الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة السياسية
نظريات السياسة الدولية - النظرية الليبرالية ونظرية النظام
3- نظرية الليبرالية / نظرية المثالية / النظرية الدولية الليبرالية:
بالنسبة لليبرالية يعتبر الأفرادُ صالحين في الأساس والفطرة وقادرين على التنسيق المفيد للمساهمة في التغيير الإيجابي. بمعنى آخر، تحتجُّ الليبرالية بأن هناك الكثير من التنسيق في العالم وليس التنافس فقط. فلا تقتصر الدول فقط على التنافس والقلق من أجل القوة، بل هي تسعى إلى بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وسلاماً. وهي تقوم بذلك لأنها تعلمت أن التنسيق في كثير من الحالات يعتبر استراتيجية أفضل من الصراع. ويمكن أن تنظر الليبرالية إلى الحرب الباردة وتدرس القيم المختلفة التي تحملها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لتجد في الطبيعة القاسية للاتحاد السوفييتي سبباً لهذا العداء.
وتنظر الليبرالية إلى المنظمات الدولية والغير حكومية وما بين الحكومات على أنها عوامل فاعلة أساسية في النظام الدولي. تملك الدول العديد من الاهتمامات وليست بالضرورة دولاً ذات اهتمام ذاتي فقط، رغم أنها تظل ذات سيادة.
لقد أصبحت واحدة من أكثر التطورات هيمنةً في النظرية الليبرالية هي الحادثة التي عُرِفَت بالسلم الديمقراطي، تم تخيله عبر إيمانيول كانت Immanuel Kant ، يصف هذا السلم الديمقراطي غياب الحرب بين الدول الليبرالية. ولكن النظرية التي تقبع وراء هذه الحقيقة التجريبية ما تزال أقل وضوحاً. ولم يضع مفكرو العلاقات الدولية نظرية مقنعة عن السبب وراء عدم اقتتال الدول الديمقراطية مع بعضها البعض. وعلاوة على ذلك، فيمكن أن يكون الطريق للسلم الديمقراطي دموياً بشكل أخص؛ وقد برهن إيدوارد مانسفيلد وجاك سنيدر Edward Mansfield and Jack Snyder بشكل مقنع أنه من المناسب أكثر أن تذهب الدول في طور التحول إلى الديمقراطية إلى الحرب أكثر من أن تذهب إليه الدول الأوتوقراطية أو الديمقراطية الليبرالية.
وقد طور أندرو مورافكسيك Andrew Moravcsik نظرية ليبرالية أكثر عمومية للعلاقات الدولية مرتكزاً على ثلاث افتراضيات رئيسية:
i. الأفراد والمجموعات الخاصة، وليس الدول، هي العوامل الفاعلة الأساسية في سياسة العالم.
ii. تمثل الدول قسماً مهيمناً من المجتمع المحلي وتخدم مصالحه.
iii. يتحدد سلوك الدول بتشكيل هذه المجموعات على المستوى العالمي.
الليبراية الحديثة:
فرعً من الليبرالية. تركز على الطريقة التي يمكن للمؤسسات أن تؤثر فيها على سلوك الدول عن طريق نشر القيم. ويمكن أن يركز الليبراليون الحديثون على الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة أو منظمة التجارة العالمية في تشكيل سلوك السياسة الخارجية للدول. ويمكن أن ينظروا إلى الحرب الباردة ويقترحوا طرقاً لتثبيت الأمم الممتحدة لجعلها أكثر فعالية.
4- نظرية النظام:
تُشتَقُّ هذه النظرية من المبادئ الليبرالية التي ترى بأن المؤسسات أو أنظمة الحكم الدولية تؤثر على سلوك الدول (أو العوامل الدولية الفاعلة الأخرى). وتفترض إمكانية التنسيق في نظام الدول الفوضوي. فأنظمة الحكم هي أمثلة للتنسيق الدولي.
وبينما يتوقع الواقعيون أن يكون الصراع هو النمط الدارج في العلاقات الدولية، يقول مفكرو نظرية الحكم أن هناك تنسيقاً على الرغم من وجود الفوضى السياسية. وغالباً ما ينوهون إلى التنسيق في التجارة وحقوق الإنسان والأمن الاجتماعي من بين القضايا الأخرى. هذه الأمثلة عن التنسيق هي أنظمة الحكم في حد ذاتها. مؤسسات تمتلك المفاهيم وقوانين اتخاذ القرار والإجراءات التي تسهل تحقيق الأهداف المشتركة.
تتناول هذه السلسلة النظريات الأساسية في العلاقات الدولية وتتضمن:
النظريات الوضعية:
- النظريات الواقعية الكلاسيكية والحديثة والكلاسيكية الحديثة (هنا)
- النظرية المؤسساتية (هنا)
- النظرية الليبرالية ونظرية النظام (هنا)
النظريات بعد الوضعية (هنا)
- نظرية المجتمع الدولي
- نظرية البناء الاجتماعي
- الماركسية
- الإدراكية
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
مصادر الصور: