العمارة والتشييد > التصميم المعماري
منزل اللغة الرمزية للمكفوفين
أنهى مكتب So & So Studio تصميم فراغ ذكي ضمن منزل حديث لإمرأة ضريرة في مدينة ثين في إيطاليا Thiene, Italy. كانت العميلة جاهزة لتغيير ما أسمته "المنزل" لمدة خمسة وخمسين عاماً، فاختار المصممون تنفيذ عملية تعديل وطريقة طبيعية لمساعدة المرأة (التي تعاني من ضعف في الرؤية) للتنقل في منزلها الجديد.
إن عملية إدراك البيئة الجديدة بالنسبة للمالكةِ الكفيفة أمرٌ أساسي لا يتعلق فقط بوظائف الفراغ ولكن بالحياة اليومية داخل ذلك المنزل.
لذا بدءًا من اليوم الأول، بدأت الفكرة الرئيسية لتصميم المشروع من لغة رمزية بسيطة.
أٌنجزت الفكرة عن طريق تصميم المشروع باستخدام مواد منتقاة بشكلٍ دقيق من الحجر والبورسلان.
وتهدف للوصول إلى التوازن المثالي بين بنية المواد لتُرشد استخدام المنزل بين عناصر البرنامج الوظيفي باستخدام نظام خريطة مدمج.
كانت الخطوة الأولى في التصميم هي توجيه الفراغات حول ممر وحيد يشكل العمود الفقري للمنزل؛ مما يجعل التصميم واضحاً للمستخدم الكفيف فلا يخلق إحساس المتاهه ويضمن حركةً فعالةً في جميع أنحاء المنزل.
تتوضع المداخل كثلاث نقاطٍ رئيسية موزعة على المسار (الممر) المركزي؛ مما يتيح إمكانية الوصول من المرآب، والباب الأمامي والفناء الخلفي.
يربط المسار المركزي بين المساحتين الرئيسيتين وغرفة النوم والمطبخ من خلال المنزل بأكمله، مع عُقد على طول الطريق لغرفة الضيوف والحمام وغرفةِ المعيشة.
أُعدَ التصميم مباشرة مع العميلة لرسم عاداتها اليومية ومسارها المعتاد داخل هذا المنزل.
كفل ذلك تنظيماً بديهياً للمنزل وساعد في تخفيف صعوبة الانتقال عند القيام بالأنشطة اليومية من البيت القديم إلى البيت الجديد.
أصبح كل استخدام أو نشاط يومي بمثابة عُقدة في خريطة منزل So & So Studio.
ثم ظهرت الحاجة إلى دمج هذه العُقد ضمن التصميم باستخدام لغة مادية تفهمها العميلة المستخدمة للفراغ.
بدأت هذه العملية أولاً بالطريقة التي شرح بها المصممون أفكارهم للزبونة. فعلى الرغم من استمرار المصممين في استخدام العالم الرقمي للعمل والتصميم، لكنهم استخدموا العالم المادي لإيصال الفكرة من خلال نماذج مادية ملموسة كأداة لفهم أي تغييرات في التصميم.
ركز المصممون على توضيح منهجية العُقد داخل خريطة المنزل عن طريق التخلص من عتبات الأبواب و التغييرات في المواد التي تشكل عوائق غير ضرورية لفهم التوجيه المناسب للحركة. وبالتالي أنشأ So & So Studio استمرارية مكانية في جميع أنحاء المنزل لتعزيز وضوح هذه العُقد داخل الخريطة ودعم منحنى التعلم الخاص بالزبونة الكفيفة وتسهيل الانتقال إلى منزلها الجديد.
كنتيجة نهائية، وضًّح المصممون الحركة للزبونة الكفيفة في كل عُقدة عن طريق أبجدية رمزية من القواعد البسيطة في أرضية المنزل. واستخدام بلاط حجري بنقوشٍ مختلفة ضمن تصميم قوالب الأرضية يؤكد على عُقد البرنامج الوظيفي، وبالتالي ينشط المصممون نظاماً لإيجاد الطريق داخل المنزل.
وأخيراً، يشكل منزل اللغة الرمزية دليلاً آخر على كون العمارة ردًّ فعل على الحاجة. وأكثر العمارة تأثيراً هي تلك التي تعطي حلولاً ابداعيَّة لهذه الحاجة، فنحن نبني المباني ومن ثمَّ تتولى المباني بناء حياتنا.... ولابدَّ من القول أن البلدان التي تأخذ بعين الاعتبار في عمارتها جميع الفئات هي البلدان الأكثر تحضراً وإنسانيَّةً، فما رأيكم ؟ هل من الممكن فعلاً تطبيق تفاصيل اللغة الرمزية للمكفوفين في عمارةِ بلادنا وخاصةً في مبانينا العامة لتكون سهلة الوصول و الاستخدام للجميع؟
المصدر: