الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
التوحد والصعوبات التي يواجهها المصابون به
التوحُّد هو عجز نَمائِي (developmental، أي يتعلّق بالنمو والتطور السليم للشخص) يدوم مدى الحياة، ويؤثّر على كيفية تواصل الشخص المصاب مع الأخرين والاتصال بهم، وكذلك على كيفية فهم المصاب بالتوحّد للعالم المحيط به.
وبينما يتشارك الأشخاص المصابون صعوبات محدّدة، فإنّ مرض التوحّد سوف يؤثر عليهم بطرق مختلفة، فالبعض قادر على العيش حياة مستقلّة نسبيّاً ولكنّ البعض الآخر قد يعاني من صعوبة بالتعلّم ويحتاج للدعم المتخصّص لمدى الحياة.
كذلك قد يعاني المصاب من فرط حساسية (زيادة إحساس) أو تحت حساسيّة (ضعف إحساس) للأصوات أو اللمس أو الطعوم أو الروائح أو الضوء أو الألوان.
متلازمة أسبرغر Asperger syndrome:
هي شكل من أشكال التوحّد، عادةً مايكون معدل ذكاء الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة متوسّطاً أو فوق المتوسّط ويعانون صعوباتٍ أقلّ في التحدث، ولكن لا تزال لديهم صعوبة في فهم ومعالجة اللّغة.
كيف ينظر المصابون بالتوحّد إلى العالم من حولهم؟
العالم بالنسبة لهم عبارة عن كتلة من النّاس و الأماكن والأحداث التي يعاني المريض بالتوحّد من أجل إعطاء معنى لها، ومن الممكن أن يسبّب هذا لهم قلقاً كبيراً.
المجالات الثّلاث التي يواجه فيها المصابون بالتوحّد صعوبة هي:
1- صعوبة في التواصل الاجتماعي :
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحّد Autism Spectrum Disorders (ASD)، يمكن أن تبدو لغة الجسد غريبةً تماماً كما لو أنّ الآخرين يتحدّثون اليونانية القديمة.
ومن الصّعب على مريض التوحّد استعمال أو فهم التعابير الوجهيّة أو نبرة الصّوت أو النكات أو عبارات السّخرية، وكذلك العبارات الشائعة والأقوال المأثورة؛ على سبيل المثال يحدث لديهم لغط بفهم عبارة "It's cool" التي يستخدمها المتحدثون بالانكليزية عادةً عندما يشعرون أنّ شيئاً ما جيّد، ولكن المعنى الحرفي لها هو القليل من البرد.
بعض المصابين بالتوحد قد لايستطيعون التحدّث أو قد يتحدثون على نحو محدّد، وهم عادةً ما يدركون ما يقوله الآخرون لهم ولكن يفضّلون استخدام وسائل مختلفة من التواصل بأنفسهم، مثل لغة الإشارة أو الرموز البصريّة. وقد يتحدّث البعض بمهارات لغويّة جيّدة ولكن يجدون صعوبةً في فهم طبيعة المحادثات أو قد يكرّرون ما يقوله الشخص الآخر للتوّ، وهذا مايعرف بالصدى اللفظي (ترديد أصوات الآخرين) echolalia . ومن الجيّد أن يتحدّث الأشخاص لمريض التوحّد بطريقة واضحة ومتماسكة، وأن يمنحوه وقتاً كافياً لمعالجة وفهم الكلام الموجّه له.
2- صعوبة في التفاعل الاجتماعي:
إن التهذيب الاجتماعي لا يوجد بشكل طبيعي بل نحن من نتعلّمه، قد يجد المصابون بالتوحد صعوبة في فهم أو إدراك مشاعر الآخرين أو أحاسيسهم أو التعبير عن مشاعرهم أيضاً.
ومن الممكن أن يكون لديهم عدم فهم للقواعد الاجتماعيّة التقليديّة، مثل الوقوف قريباً جداً من الأشخاص الآخرين أو البدء بموضوع غير ملائم للمحادثة، وقد يظهرون بشكل مُركّز كونهم لا يدركون مشاعر الشخص الآخر، ويفضلون البقاء وحيدين على البحث والخروج مع رفاق، ولا يشعرون بالرّاحة للأشخاص الآخرين، ويُظهرون تصرّفات غريبة أو غير ملائمة كونه من الصّعب لديهم التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم واحتياجاتهم.
3- صعوبة في التخيّل والدّهاء الاجتماعي:
الدّهاء الاجتماعي يسمح لنا بفهم وتنبّؤ تصرّفات الأشخاص الآخرين وفهم الأفكار المجرّدة أو تصوّر حالات خارجة عن نطاق الروتين اليومي، مما يعني أنّ المصابين بالتوحد قد يجدون صعوبة في:
فهم وتفسير أفكار الآخرين ومشاعرهم وأفعالهم ، والتنبّؤ بما قد يحصل لاحقاً أو ما يمكن أن يحصل، أيضاً صعوبة بالوعي لمفهوم الخطر و في الانخراط بألعاب ونشاطات تخيليّة. كذلك يواجهون صعوبة في التحضير للتّغيير والتخطيط للمستقبل و التلاؤم مع الحالات الجّديدة أو غير المألوفة.
ومن الممكن أن يصعب التنبّه لإصابة الشخص بالتوحّد، خاصّةً أنّ المصاب لايبدي إعاقة، ويمكن لجميع المصابين بالتوحّد الاستفادة من التشخيص في الوقت المناسب والحصول على الخدمات االمناسبة والدّعم.
ولكن يجب عدم الخلط بين المشاكل في التخيّل والدّهاء الاجتماعي لديهم وبين ضعف المخيّلة؛ فالعديد منهم مبدعون جدّاً فهناك منهم الفنانون والموسيقيون وحتّى الكُتّاب...
المصدر:
الصورة: