الهندسة والآليات > التكنولوجيا
أقمشةٌ ذكيةٌ بمميزات عجيبة
وقف البروفيسور يوئيل فينك (Yoel Fink) تحت مصباح الغرفة مرتديًا ما يبدو للمشاهد قبعة بيسبول عادية، وقال: "هل تسمع ذلك؟"؛ إذ فسَّر ذلك بتكنولوجيا أشباه الموصِّلات في ألياف القبعة تُحوِّل الصوت المشفَّر في النبضات الضوئية إلى نبضات كهربائية، إذ تَتحوَّل هذة النبضات بعد ذلك إلى صوت، هذا هو أحد الأمثلة الأولى للأقمشة المتطوِّرة، إنَّها تبدو قبعةً عادية، ولكنَّها في الواقع نظام اتصالات بصريَّة متطور.
يَعمل فينك وفريقُه على تشكيل تعريفٍ جديد للأقمشة؛ أي أن تكون الملابس نظامَ اتصالات: يُمكن للقبعة التي تلتقط إشارات الضوء وتحوّلها إلى صوتٍ يمكن أن يُحافظَ على إمكانية إنقاذ الحياة، ومن هنا؛ جاءت فكرةُ سلامة المشاة والسيارات الذاتية القيادة، فالاستثمارات الضَّخمة تذهب إلى السيارات، لكن؛ ماذا عن المشاة؟ هل نتعرف نحن -لكوننا مشاةً أو سائقي دراجات هوائية- إلى ما إذا السيارة قد انتبهت لوجودنا بجوارها أم لا؟ مع الأقمشة ذات الاتصالات البصرية؛ لا يُمكن لقبعة البيسبول الخاصة بك تنبيه السيارة إلى وجودك فحسب، لكن من المهمِّ أن تعلمَ أنتَ ما إذا كانت السيارة قد اكتشفتك أم لا، فهذه هي الأقمشة من أجل مستقبل القيادة الذاتية.
وتتمثل الخُطة الشاملة في زيادة قيمة الأقمشة في المجتمع، وتحويلها من شيء تشتريه - للاستخدام- ثُمَّ ترميه إلى تأسيس منصَّة من أجل التجارب والخدمات مثل: الاتصالات والتصميم حسب الطلب. ويَتطلَّب تحويل الأقمشة أنواعًا جديدة من تِقنِيات الألياف التي تشمل الاتصالات وتخزين الطاقة وتغيير اللون والمراقبة الفيزيولوجية وغير ذلك؛ إذ يقول فينك: "إنَّنا نقترح تشبيهًا لقانون مور خاصًّا بالأقمشة"، ومثلما نَمت قدرات الرقاقات الدقيقة نموًّا كبيرًا في أثناء العقود القليلةِ الماضية؛ فإنَّ قدراتِ الألياف على وشك الإقلاع.
ومن أجل تمكين تحويل هذا الإقلاع؛ يَحتاج المرءُ إلى شركاء، فقد جمَّع (AFFOA) 130 منظمة في شبكة وطنيةٍ من أجل نماذج النسيج المتقدِّم، ويُشارك كثيرون من قطاع الصناعة في عشرات المشاريع؛ التي تهدُف إلى الحصول على "ألياف قانون مور" في منتجاتها وعملياتِها. ومن أجل إشراك الصناعة والأوساط الأكاديمية بسرعة؛ أَطلق (AFFOA) برنامج (MicroAwar) للابتكار مدته 12 أسبوعًا، ويَشمل المحاولاتِ السريعةَ بين (AFFOA) وعضو يسعى لمعالجة التحدِّيات في الحصول على ألياف متطورة في الأقمشة والمنتجات، إذ تُقدَّر السنة في (AFFOA) بـ 90 يومًا، وتُسمَّى بإبداع على مدار الساعة.
وتجسّدُ هذه "الأقمشة المتطورة" الجديدة أجهزة أشباه الموصلات العالية السرعة، وإضافةً إلى ذلك؛ الثُّنائيات الباعثة للضوء والديودات الضوئية في مواد نسيج ناعمة. وتتحدثُ كثيرٌ من الشركات في العالم عن الأقمشة الذكية، ولكن؛ في الحقيقة ينتهي الأمر بإدخال مواد موصِّلة في الأقمشة، إذ لا يمكن للمعادن بمفردها أداء عملياتٍ معقدةً للغاية؛ من أجل الحصول على وظائف متطورة في أيِّ شيء. ومن الأفضل؛ أن تُشرَك المكونات الأساسية للتكنولوجيا الحديثة؛ وهي أشباه الموصلات، وهو ما يُركَّز عليه من عدِّ الأقمشة برمجياتٍ جديدة، واستغلالِ الفرص لخلق تجارِب وخدمات جديدة عن طريق الأقمشة بالطريقة نفسها التي اتبعتها البرامج على مدار العقد الماضي، لذلك؛ لا نحتاج إلى التكنولوجيا فحسب، بل إلى أصحاب الأعمال والمستثمرين المهمِّين؛ لتحقيق هذا التحوُّل والصناعة من أجل الإنتاج والمساعدة على إعلام المستهلكين بالأفضليات.
يتتبَّع فينك جذور نجاحه في ثقافة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ وهي روح المبادرة ووجود الموجهين واحتضان الأفكار المتغيرة. وبوصفه طالبًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ طوَّر فينك الثقة ليطلب من مجموعة أساتذة سؤالًا أدى به إلى أساس اكتشاف نوعٍ جديد من المرآة التي سُوِّقت منذ ذلك الحين واستُخدِمت في علاج مئات وآلاف المرضى بوصفها جزءًا من جهاز طبِّي منقذ للحياة، ثمَّ إنَّها أرست الأساس لإنشاء (AFFOA)، فكثيرٌ من الناس يُدركون أنَّ الأفكارَ تأتي من اتجاهات مختلفةٍ ومن جميع المستويات، وأنَّ الطالب الذي يجلس أمامك قد يَكتشف في نهاية الأمر علاجًا للمرض، أو يكتشف قانونًا أساسيًّا، أو يُنشِئ شركةً رائعة. وبذلك؛ استمعْ دائمًا للجميع.
المصادر :
1- هنا