الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
تعرّف على مايسترو الإقتصاد
آلان غريسبان أو الملقب بالمايسترو، ذلك الاسم الاقتصادي اللامع، والرّجل ذو النّفوذ الاقتصادي الأقوى في العالم أجمع، شغل غرينسبان منصب رئيس
البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة لمدة طويلة، و يُعدّ
من أهم الشخصيات الاقتصاديّة في العالم حيث يتفوق بذلك حتى على رئيس صندوق النقد الدولي، كما اشتهر بسياساته التي أثرت
على اقتصاد الولايات المتحدة بشكل كبير، فقد استطاع عام 1987 أن
ينقذ البلاد من أزمة انهيار سوق الأوراق المالية، وكذلك فقد ساهم في
الخروج من أزمة البطالة والتضخم التي عصفت بالبلاد وكانت ستكلف
الحكومة مليارات الدولارات، كانت إنجازاته تلك دافعاً نحو استمراره بمنصبه، إلا أن شهرته تدهورت بشكل ملحوظ بعد أن أدت بعض سياساته إلى مشاكل في النظام الاقتصادي والمالي،وكان أبرزها أزمتان أنتجتهما سياساته الخاطئة، تتمثل الأولى بعدم قدرته على التعامل بشكل حكيم مع أزمة الإسكان أو ما يسمى اقتصادياً بفقاعة الإسكان Housing bubble أما الأزمة الثانية والتي تعد أكبر من سابقتها فكانت ما سببه من مشاكل ناتجة عن عدم القدرة على التحكم والتنظيم المالي، فقد كان يعتقد أن النظام المالي يمكن أن يعيد توازنه بنفسه مما أضر بالعديد من الأشخاص وقتها وسبب كارثة ضخمة .
يتحدث غرينسبان في كتابه الذي ألفه بعنوان : ( The Map and the Territory: Risk، Human Nature and the Future of Forecasting ) عن تاريخه الطويل ويحلل الأزمات التي صادفها ويعيد صياغة أفكاره الاقتصادية، كما يقوم أيضاً بالدّفاع عن نفسه في مواجهة الانتقادات التي وجّهت له كثيراً، حيث يبين أن ما ارتكبه ليس إلا أخطاءاً محدودة يمكن الحد من آثارها وتصحيحها، ويوضح بالإضافة إلى ذلك العديد من ما يعتبرها حججاً وبراهين يحاول بها الدفاع عن نفسه، إلا أن ذلك كله برأي الكثيرين لا يشفع له، فلاتزال الأزمات التي سببها تشغل
ذاكرة العديد من الأشخاص وخصوصاُ أولئك الذين تأثروا بها بشكل مباشر وكلفتهم الكثير .
وفي النهاية يبقى المايسترو الرجل الاقتصادي الأبرز في العالم عموماً وفي الولايات المتحدة بشكل خاص، وعلى الرغم من الجّدل الذي أثاره وخلفته سياساته المالية فيبقى الرجل أهم الشخصيات المالية في العالم ورمزاً قوياً في عالم الاقتصاد والمال.
المصدر: