيه ذروة الإزهار وعدد موجات الإزهار اللّاحقة باختلافِ الصنف أيضًا.

وتُنتِجَ الأزهار الملقّحة بذوراً داخل جراب ثنائي القرون، وتنمو هذه القرون الصُّلبة والجلديّة الأسطوانيّة الشكل طوليّاً بنهاياتِها المدبّبة لتصل إلى ما يُقارب 21 سم، وعند نُضجِها تتمزَّق على طول القرن لتُحرِّر 20-60 من البذور المجنّحة.

وتُستخدَم الفتنة كنباتِ زينةٍ طبيعيّ في البيئات الدافئة؛ إذ يمكن أن يفوق طولُ بعض أنواعها أكثر من 9 أمتار، أمّا في المناطق الباردة؛ فتنمو نمواً أفضل في أصص داخليَّة، وتُنقل أثناء الطقس الدافئ إلى الهواء الطلق لتوضع على شرفات ومداخل المنازل؛ إذ يمكن الاستمتاع بعطرها المحبوب في الصيف، وتُعادُ إلى الداخل عندما يبرد الطقس في الخريف وعندَ انخفاض درجات الحرارة في الليل إلى 4 درجاتٍ مئوية.

وتحتاج الفتنة إلى أشعة الشمس المباشرة، ودرجاتِ حرارةٍ دافئةٍ، ورطوبةِ مناسبة، وتربةٍ جيّدةِ الصرف لا تجفّ سريعاً ولا تبقى رطبةً لفترة طويلة، وكلّما زادَ الضوء الذي يستقبله النبات؛ زادت حاجتُه من الماء، ولكن؛ قد يؤدّي الإفراط في الري إلى تعفُّن الجذور وموتِ النبات؛ لذا يجب السّماح لوسطِ الزراعة بالجفاف بين فترات السقاية، ويجب التقليل من السقاية المتكرّرة في الطقس البارد أيضاً.

ويجب التسميدُ خلالَ موسمِ النمو باستخدامِ سمادِ غنيّ بالفوسفور يحفز ويشجع الإزهار، ولا يسمَّد في أوقاتٍ أخرى من السنة، وتُقلَّم - عندَ الحاجةِ فقط - ربيعاً قبل أن تبدأ أوراقُ الأنواع المتساقطة بالظهور.

وقد تصاب الفتنة ببعض الآفات مثل الذباب الأبيض والبقّ الدقيقي والعناكب؛ لذا يُمكن استخدام مبيدٍ متخصص لمكافحةِ هذه الآفات.

ويُفضّل تغيير التربة عند الحاجة في حالة النباتات المزروعة في الأصص وذلك في أواخر فصل الشتاء؛ إمّا مع تقليم الجذور وإعادة زراعتها في نفس الأصيص، أو إعادة زرع الجذر كاملاً في أصيص أكبر.

ويبدأ إكثارُ الفتنة في الربيع، وذلك بدءاً من البذور أو عُقَلٍ من الساق (وهي الطريقة الوحيدة للحفاظ على أصنافٍ معيّنة)؛ إذ تؤخذ العُقَل بطول 30-45 سم من طرف الساق بدون أوراق، ويُسمح لنهاية العُقلة بالجفاف قبل زراعتها في تربةٍ خصبة جيدةِ الصرف، ويستغرق إزهارُ هذه العُقل من سنةٍ إلى ثلاثِ سنوات، فيما تحتاج النباتات المزروعة بدءاً من البذور إلى ثلاثِ سنوات أو أكثر.

ولا تتوفّر البذور بسهولة، وقد لا يكون لون الزهرة وجودتها في حالة النباتات الناتجة عن البذور مماثلاً للون وجودة أزهار النبات الأم الذي أُخذت منه، وعلى الرّغم من إنتاج الأنواع ذات الأزهار الحمراء والبيضاء والصفراء لشتلاتٍ مماثلة للأم باللون عموماً؛ ولكنَّ الأنواع ذات الأزهار الورديّة والمتعدّدة الألوان هي الأكثر عُرضةً لإنتاج شتلاتٍ بلون أزهار مغاير.

وتتضمّن قائمة الزراعة الأنواع الأكثر شيوعاً من الفتنة والأنواع الهجينة منها:

P. alba : الفتنة البيضاء؛ لديها عادة أزهار بيضاء مع مركز أصفر دون أي أثرٍ للّون الأحمر على البراعم أو حوامل الأزهار، ويمكن أن يصل طولها في موطنها الأصلي "بورتوريكو" إلى 12 متراً.

P. obtusa: تسمى عادة فتنة سنغافورة، ولكنَّ موطنها الأصلي هو جزر كوبا و Hispaniola (في البحر الكاريبي)؛ تحملُ أزهاراً ورديّة أو بيضاء مع بتلاتٍ مستديرة جداً وأطرافٍ منحنيّة إلى الخلف، لها أوراقٌ لامعة دائمة الخضرة وذات نهاياتٍ مستديرة، وهي أصغر حجماً من الأنواع الأخرى.

P. pudica: شجرة متوسطة الحجم متفرعة تفرعاً كثيفاً، وتحمل أزهاراً وردية أو بيضاء اللون مع بتلاتٍ دائريةٍ، ولها أوراقٌ دائمة الخضرة طويلة ورفيعة وتتوسّع في نهايتها لتأخذ شكل المضرب.

P. rubra: تنمو لتصبح أشجاراً قد يصل طولها إلى 12 متراً، وتحمل براعمها وأزهارها وحوامل أزهارها صبغة حمراء مميزة، ولها العديد من الهجن والأصناف ذات ألوان أزهار بيضاء أو صفراء أو وردية أو برتقالية أو حمراء أو ثنائيّة أو متعدّدة الألوان مع بتلاتٍ بيضويّة قد تنحني في نهايتها إلى الخلف أو تلتفّ قليلاً، وللأوراق البيضويّة المُتساقطة نهاياتٌ مدبّبة.

P. stenophylla: شجيرات يصل طولها إلى مايُقارب 2.5 متراً، ولأزهارها بتلاتٌ بيضاء رفيعة متباعدة، وأوراقها طويلة ورفيعة.

P. x stenopetala: هي نوع هجين بين النوع P. stenophylla و نوع آخر غير معروف، لها شكلٌ متراصّ وصغير الحجم، مع أوراق ضيّقة طويلةٍ متساقطة وأزهارٍ بيضاء ذات بتلاتِ ضيقة.

المصدر:

هنا