لوحة " العشاء في عمواس " (The Supper at Emmaus)

لوحة "العشاء في عمواس" (The Supper at Emmaus) للفنّانِ الإيطاليّ "ميكيلانجلو ميريسي" (Michelangelo Merisi) المُلقّب بـ كارافاجيو (Caravaggio)، وقد رسمَها عامَ 1601، وهي لوحةٌ أفقيّةٌ ضخمةٌ زيتيّة على قماش 55*77 إنش، 141*196.2 سم، موجودةٌ في المعرضِ الوطنيّ في مدينة لندن، وقد عُرفت أيضاً باسم "حج المسيح إلى عمواس".

تبدو شخصيات اللوحة قريبةً جداً، وتشعرُ بحميميّةٍ تجاهَهم، تحكي قصّةً ما بعدَ قيامةِ يسوع المسيح؛ إذ انضمّ إلى تلاميذه أثناءَ ذهابِهم إلى عمواس، وجلسَ معهم لتناولِ العشاءِ، وقطّعَ الخبزَ لهم وبارَكَه لهم، وفي هذه اللحظةِ...عندما تبيّن أنّه المسيحُ نرى ردّةَ فعلِ تلاميذِه المليئةَ بالذّهول. وإذا ألقينا نظرة قريبة نرى ردّةَ فعلِ التلميذِ على الزاويةِ اليُسرى من الطّاولة، ذِي الرّداءِ الأخضرِ الرّثِّ (الذي يُعتقد بأنه كليوفاس، وهو الوحيد الذي ذُكر بالاسم في إنجيل القدّيس لوقا) من خلالِ طريقةِ جلوسِه المملوءةِ بالذّعر واللهفة في ذات الوقت، ونرى كيف أنّ الجميعَ يُحدقون إلى وجه المسيح وأيديهم مفتوحةٌ يميناً ويساراً؛ بينما نرى يدَ المسيح اليمنى متجهةً نحونا، وكأنّه يحاولُ أن يحتضننا.

جعل كارافاجيو هذه اللوحة بأسلوبِه الخاصّ تبدو واقعيّة جداً محاولاً إبرازها في محيطنا بكل الوسائل الممكنة فنرى الأطباق حقيقية جداً، ونلمسُ هذه الواقعيّة من خلال تفاصيلِ الأثاث والتقنيّة العالية في رسمها، ولللعناصر المُكَوِّنَةِ للوحة الموجودة على الطاولة معانٍ رمزيةٌ، فمثلاً الخبز والنبيذ يشيرانِ بوضوح إلى القربان المقدس، والتّفاح إلى سقوط الإنسان، والرّمان يرمز إلى الكنيسة، وكذلك فإنّ الطاولة ترمز إلى المذبح، ويعتقد البعض أن الظلّ المُكَوَّن على الطاولة على شكل ذيلِ سمكةٍ إلى يمينِ سلّةِ الفَاكهة قد يرمزُ إلى "سمكة يسوع"، وقد نجحَ كارافاجيو بأن يجعلَنا ننظر إلى التفاصيلِ التي يريدُها هو؛ إذ ركّز الضوء على الجهة اليسرى من وجه المسيح.

يتوجه كارافاجيو دائماً في لوحاته نحو الشّخصياتِ العاديّة الفقيرة والمتواضعة؛ فالرجلُ إلى اليمين يبدو عليه المرض من جرّاء البرد (والذي يُعتقد أيضاً أنه بيتر بسبب وجود  "صدفة الحاج" على ملابسه) أما الآخر على اليسار فتبدو ملابسه ممزقة.

ونرى أخيراً لحظة اكتمال الحضورِ الإلهي في اللوحة وينعكسُ هذا كله على كياننا حين نشاهدها

وفي عام 1606 رسمَ كارافاجيو نسخةً أخرى من هذه اللوحة، ويُعتَقَدُ أنّه عندما رسمها أولاً في عام 1601 قد استوحى الكثير من الرسام الإيطالي (تيتيان).

لوحة "العشاء في عمواس" (The Supper at Emmaus)

المصادر: 

1- هنا

2- هنا

3- هنا