الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة
تغيُّراتُ الحَمل المناعية قد تحمي من الإصابةِ بألزهايمر
تغيُّراتُ الحَمل المناعية قد تحمي من الإصابةِ بألزهايمر
أظهرَتِ الدراساتُ الحديثةُ أنَّ التغيُّراتِ المناعيةَ التي تَمرُّ بها النساءُ في أثناء فترة الحَمل يُمكِنُ أنْ تحميهنَّ من الإصابةِ بمرض ألزهايمر لاحقًا.
إذ وضَّحت دكتورة قسم العلوم السلوكية والسلوكية البيولوجية في جامعةِ كاليفورنيا-لوس أنجلوس "مولي فوكس" في أثناء لقاءٍ صحفيّ ارتباطَ فترةِ الحمل بتحسُّناتٍ في النظامِ المناعي، ممَّا يحملُ فوائدَ تستمرُّ حتى مراحلِ الشيخوخة، إذ إنَّ نقصَ آلياتِ التنظيم المناعي مُتَّهمٌ في إحداثِ الإصابة.
وقد كانت هذهِ الدراسةُ هي الأولى التي اقترحَت تأثيراتِ الحمل المُعدِّلةَ للمناعة التي تفيدُ في الوِقاية من خطر الإصابةِ بألزهايمر.
وقُدِّمَت آخرُ الأبحاث الموجودة في هذا المجال في مؤتمر المنظمة الدولية لألزهايمر AAIC عام 2018؛ إذ وُجِدَ أنَّ زيادةَ عدد أشهر الحمل يُقلِّلُ خطرَ الإصابة، فقد جمعَ الباحثونَ معلوماتٍ عن التاريخ الطبي والإنجابي لـ 133 امرأة تعيشُ جنوبَ إنكلترا في عمر 70 سنةً وما فوق؛ نِصفُهنَّ سليماتٌ والنصفُ الآخرُ مصاباتٌ بألزهايمر، وحُدِّدَ مجموعُ عدد أشهر الحمل لكُلٍّ منهُنَّ عبر فترة حياتها، إضافةً إلى عدد الولادات والإجهاضات فكانت النتيجةُ وجودَ ارتباطٍ وثيقٍ واضحٍ بين زيادة عدد أشهر الحمل وانخفاضِ خطرِ الإصابة بألزهايمر، ولوحِظَ انخفاضُ الإصابةِ بنسبةِ %5,5 لكُلِّ شهرِ حملٍ إضافي.
ولتحديدِ فيما إذا كان انخفاضُ نسبة الإصابة يعودُ إلى تأثير الأستروجينِ أم للتغيراتِ المناعيةِ قُيِّمَتِ الحمايةُ من ألزهايمر في أثناء الثلث الأول الثالث من الحمل، فوُجِدَ أنَّ الحمايةَ المُقدَّمةَ في الثلث الأول تفوقُ الحمايةَ المُقدَّمةَ في الثلث الأخير من الحمل؛ إذ تُظهِرُ الأبحاثُ دورَ الثلث الأول من الحمل في تقديم الحماية من الإصابةِ بألزهايمر والمسؤولِ عن التغيرات المناعية في أثناء الحمل، وليس الثلثَ الثالث المسؤولَ عن مستويات الأستروجين العالية في آخر مراحل الحمل.
وفي النهاية؛ من المؤكَّد أنَّ الأستروجين يُمثّلُ عاملَ حمايةٍ للجهازِ العصبي، ولكن قد لا يستطيعُ تفسيرَ كيفيَّة تأثير الحمل على نِسب الإصابةِ بألزهايمر، ولا تزالُ المعلوماتُ التي تشير إلى انخفاض خطر ألزهايمر المُرتبطِ بالثلثِ الأولِ من الحمل والتغيراتِ المناعية التي تحدثُ في هذه الفترة مُثيرةً للجدل؛ إذ إنَّ ألزهايمر يُصيبُ النساءَ عمومًا بنسبةٍ أعلى من الرجال وعلى نحوٍ غير متناسب، وقد بدأنا حاليًّا بكشف العلاقة بين الأجناس والإصابة.
وفي حين نُسِبَ ذلك بدايةً إلى كونِ النساء يَعِشنَ فترةً أطول، ولكننا نعرف الآن أنَّه يوجد عواملُ بيولوجيةٌ مهمة تتدخَّلُ في معدَّلاتِ الإصابةِ لدى النساء، وبذلك فمن المُهمّ فَهمُ هذه العوامل ولا بُدَّ من أنَّها ستساعِدُ في التوصُّلِ إلى السبب الرَّئيس للإصابة بألزهايمر، وسيكون من الضروري تطويرُ علاجاتٍ خاصةٍ وإستراتيجياتٍ وقائيةٍ خاصةٍ بكلِّ جنسٍ على حِدَة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا