الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
ستَّة مبادئ يجب على كلِّ مستثمرٍ تذكُّرها.
لبدء استثمار طويل الأجل؛ هناك مجموعة من المبادئ يجب على كل مستثمرٍ تذكُّرها:
1- لا تستطيع البدء مبكرًا جدًا:
ربما لم يذكُر "ألبيرت آينشتاين" أنَّ الفائدة المركَّبة هي الأعجوبة الثامنة في العالم، لكن من المهم للغاية تذكُّرُ هذا الشعار، وقد بدأ السيد "إكس" خطة ادِّخارٍ لبناته عندما بلغن الثالثة من العمر، فإذا افترضنا أن العائد 4% سنويًا؛ فهذا يعني أن المجموع سيتضاعف مرتين بعد 18 عام، وأربعةَ مراتٍ في 36 عام، وثماني مراتٍ في 54 عام. ولننظر إلى الأمر بطريقة أخرى؛ فلنفترض أنك وضعت مبلغًا معينًا في عقلك للتقاعد، فإذا بدأت بالادخار بعمر الـ20؛ فستحتاج للمساهمة بنصف الأموال التي كنت ستساهم بها شهريًا لو بدأت بعمر الـ30.
2- المخاطرة والعائد مرتبطان، ولكن لا تعتقد أنَّ العائد مضمون:
طوَّرَ بعض الأكاديميين في النظرية الاقتصادية مثل "هاري ماركويتز" و "ويليام شارب" التفسيرات المعقَّدة للعلاقة بين المخاطرة والعائد، ومن هنا وصلنا إلى مفهومات كمخاطر الأمن بالنسبة إلى السوق، ولكن عادةً تقاسُ المخاطر من حيث التقلبات قصيرة الأجل، ومن المفترض -إذا احتفظت بموجوداتٍ محفوفةٍ بالمخاطر فترة كافية- أن تحصل على المكافأة في النهاية، ولكن هذه ليست هي الحال عندما تبدأ من تقييماتٍ مرتفعةٍ كما كان الحال في اليابان في العام 1989 أو "ناسداك" في العام 2000.
لا تتعلق المخاطر بالتقلُّبات فحسب؛ وإنما بخسارة رؤوس المال، ولهذا السبب يجب دائمًا على المستثمرين أن يكون لديهم بعض الأموال نقدًا أو على هئية سنداتٍ حكومية.
3- من المرجَّح أن تكون عوائد الأجل الطويل أقل بدءًا من الآن:
حتى لو لم يكن أداء الأسهم سيئًا كما هو الحال في اليابان منذ عام 1989، فإنَّه لا يزال من المحتمل كسب عائداتٍ اسميّةٍ أقل من الآن فصاعدًا، وهذه مجرد رياضيات؛ فكلٌّ من العائدات قصيرة الأجل وعائدات السندات طويلة الأجل منخفضتان في كلٍّ من القيمة الاسمية والحقيقية.
يُعدُّ العائد من الأسهم أو ما يعرف ب"علاوة المخاطرة" أعلى تلك العائدات، وليس هناك سبب معقول لماذا يجب أن تكون علاوة المخاطرة أعلى بكثيرٍ اليوم، ويعتقد فريق كلية لندن للأعمال أنها تقف عند 3.5% اليوم.
بالعودة إلى التقييمات المتوسطة؛ فالمتوقع اليوم عوائد حقيقية سلبية لجميع أسواق الأسهم ما عدا الناشئة منها (ينطبق الأمر نفسه على السندات)، وعلى هذا الأساس فإنَّ صناديق التقاعد الأمريكية التي تعتقد أنها ستحقق ما بين 7% و 8% تخدع نفسها.
4- الرسوم هي المكافئ المالي للدودة الشريطية:
فلنفترض أنك استثمرت 100ألف دولار مدة 20 عامًا، وتأمَل في كسب 4% سنويًا، وكان هناك نوعان من المنتجات المتاحة؛ واحد مع رسم سنوي قدره 0.25%، والآخر مع رسم قدره 1%، كم سيكلفك هذا الأخير؟
من المغري الاعتقاد بأنَّ الإجابة صغيرة؛ فالمسألة تتعلق باختلاف في 0.75% فحسب!، ولكنَّ الإجابة هي 30000 دولار، وبالطبع من المغري الاعتقاد بأن المنتجات التي تفرض رسومًا أكبر تحقق عوائد أكبر، ولكنك لا تعرف ذلك؛ فكل ما تعرفه هو الرسوم.
5- التنويع عالميًّا:
هناك الكثير من الإحصائيات عن الأداء على المدى الطويل المستمدَّة من أمريكا، والتي كانت أعظم قصة نجاح في القرن العشرين، ولكن في ذلك مثالٌ على الانحياز للبقاء؛ ففي العام 1900 كان الناس يعتقدون أن روسيا أو الأرجنتين ستفعل هذا بالجودة نفسها أو حتى أفضل، وأنه من المغري بالنسبة إلى الأمريكيين أن يعتقدوا أنهم ليسوا بحاجةٍ إلى الاستثمار في الخارج، لا سيما وأن معظم عمالقة التكنولوجيا يتخذون من أمريكا مقرًّا لهم، لكن ربما لم ير اليابانيون حاجةً للاستثمار خارج أسواقهم المحلية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بعد أداء دولتهم العظيم ما بعد الحرب.
يكون سوق الولايات المتحدة الأميركية اليوم أكثر من نصف مؤشر "إم سي آي وورلد" ولكن هذا لن يدوم؛ إذ إنَّ التنوع في هذا السياق يحمي المستثمر من المخاطر الحالية والأخطاء المحتملة.
تتحول القوة الاقتصادية حالياً نحو آسيا حيث كانت هناك أساسًا قبل 1500 عام، وحيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم.
6- لكن لا تتخصص كثيرًا:
السائد اليوم هو إنشاء الآلاف من الصناديق المختلفة لتغطي حتى أصغرَ الشرائح في السوق، وما لم تكن خبيرًا استثماريًا على نطاق واسع؛ فأنت لست بحاجة إلى هذا الهراء. ولكن كنْ حذرًا أيضًا من الاستثمارات الجديدة التي تدَّعي ببساطةٍ أنها غير مترابطة، فيمكن أن يعني ذلك أنها لا ترتفع في القيمة عندما يرتفع كل شيء آخر.
ويُعدُّ العائد من الاستثمار في الأسهم جزءًا من الأرباح؛ من السندات إلى المعدلات الخالية من المخاطر، بالإضافة إلى مخاطر الائتمان. وليس من الواضح كثيرًا ما يجب أن يكون عليه العائد من الاستثمار في أوقات التقلُّبات (ناهيك عن العملات المشفرة)؛ فقد لا يكون هناك أي عائدٍ متوقَّعٍ منها على الإطلاق، فلماذا نبتاعها من الأساس؟
المصدر: