علم النفس > الصحة النفسية
الحيوانات الأليفة والصّحة النفسيّة
هل من الممكن أنْ يكونَ حيوانك الأليف طبيبَك الشخصي؟!
إذا كنتَ تعيشُ ضمن الثمانين مليون منزلًا التي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمتلك حيوانًا أليفًا واحدًا على الأقل؛ ربما تستطيعُ أنْ تجدَ الراحة متمثلةً في تأثير ذلك الذيل الذي يتراقص أو حتى هيئة الأنف الرطب لهذا الحيوان الأليف.. هذه التأثيرات تُدعَى بـ "Pet’s effect" أو تأثير الحيوان الأليف.
فأيُّ شخص يمتلك حيوانًا أليفًا سوف يخبرك عن أسرار العيش معهم في بيتٍ واحد ومنافعه.
يَعِدُّ 98% من المالكين للحيوانات الأليفة أنَّ حيواناتهم هي جزء من أفراد عائلتهم، وأنها لا تقل أهميةً عن أصدقائهم وأقربائهم، فهم لا يشعرون بالسعادة معهم فحسب، وإنَّما بالصحة أيضًا.
وجدَ الباحثون في دراسة استقصائية أنَّ 75% من المالكين للحيوانات الأليفة اعترفوا بتحسن صحتهم النفسية بوضوح بعد امتلاكهم لها.
وبدوره؛ يكرس مركز الأبحاث للعلاقة الإنسانية الحيوانية (HABRI( دراسةً عن دور الحيوان الأليف وتأثيره في صحة الإنسان، فيقول إنَّ أبحاثَه توصلتْ إلى نتائجَ إيجابية عن التفاعل بين الإنسان وحيوانه الأليف الخاص به عن طريق تحول المتغيرات الفسيولوجية في كلٍ من الإنسان والحيوان، مثل تقليل الضغوط النفسية الذاتية (الخوف والقلق) وزيادة معدل إفراز هرمون الأوكسيتوسين Oxytocin في الدماغ، وهذا الهرمون يُفرَز في حالاتٍ مثل الحب والثقة.
توضح الدراسة أنَّ للاستجابة البيولوجية آثارًا سريرية قابلة للقياس، ثمَّ إنَّ لها دورًا مهمًّا في تكوين الصداقات ومعرفة الناس.
ونظرًا للاستناد إلى هذه الأسس العلمية؛ فإن بعض الدول وفي بعض الأماكن المخصصة أصبحتْ توفر خدمة مرافقةِ حيوان أليف لك لمساعدتك في تجاوز همومك ومشكلاتك الشخصية على نحو استثنائي.
فالحيوان الأليف اختيار مثالي للرفيق الممتاز والمحفز لأصحابه، وهو سبب مساعد في الاقتراب من عيش حياة نفسية صحية أكثر.
ومن الآثار الجلية والفوائد العديدة للحيوانات الأليفة وتربيتها؛ نذكر:
الحيوانات الأليفة والاكتئاب:
تكون الحيوانات الأليفة محفزًا جيدًا للناس، فالكلاب خصوصًا يمتلكون قدرةً عاليةً على تحفيز أصحابهم وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية، وهذا مفيد للذين يعانون الإحباط!
فإن الحيوانات الأليفة تتيح فرصة للمرضى لتصفية أذهانهم أيضًا، وإضافة إلى كون عنايتك بهم تعطي يومك معنًى وشعورًا بالإنجاز وتساعد في شعورِك بالقيمة والحاجة من شيء آخر!
الحيوانات الأليفة تجعلك اجتماعيًا جدًّا:
تُصادِق الحيواناتُ الأليفة أصحابَها بتميّز واضح، ثمَّ إنّهم ملائمون للصحة العقلية، إذ إنَّ امتلاكك حيوانًا أليفًا يقتضي منك أنْ تأخذه إلى أماكنَ جديدة لم تكن ترتادُها مسبقًا، ويتطلب منك أنْ تتعامل مع أناس جديدين أيضًا، كالطبيب الخاص بحيوانك الأليف، وزملاء التنزه الذين تصادفهم، وأناس آخرين كثر!
الحيوانات الأليفة والوحدة:
إن الحيوان الأليف يمكن أن يكون صديقًا رائعًا خصوصًا لمنْ هم أكبرُ سنًا أو يعيشون وحدهم، إذ يقدِّمُ لصاحبه حس الأمان، ثمَّ إنّه يشاركه روتين يومه المعتاد.
الحيوانات الأليفة وتوحد الأطفال:
تُستخدَم الأحصنة والكلاب كثيرًا لمساعدة الأطفال الذين يعانون التوحد عن طريق أنشطة التكامل الحسي التي تساعدهم في فهم الطريقة التي يبدو فيها شيءٌ ما جديدًا عند رؤيته أو لمسه أو حتى تمييز صوته. فغالبًا ما يجدون أنفسهم يتعاملون مع الحيوانات تعاملًا مقبولًا -بالنسبة إليهم-، إذ إنَّ الحيوانات الأليفة تعمل على تقليل النمطية في السلوك وتزيد قدرة التواصل مع الغرباء.
الحيوانات الأليفة تقلل التوتر:
يعاني معظمُ الناس التوترَ والقلق، لكنَّ الباحثين وجدوا أنَّ امتلاك حيوان أليف يقلل من التوتر، ثمّ إنّه يخفض من معدل ضغط الدم أيضًا!
على سبيل المثال؛ عندما تشاهدُ حوضَ الأسماك الخاص بك في منزلك فسوف يكون له دور كبير ومهم في تخفيض مستوى التوتر لديك، وجعل فكرك أكثر انتظامًا براحةٍ أكبر.
الحيوانات الأليفة تتطلب روتينًا محددًا ومنظمًا:
وذلك باحتياج الحيوان الأليف إلى روتين خاص بالتغذية والتنظيف والتمرين، ممّا سينعكس على صاحبه ويحفّز المالكَ على الاهتمام بنفسه ومظهره تحفيزًا أكبر أيضًا، وهذا تلقائيًا سيحسن الصحة العقلية للمالك.
وأخيرًا؛ مع أنَّ للحيوان الأليف دورًا مهمًّا وكبيرًا في معالجة الأمراض النفسية والعقلية يجدر بنا أن نذكر ضرورة استشارتك لطبيبك قبل أنْ تقرر الاعتناء بحيوان أليف في حال كنت تكافح بدرجة كبيرة من أجل الاهتمام بنفسك فقط.
المصادر: