التعليم واللغات > اللغويات
(ألفا) Alpha: ذئبة وفية ولغة بدائية
تواصل المنتجون مع (كريستين شريير)، الأستاذة المساعدة في جامعة كولومبيا البريطانية في (أوكاناغان) والمتخصّصة في الأنثروبولوجيا اللغوية والتنشيط اللغوي، لمهمة ترجمةِ مشاهد الاختبار مثل تجربة الأداء للممثّل الرئيس (كودي سميث مكفيي)؛ وقد أعدّت ثلاثة مشاهد وقضت اليومَ بأكمله معه في فانكوفر. تقول (شريير): "في ذلك الوقتِ وبعد استعراضِ اللقطات أتذكر بأنّ المنتج قال إنه لا أحدَ لديه مخاوف بشأن اللغةِ التي طوَّرتُها للاختبار. إنها تتلاءمُ تلاؤمًا جميلًا مع ما كانوا يبحثون عنه، لقد أُعطِيْتُ السيناريو كاملًا ومضيتُ به قدمًا"، فقد أُوكلت إليها مهمةُ إنشاءِ لغةٍ كاملةٍ لفيلم مدتُه 90 دقيقة.
لا أحدَ يعرفُ حقًا ما قيلَ قبل 20 ألف سنة، لأننّا لا نملكُ مستحاثات للغة، لكنّ (شريير) تعرفُ اللغات معرفةً جيدة، هي لم تعمل فقط على مساعدة المجتمعاتِ في إعادةِ تنشيطِ لغات السكان الأصليين في بابوا غينيا الجديدة، بل هي أيضًا خبيرة في الإنشاء المتعمَّد للُّغات التي تُعرف باسم conlangs (وهو نحتٌ لكلمتي constructed languages، أي اللغات المُنشأة)، ومع ذلك فإنّ إنشاء لغةٍ كانت حيةً قبل 20 ألف عام استغرقَ بعض الجهد.
تقولُ (شريير) أيضًا: "لقد بحثتُ في اللغات البدائية المُقدَّرِ وجودُها في النطاقِ الزمني التقريبيّ للفيلم، وتضمنت تلك اللغات Proto-Nostratis وProto-Dené-Caucasian وProto-Eurasiatic. نحن نعلمُ على سبيل المثال أنّ بعض اللغات مترابطة مثل الفرنسية والإسبانية والإيطالية، فالأمر إذًا ينطوي على أخذِ تلك اللغات ذاتِ الصلة فيما بينها وتصوُّرِها في ذلك الزمن مع القليلِ من الإبداع أيضًا".
(شريير) ليست غريبةً عن صناعة السينما في هوليوود، فقد عملت في فيلم (رجل من حديد) Man of Steel في عام 2003 على تطويرِ لغة (كريبتون) Krypton بما في ذلك نظام الكتابة المستخدم في الفيلم، وهي تُدرِّس في الجامعة مادة اللغات الأخرى المنشأة مثل لغة (نافي) Na'vi من فيلم (أفاتار) Avatar.
وتقول (شريير) بخصوص اللغة المستخدمة في فيلم (ألفا): "يجب أن تبدو وكأنها لغةٌ فعليَّة ذاتُ أنماط يمكن أن يتعرف إليها النّاس وشيءٌ يمكن للممثلين أن يعملوا معه؛ لم أكن أكتبُ مجرد كلماتٍ أو عباراتٍ غير مترابطة أو غير مفهومة، بل كنتُ أصوغُ جملًا كاملةً وحوارات، لقد كان من الممتع جدًا أن أدمج نفسي في عالم الفيلم حيث تُجرى الحواراتُ كلُّها بهذه اللغة المنشأة".
لم يقتصر الأمر على أن تكون اللغةُ قابلةً للتصديق، بل كان يجب أن تكون شيئًا يمكنٌ للممثلين إتقانُه وليس التعثّرَ به، وكانَ التزامُ الممثلين مواجهةَ هذا التحدي، وفيهم ممثلُ فيلم صراع العروش (يوهانيس هاوكور يوهانيسن) الذي يتحدث أربع لغات ويؤدي دور (تاو) في فيلم (ألفا)، أمرًا مثيرًا، ويعترف (يوهانيسن) بأنّ سيناريو فيلم (ألفا)، الذي بدا له في البداية كأصوات وضوضاء عشوائيّة، كان تحديًّا كبيرًا ولكنه ممتع أيضًا.
ويضيف (يوهانيسن): "في أثناء تعلُّم اللغةِ بدأت تبدو منطقيّة، ثمّ انتقلتُ من كلمة إلى كلمة، ومن عبارة إلى عبارة، يمكنُ أن يشعر المرء حقًا بأنّ هذه اللغة وليدةُ معرفةٍ وحرفيّة؛ إذ إنّ القواعدَ واضحةٌ ومدروسة، الأمر الذي سهّلَ تعلُّمَها، ناهيكِ بجمالِ لفظِها".
المصدر: