متلازمة رجل الشجرة

رجل الشجرة!.. لسنا نتحدث عن شخصية خيالية من أحد أفلام الأبطال الخارقين؛ بل عن متلازمة طبية جينية نادرة تُصيب الإنسان وتُسبِّب له مشكلات كثيرة. و لكي نتعرف هذه المتلازمة؛ لا بُدَّ من أن نبدأ بقصة سريرية عن مريض إندونيسي لُقِّبَ بـ (رجل الشجرة) فترة طويلة من حياته.

عند النظر إلى الرجل؛ لا يمكن للوهلة الأولى تحديد أية معالم طبيعية على ذراعيه أو يديه أو أقدامه؛ إذ يُغطِّيها بِنية سميكة وضخمة تُشبه جذور الأشجار في اللون والبِنية.

واكتشف الأطباء بعد مدة أنَّ الرجل لديه شكلٌ نادرٌ من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري Human Papilloma Virus المعروف بانتقاله عن طريق الجنس؛ ولكن هذه الحالة كانت مختلفة؛ إذ هناك أنماط عديدة منه وتختلف الإصابة به حسب كل نوع. ولكن الإصابة بالفيروس لم تكن السبب الوحيد بتطور المرض على هذا النحو؛ إذ وُجِد بأنه كان مصابًا بمشكلة جينية تُدعى خلل تنسُّج البشرة الثؤلولي Epidermodysplasia verruciformis؛ وهي مرض وراثي مُتنحٍ ناتج عن طفرتَين في جينَين مُتجاورين EVER1 وEVER2؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة قابلية العدوى بأنماط مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري HPV. ويُشار إلى هذه الأنماط بـ EV-Hpv Type، وهي واسعة الانتشار ولا تؤذي السليمين غير المصابين بهذه الطفرات.

يُسبِّب المرض ظهور آفات جلدية مُتعدِّدة الأشكال؛ إذ تبدأ بشكل ثآليل مسطحة وتتطور لتنتهي في بعض الأحيان بالإصابة بسرطان جلدٍ غير ميلانيني، ثم إن هذه الآفات تُشاهَد على المناطق المعرَّضة للشمس كاليدين والجبهة والرقبة في الغالب.

ويُعدُّ الاستئصال الجراحي أحدَ الخيارات العلاجية؛ ولكن يمكن توظيف طرائق داعمة لعلاج الآفات المُحتملة الخباثة وتقليل عدد الجراحات اللازمة.

وقد خضع المريض إلى 9 عمليات أزال فيها الجراحون 12 باوندًا من الثآليل، فعادت يده لتُشبه اليد الطبيعية وأصبح بإمكانه تأدية الأنشطة التي لم يكن قادرًا على أدائها كالأكل والكتابة واستخدام الجوال، ولكن؛ عاودت الثآليل النمو وتبيَّن أنه من الممكن أن يضطر إلى الخضوع لجراحتين كل سنة بقية حياته.

المصادر:

هنا

هنا