الطب > مقالات طبية
زرع نِقي العظم
نِقيُ العظام: هو النسيج الإسفنجي الدهني الموجودُ داخل التجويف العظمي، الذي يصنع خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصُّفيحات الدموية.
ويحتوي نِقي العظام على خلايا جذعية غير مُكتملة النمو أيضًا تُعرف باسم "الخلايا الجذعية المكوّنة للدم"؛ وهي خلايا غير مُتمايزة تستطيع التكاثر عن طريق الانقسام الخلوي لتنضج إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم أو تبقى خلية جذعية، وتستمرُّ هذه العملية طوال حياة الإنسان.
إنَّ زرعَ النِقي إجراءٌ طبيّ يعمل على استبدال نِقي العظام المُتخرِّب نتيجة مرض أو إصابة أوعلاج كيميائي، وتتضمَّن هذه العملية زرعَ خلايا الدم الجذعية التي تنتقل إلى نِقي العظام لتُنتج بعدها خلايا دم جديدة وتُحفِّز نموَّ نِقي جديد.
ما أنواعه؟
1- زراعة نِقي عظامٍ ذاتي:
تُستخدم الخلايا الجذعية للشخص ذاته، وتتضمَّن العملية جمعَ الخلايا الجذعية للشخص قبل إجراء علاج قاتل للخلايا؛ كالعلاج بالأشعة أو الأدوية الكيميائية، وبعد انتهاء العلاج تُعاد الخلايا إليه.
إنَّ هذا النوع غير مُتاح لكل الأمراض دائمًا، ويمكن استخدامه في حالة نِقيِ عظامٍ سليم فقط.
2- زراعة نِقي عظام من مُتبرِّع:
تُستخدم خلايا جذعية من مُتبرِّع، ويجب أن يكون المُتبرِّع مُتطابقًا مع المريض جينيًّا قدر الإمكان.
ونواجه هنا خطر مُضاعفات مُعيَّنة؛ مثل مُهاجمة الخلايا اللمفاوية التي يرجع أصلها إلى مُتبرِّعِ الجذعية الجديدة لأعضاء جسمالمتبرَع إليه، وربما تحتاج إلى تناول أدوية لتثبيط جهازك المناعي أيضًا كي لا يُهاجم الخلايا الجديدة؛ ما يجعلك عرضة للإصابة بالأمراض وخاصة الإنتانية.
يعتمدُ نجاح هذا الزرع على مجموعة من العوامل منها مدى تطابق خلايا المُتبرِّع مع خلايا المريض.
ولكن؛ ما الحالات التي قد تحتاج إلى زرع نِقي العظام؟
تُجرى عمليات زرع النِقي عندما لا يكون نقي الشخص سليمًا بما فيه الكفاية ليعمل على نحوٍ صحيح،
وبعضُ أسباب زرع نقي العظام:
1- فقر الدم اللاتنسجي.
2- السرطانات التي تُؤثِّر في النقي العظمي؛ مثل ابيضاضات الدم وبعض حالات اللمفومات والورم النقوي المُتعدِّد.
3- تخرب نقي العظام بسبب العلاج الكيميائي.
4- نقص العدلات الخلقي.
5- فقر الدم المنجلي.
6- التلاسيميا.
ما مراحل عملية زرع نقي العظام؟
1- إجراء بعض الاختبارات:
وذلك لتقييم صحة المريض العامة، وللتأكُّد من كونه مُستعدًّا لعملية الزرع جسديًّا، وقد يستغرق التقييم عدَّة أيام أو أكثر.
2- تركيب قثطرة:
يضع الجرَّاح أنبوبًا رفيعًا طويلًا (قثطرة) في وريدٍ كبيرٍ في الصدر أو الرقبة، وعادة ما تبقى القثطرة التي تُسمَّى (الخط المركزي) في مكانها طوال مدَّة العلاج، وقد يستخدمها الأطباء لنقل المُنتجات الخلوية المزروعة والأدوية ومكونات الدم الأخرى إلى الجسم.
3- جمع الخلايا الجذعية للزرع:
إذا كان الزرع ذاتيًّا؛ فعليك الخضوع لإجراءٍ يُدعى بـ(فصل مكونات الدم)؛ إذ يُسحَب الدم من الوريد إلى آلةٍ تفصله إلى أجزاء مختلفة، بما في ذلك الخلايا الجذعية، ثم تُجمع هذه الخلايا وتُجمَّد من أجل استخدامها في عملية الزرع، ويُرجع الدم المُتبقّي إلى جسدك.
أما في حال الزرع من مُتبرِّع؛ فيمكن أن تُؤخَذ الخلايا الجذعية من دم المُتبرِّع أو نقيِّ عظامه، ويمكن استخدام خلايا جذعية من دم الحبل السرِّي أيضًا.
4- عملية التهيئة:
بعد إكمال الاختبارات والإجراءات؛ تبدأ عملية تُعرف باسم "التهيئة" التي ستخضع عن طريقها للعلاج الكيميائي، وربما لإشعاعات من أجل:
أ. تدمير الخلايا السرطانية إذا كنت تُعالَج من ورم خبيث.
ب. تثبيط الجهاز المناعي.
ج. تهيئة نقي العظام للخلايا الجذعية الجديدة.
تُجرى عملية الزرع بعد عملية التهيئة؛ إذ تُغرَس الخلايا الجذعية في الجسم، وهي عملية غير مؤلمة؛ إذ يبقى المريض مُستيقظًا في أثنائها.
تشقُّ الخلايا الجذعية طريقَها إلى نقي العظام ليبدأ بعدها بتكوين خلايا دم جديدة، وقد يستغرق الأمرعدَّة أسابيع.
تختلف مدَّةُ التعافي من شخص إلى آخر فتتراوح بين عدَّة أسابيع إلى عدَّة أشهر؛ إذ سيكون جهاز المريض المناعي ضعيفًا في أثنائها؛ لهذا السبب عليه تناول الأدوية للوقاية من الإنتانات، وقد يحتاج إلى عمليات نقل الدم أيضًا.
يعتمد نجاحُ عملية زرع نِقي العظام الكثيرَ من العوامل، وعلى الرغم من ذلك؛ فإنَّ هذا الإجراء كان سببًا في شفاء الآلاف من مرضى الأورام الدموية.
المصادر: