منوعات علمية > منوعات
اللِحية ما بين اليوم والأمس، ودورها في عصر النهضة!
إنّ اهتمامَ الرّجال بِلحاهم -والّذي نَشهده اليوم- ليس بالشّيء الجديد، فـفي عصر النّهضة مثلًا كان للّحية شأنٌ كبير، ودورٌ عظيم، وليس من المستغربِ أن تخضعَ هذه الشّعيراتُ التي تنمو في الوجه للدراسة، فتاريخها يساعدنا على تسليط الضوء على حال الذّكور حِينها، وبيان كيف كان يُفرَّق بين الجنسين في بداية عصر إنجلترا الحديثة.
اللّحية هي من صنعت الرّجل!
هكذا كان الحال في عصرِ النّهضة، إذ نُمّط الرّجال بشعر وجهٍ كامل، ويمكن الاستدلال على ذلك من اللوحات الشّخصية المَرسومة والأعمال المسرحية المُنتجَة في أثناء ذلك العصر، وإنَّ أغلبيّة الرّجال الذين رُسموا بين منتصفي القرن السادس والسابع عشر كانوا يملكون شعرًا على وجوههم بطريقةٍ ما، وفي إحدى المعارض الفنيّة؛ شُوهِدَ 90% من رجال عصر النّهضة الإنكليز بِلِحًى سواءٌ أطبيعية كانت أم مركّبة.
أمّا دور اللّحى فكان جليًّا في المناسبات الاجتماعية، وكانت مقرونةً بالشّجاعة العسكريّة، ووصل الحال بنُقّاد عصر النّهضة أن يجعلوا شعرَ الوجه كـمحدِّد للجنس ورمز لحالةٍ ضرورية، واقترحوا ارتباط نموّه بفعالية الذّكر الجنسية.
ولم يقف دورُ اللّحى عند هذا الحدّ، بل اُستُخدِمت كذلك للتفرقة بين المُلتحين وغيرهم، وقُورِن البالغون بلا لِحًى بالنّساء والأولاد، إذ كان التمييز واضحًا بين الرجال والأولاد، فَعُدَّ الأولاد كجنسٍ منفصلٍ عن الرّجال في عصر النهضة. ولم يكن الملتحون فحسبُ مَن استهزأ بغيرِ الملتحين، بل كانوا مَحطّ سُخريةِ النّساء في مسرحيّات شكسبير أيضًا، واقترحنَ أن يرتدي من كانوا بلا لِحًى ملابس النّساء وأن ينتظروا في الغرفة المخصصة لهنّ.
وخلاصة القول أنّه إبّانَ عصر النهضة لم تكن اللّحية مجرّدَ صفةٍ جنسية ثانوية، بل كانت إحدى معالم الرجولة، حتى وإن زُرعتْ من قبل مُصفّفِ شعرٍ أو تزييفها من ممثلٍ ولد، فقد كانت ضرورةً لا بدّ من وجودها لدى رجال إنجلترا الحديثة.
هل ترى أو ترين أنّ شعر اللحيّة هو دليل على الرّجولة؟ وفي حال كان الجواب بالنفي أو بالإثبات فنرجو أن تشاركونا أسبابَكم في التعليقات.
مصادر المقال