فصيلة الدم الذهبية، هل تُقدَّر بثمن؟

قبل أربعين عامًا؛ عندما ذهب توماس ذو السنوات العشر إلى المستشفى طلبًا للعلاج نتيجة إصابته بأحد أمراض الأطفال المعتادة؛ أخضعه الطبيب المُعالِج لفحص دم روتينيّ، وبعد قراءة نتيجة الفحص دُهِش الأطباء؛ لأنهم رأوا واحدة من أندر زُمر الدم على وجه الأرض.

تحمل كريات الدم الحمراء نحو 342 نوع من المستضدات على سطحها ويتحدد نوع زمرة الدم بوجود تلك المستضدات أو غيابها.

ففي حالة غياب مستضد معين عن سطح كريات الدم الحمراء لشخص ما؛ يكون الشخص «سلبيًّا» لهذا المستضد، وإذا تلقى دمًا من متبرعٍ «إيجابيٍّ» تتفاعل الأجسام المضادة الخاصة بالمستقبل مع كريات دم المتبرع فيستجيب الجهاز المناعي استجابة عنيفة قد تسبب الوفاة.

أمَّا توماس فيفتقر دمه إلى نظام مستضدات «RH»، الذي يحتوي على أكبر عدد من المستضدات التي يصل عددها إلى نحو 61 مستضدًّا؛ ممَّا يعني أنه لا تتشكَّل أجسام مضادة لها إذا نُقِل دمه إلى أي شخص آخر سلبيٍّ؛ ولذلك يُعرَف بـ «Rh Null» أو عديم عامل RH وهي صفة موروثة.

وهناك قرابة 40 شخصًا فقط في العالم يتمتعون بهذه الزمرة ويمكنهم التبرع بالدم لأي شخص بغضِّ النظر عن زمرة RH لديه؛ وكذلك إنقاذ حياة العديد من الأشخاص أصحاب الزمر السلبية النادرة شرط أن تتوافق زمر ABO لديهم؛ ممَّا يجعل اكتشاف هذه الزمرة واحدًا من الاكتشافات التي لا تُقدَّر بثمن؛ لكنَّهم قد يعانون داءً انحلاليًّا مزمنًا في بعض الحالات المترافقة مع هشاشةٍ في الكريات الحُمر.

المصادر:

هنا 

هنا 

هنا 

هنا