الفنون البصرية > سلسلة تاريخ الفن
كركوز وعواظ؛ على لائحة اليونيسكو للتراث الثقافي السوري اللامادي
من منا لم يسمع بكركوز وعواظ ومغامراتهما الشائقة وحكاياتهما الفكاهية؛ اللذان كانا جزءًا أصيلًا من ذاكرة بلادنا التراثية، وكانت دمشق موطن قصصهم الرئيس؛ دعونا إذًا نحتفل بخطوةٍ مهمة في تسجيلهما عنصرًا من عناصر مسرح الظل على لائحة اليونيسكو للحماية العاجلة للتراث الثقافي السوري اللامادي، لعلها تكون البداية لخطواتٍ عديدةٍ لحماية هذا التراث الثمين.
مسرح الظل؛ هو ذلك الفن التقليدي الذي يتكوَّن من دمى يدوية الصنع تتحرك خلف ستارةٍ شفافةٍ رقيقة أو خلف شاشة داخل مسرحٍ مظلم، إذ يُوضح الضوء من وراء المسرح ظلال الدمى على الشاشة التي تتنقَّل تبعًا للنص الشفهي أوالموسيقى.
يتناول المحتوى المسرحي لمسرحية الظل؛ الانتقادات الاجتماعية الفكاهية مُوظِفًا عناصر من الشعر، والنثر، والغناء، والموسيقى والتهكُّم في قصصٍ متتابعة بين شخصيتين رئيسيتين هما: كركوز الساذج وصديقه الذكي عواظ، وشخصيات أخرى تشمل شخصيات نسائية وحيوانات ناطقة.
تُقدَّم العروض عادةً في المقاهي الشعبية، حيث يتجمَّع الناس لمشاهدة قصص الحياة اليومية، ولكن من المؤسف تراجُع نسبة انتشار مسرحيات الظل على مر السنين، لا سيما بسبب انتشار التكنولوجيا الحديثة وأشكال الترفيه الرقمية، والتشريد الجماعي للشعب السوري داخل وخارج البلاد نتيجة النزاعات المسلحة في سورية، فاقتصرت معظم العروض الآن على المهرجانات، وبالأخص في العطل والمسارح، وإنَّ التقاء هذه العوامل قد سلبت استدامة هذا العنصر، لدرجة أنَّه يوجد مُخايلٌ واحدٌ نشطٌ في دمشق فقط، والمخايل؛ هوالذي يحرك الدمى خلف الستارة.
وذُكر في البيان الصحفي للأمانة السورية للتنمية عن تسجيل عنصر مسرح خيال الظل على قائمة الصون العاجل:
"أُعِدَّ ملف الترشيح من قبل الأمانة السورية للتنمية ليكون جزءًا من خطة صون للعنصر على مدى أربع سنوات، وذلك بالتشارك مع الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المحلي والممارسين والفنانين، وبدعمٍ استثنائي من وزارة الثقافة ومندوبة الجمهورية العربية السورية الدائمة لدى اليونيسكو، وبعد تقييم الملف من قِبل خبراء هيئة التقييم في اليونيسكو؛ اتُخِذ القرار بإدراج العنصر في قائمة اليونيسكو ليصبح اعترافًا دوليًّا بالتراث الثقافي السوري الغني".
المصادر :
1- هنا
2- هنا