الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
الولاياتُ المُتَّحدة هي الدولةُ الأكثرُ تنافسيةً في العالمِ من جديد
تعودُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية من جديد إلى قمة الدول الأكثر تنافسيةً في العالم منذ عام 2008؛ إذ استعادت المرتبةَ الأولى وفقًا للمؤشِّر الصادر عن المُنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum؛ والذي أشارَ إلى أنه ما يزال هناك ما يمكن تحسينه من قِبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالشؤون الاجتماعية.
في الحقيقة، ومنذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 التي عطَّلت الإنتاج وسببت تباطؤًا في الاقتصاد العالمي؛ لم تحصل الولايات المتحدة على المركز الأول، وقد ورد في التقرير المنشور من قِبَلِ المنظَّمة التي تُقدِّم مؤتمر Davos عن السياسات والاقتصاديات العالمية ما يلي: "إنَّ التعافي الاقتصادي يجري على نحوٍ جيد، فمن المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4% في عامي 2018 و2019".
ولكن حذر الباحثون من أنَّ هذا التعافي لا يزال عُرضةَ لمجموعةٍ من المخاطر والصدمات المحتملة، وأشاروا إلى حربٍ تجاريةٍ قد تنشأ بين الولايات المتحدة والصين؛ وذلك بسبب عدِّ الأخيرة عائقًا محتملًا للنمو يمكنه إعاقة الانتعاشِ وعرقلةُ الاستثمار؛ فقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركيةً على ما تبلغُ قيمته 250 مليار دولار من البضائع الصينية؛ لتردَّ الصين بفرض رسومٍ مماثلةٍ على ما تبلغُ قيمته 110 مليار دولار من المستورداتِ الأمريكية؛ إذ تتنازعُ الدولتانِ فيما بينهما بشأنِ اختلالات الميزان التجاري وقضايا أخرى، وقد قيَّمَ تقرير التنافسية العالمية لهذه السنة 140 دولةً وفقًا لـ 98 من المؤشراتِ التي تقيسُ استثماراتِ الأعمال والإنتاجية؛ إذ صُنِّفت هذه المؤشرات في اثني عشرَ محركًا رئيسيًا للإنتاجية تشملُ مؤسسات الدولة والذكاء التكنولوجي والبنية التحتية وأنظمة التعليم وحجم السوق والابتكار.
يصنِّف التقريرُ الدولَ تبعًا لمدى توافقها وقربها من المثالية التنافسية، فسجَّلت الولايات المتحدة 85,6 من أصل 100، ويذكر التقرير بأنَّ الثقافة الأمريكية النشطة في مجال الأعمال، وهيمنتها على تقديم سوقِ عملٍ تنافسي ونظامٍ مالي استثنائي هي من بين العواملِ المتعددةِ التي تساهم في جعل نظام الابتكار الاقتصادي الأمريكي أحدَ أفضلِ الأنظمة في العالم، ولكن مع ذلك؛ لا يزال هناكَ مجالٌ للتحسين؛ ففي حينِ أنَّ الإطارَ المؤسساتيَ للبلد لا يزال سليمًا نسبيًا؛ لكن توجد مؤشراتٌ على ضعفِ النسيجِ الاجتماعي وتدهورِ الوضعِ الأمني، ويشيرُ التقريرُ إلى أن معدَّل جرائمِ القتل في الولايات المتحدة هو خمسةُ أضعاف المعدَّل في الاقتصاديات المتقدمة.
عند القياس وفقًا لاستقلال القضاء، ومستويات الفساد؛ فإنَّ الولاياتَ المتحدة تخرج من بين الدول العشرِ الأوائل، ثمَّ إنها تتخلف عن الاقتصاديات المتقدمة في مجالِ توقعات الحياة الصحية والتي تقيس عدد السنين المتوقع للحياة بصحة جيدة؛ إذ يبلغ رقم الولايات المتحدة 67,7 عامًا وهو أقلُّ بقليلٍ من أرقام سيريلانكا والصين، وأقلُّ بثلاثِ سنواتٍ من المتوسط في الاقتصاديات المتقدمة.
ومن ناحيةٍ أخرى؛ فإنَّ التغلغلَ التكنولوجي منخفضٌ نسبيًا مقارنةً بالاقتصاديات المتقدمة أيضًا، بما في ذلك اشتراكات النطاق العريض الخلوية واستخدام الانترنت؛ إذ يستخدم 76% من الأمريكيين البالغين الإنترنت بانتظام، وهو أقلُّ من المتوسط لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ووفقًا للمؤشِّر عمومًا؛ تراجعت سويسرا من المركز الأول العام الماضي إلى المركز الرابع هذا العام؛ إذ تجاوزتها كلٌّ منَ الولايات المتحدة وسنغافورة وألمانيا، وأمَّا بقيَّةُ الدولِ العشرِ الأوائل فهي اليابان وهولندا وهونغ كونغ والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك، وأخيرًا؛ تجدرُ الإشارة إلى أنَّ هذه التصنيفات تعتمدُ على البيانات العامة المنشورة عن المقاييس؛ مثل مستويات التضخم والدين جنبًا إلى جنب مع استطلاعات الرأي للرؤساء التنفيذيين.
المصدر: